ربيع دمج /خاص موقع التحري
إذاً خرج رمزي القاضي من السجن وأغلق الملف بحجة ان القاضي يعاني ازمات واوضاع نفسية صعبة. وهكذا اشعل رموي القاضي البلد بستاتوس وجهه ضد ضحايا اسطنبول، وهطذا ايضاً انتهت القصة.
في تفاصيل ما حصل مع رمزي نسيب القاضي وما قام به أصلاً يختلف تماماً عما حصل مع آخرين، ربما قد يلتقي رمزي مع باسل الأمين باعتبار أنّ الأخير قارن "حذاء اللاجئ السوري" برموز وطنية جامعة للبنانيين فأوقف من قبل "مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية" وأحيل إلى القضاء. أما آخر الموقوفين بتهمة "الستاتوس التحريضية والتطاول على رموز الوطن" فهو الشاب حسن سعد الذي تناول شخص الرئيس ميشال عون ووصفه "بالختيار" وبعبارات أخرى اعتبرت مهينةً لشخص عون.
في هذا السياق، وبعدما أمضى أسبوعين موقوفاً داخل "مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية" وبعد التحقيقات التي أجراها معه القاضي زياد مكنّا (جبل لبنان) أخلي سبيل رمزي القاضي ( منذ أسبوع) بكفالة مالية قدرها 150 ألف ليرة لبنانية، ومنع المحاكمة عنه بإعتبار ما قام به جنحة وليس جناية.
بكل هدوء وبصراحة متناهية إعترف القاضي للقاضي مكنّا أنه أقدم على نشر تغريدات عدة متتالية عبر حسابه الشخصي على "تويتر" تطاول من خلالهم على ضحايا مجزرة إسطنبول وبخاصة أبناء وطنه، كونه بكل بساطة رجل عاطل عن العمل، لا يمتلك المال الكافي للسهر أو السفر، كما كان الضحايا يفعلون ليلة استشهادهم د.
أقرّ القاضي بأن كتاباته العنصرية والطائفية بحق هؤلاء الضحايا صدرت عن طيش وغباء وحقد منه، قالها حرفياً (بحسب وقائع التحقيق معه) مشيراً الى أنه "يعاني من تعب نفسي نتيجة عدم حصوله على أي فرصة عمل، كما أن ظروف حياته الماضية لم تسمح له بإكمال تحصيله العلمي، لم يستطع حتى تجديد رخصة عائدة له كمرشد سياحي"، أمور معقّدة في حياته اجتمعت داخل شخصيته ففجرها عبر بث منشورات حاقدة ضد كل شخص سعيد ويستمتع بحياته.
لم يدر رمزي القاضي بأن ما عبّر عنه سيفجّر أزمة في لبنان ولم ينوِ إحداث أي فتنة من وراء هذه الكتابات، بحسب أقواله، لكن النتيجة كانت عكس ما تصوّر، لا سيّما أنه إعتبر في منشوراته بأنّ من سقطوا ليلة "مربع رينا" الدموية فاسقون وفاجرون قتلوا مخمورين، فقام مئات الناشطين بنشر صور له وهو يتراقص مع فتيات ويتناول الخمر بشراهة وبعض الصور له وهو يدخن "السيجار" الفاخر.
وبالعودة إلى المنشور الذي أطلقه عبر "التويتر" وأثار أزمة كبيرة وإعتقل على إثرها حملت عنوان "إحترام التعريص" الحقها بالكتابات التالية " ماتوا في خمّارة بعد ممارسة العربدة والسُكر الشديد، الله يلعنك بأموال نصب وفحش وواسطة"، ثم أرفقها بعبارة "إلى جهنم وبئس المصير الله يلعنهم ويخزيهم"، وبعد ذلك بدقائق عاد وكتب "عرصات روحة بلا رجعة ماتوا سكرانين مع عربدة إلى الجحيم"، و "ميتة السوء إلى جهنم وبئس المصير".
قد تكون الأوضاع المزرية للمرء والإحباط وقلّة الفرص، والواسطات والمحسوبيات التي تنهش لبنان، عوامل تدفعه للتعبير الخاطئ وعن سوق تقدير، في المقابل هناك أهالي فقدوا أبناءهم بطريقة وحشية ومرعبة لا يجوز التطاول عليهم واستفزاز مشاعرهم وكراماتهم.
وكان رمزي القاضي قد تقدّم باعتذار علني امام القاضي مكنّا متوجّهاً إلى الشعب اللبناني لقبول إعتذاره كونه ضمنياً لا يتمنى الموت والأذى لأي شخص.
فهل يُمكن أن تتحول الغيرة الآتية من العوز والبطالة إلى دافع لتمنّي الموت للآخرين، وعلناً؟ هل كل ما يُكتب على مواقع التواصل الإجتماعي نابع من قناعة ذاتية أم مجرّد هرطقات فلسفية للفت الأنظار وكسب أكبر قدر من زر "الإعجاب" ولو بطرق مزيّفة؟
أسئلة كثيرة يطرحها الناشطون والناشطات على مواقع التواصل، منهم من يعتبر أن "#الستاتوتس_مش_جريمة"، وأنه لا يحق للأجهزة الأمنية الحدّ من حرية التعبير و ملاحقة أي شخص أراد طرح فكرة ما تدور في رأسه، فيما يعتبر آخرون أنّ "هناك خطوطاً حمراء" لا يمكن تجاوزها، لا سيّما إذا ما تعلّق الأمر بالوطن والأديان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News