مختارات

الاثنين 06 شباط 2017 - 06:45 الديار

ماذا سيسمع من رئيس الجمهوريّة حول تفجيرات عين الحلوة؟

ماذا سيسمع من رئيس الجمهوريّة حول تفجيرات عين الحلوة؟

يكاد لا يمر يوم، الا ويسجل في مخيم عين الحلوة، حادث او اشكال او القاء قنبلة او رشق ناري ناتج عن اشكال فردي ... او احتفاء بـ «زفة» احدهم. كل ذلك يجري وفق سياق متسلسل، تدور الحلقة تلو الحلقة، ومنذ عقد كامل من السنوات، من دون ان تتوفر الحلول الناجعة لخلاص كامل من العبء الامني الثقيل، على الفلسطينيين واللبنانيين على السواء.

«في مخيم عين الحلوة مخابرات العالم ملو شغالة هون»، يقولها احدهم في جلسة على «نفس اركيلة»، وهذا لا يعني ان الاشكال الفردي الذي حصل قبل ايام في بستان القدس تقف وراءه المخابرات الاميركية او...، وهو قد يكون من الطبيعي حصول احداث امنية متفرقة محدودة، وما يبرر حصولها الكثافة السكانية (75 ألف فلسطيني) في بقعة جغرافية ضيقة لا تتجاوز الكيلومتر الواحد، في غياب جهة او مرجعية امنية تتولى حفظ الامن، فكيف في مخيم تحول مؤخرا الى غابة من السلاح الفالت الذي عجزت القوى والفصائل والهيئات واللجان الامنية عن ضبطه. ثمة من يجزم من القيادات الفلسطينية : ان هناك استحالة لتشكيل مرجعية سياسية وامنية فلسطينية في المخيمات، بسبب ارتباط لاجئي الشتات الوثيق بما يجري من انقسامات بين حركتي «فتح» و«حماس» على جبهتي رام الله وقطاع غزة، فكيف ستكون الحال الفلسطينية امام ملفات امنية شائكة لا تقتصر على الارهابيين المتورطين في عمليات ارهابية موصوفة، طال بعضها الجيش اللبناني ومناطق سكنية ومقرات دبلوماسية.

تعقيدات الملف الامني في مخيم عين الحلوة، ستكون واحدا من ابرز الملفات التي ستحضر في زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى لبنان خلال الايام القليلة المقبلة. فماذا يحمل الرئيس عباس من طروحات ومعالجات تُخرج الفلسطينيين من عنق الزجاجة، ليطرحها على طاولة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتاليا مع ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري؟ ويصح السؤال ايضا، ما هي الملفات التي سيضعها الرئيس العماد ميشال عون امام الزائر الفلسطيني الذي كان اعلن مرارا عن استعداد الجانب الفلسطيني للتخلي عن سلاح المخيمات، حتى انه في احدى المرات، قدم عباس نفسه، وكأنه هو المستعجل على ازالة السلاح الفلسطيني من المخيمات، وليس المسؤولون اللبنانيون!.

«حين اصبح العصفور في القفص»
في تموز العام 2002، وحين تبلغ الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من قيادة حركة «فتح» في لبنان، «ان العصفور اصبح في القفص»، فتح «ابو عمار» خط هاتفه ليُبلغ رئيس الجمهورية انذاك العماد اميل لحود، ان المطلوب للجيش اللبناني بديع حمادة الملقب «ابو عبيدة» ( لبناني)، الذي قتل ثلاثة عناصر من جهاز مخابرات الجيش اللبناني خلال مداهمة لمنزله في محلة الهمشري في صيدا، اصبح بعهدة حركة «فتح» في مخيم عين الحلوة. وبالفعل تم تسليمه الى الجيش اللبناني، بعد ان وصل الى قياديي «عصبة الانصار الاسلامية» فتوى اسلامية شرعية تجيز لهم تسليمه الى القضاء اللبناني بواسطة الجيش اللبناني.

وقد حملت هذه الواقعة دلالات تشير الى مدى اهتمام رأس السلطة الفلسطينية بواقع اللاجئين المقيمين في المخيمات في لبنان، على عكس ما هو قائم اليوم، اضافة الى ملف لجوء الارهابيين اللبنانيين المتورطين في عمليات ارهابية ضد الجيش اللبناني الى مخيم عين الحلوة، وهي ظاهرة قديمة العهد وما تزال قائمة، ودليلها لجوء الشيخ احمد الاسير ومجموعات عسكرية موالية له، ومعه فضل شاكر ومجموعاته العسكرية، على اثر الحسم العسكري الذي نفذه الجيش اللبناني لالغاء الحالة العسكرية للاسير ومربعه الامني في بلدة عبرا في حزيران العام 2013، ولجوء مجموعات من عناصر التنظيمات الارهابية التي تقاتل في سوريا، وبخاصة «داعش» و«جبهة النصرة» و«كتائب عبد الله عزام»، اما اليوم فهناك الكثير من المطبات محظور الوقوع فيها، ومنها الواقع العشائري المعقد والذي يتسم بالحساسية المفرطة...وفي هذه الحال، يبقى المأزق قائما.

رهانات... وريبة في الشارع الفلسطيني
اليوم، ومع اقتراب موعد الزيارة التي يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي بدا بعيدا عن مسلسل الاحداث الامنية الذي يسجل في مخيم عين الحلوة منذ سنوات، حاصدا عشرات القتلى والجرحى ومهددا مصير اكبر كتلة بشرية من الفلسطينيين المقيمين في لبنان، يراهن قياديون فلسطينيون على زيارة الرئيس الفلسطيني الى لبنان، لكثرة الملفات الملحة، بعضها ذو طابع امني والآخر اجتماعي وحياتي، ويذهب هؤلاء الى المراهنة على احدث ثغرة في جدار التأزم الامني المرتبط بمخيم عين الحلوة، والذي بات يشكل عبأ لا قدرة للفلسطينيين واللبنانيين على تحمله، سيما ان المخاوف من الانفجار لم تُشطب من تقديرات الجميع، فيما فريق من الفصائل الفلسطينية، يتخوف من الاداء السياسي للسلطة الفلسطينية، ومن رئاسة عباس، ويشتم هؤلاء من الزيارة رائحة الاستمرار بتصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وبخاصة في لبنان، ويُذكِّر هؤلاء بالغياب الفاضح لملف عودة اللاجئين الى ديارهم، في وثائق المؤتمر الذي عقدته حركة «فتح» برئاسة عباس.

مسؤولية رئيس السلطة الفلسطينية تجاه الاوضاع الامنية والاجتماعية، وهو يزور لبنان، تبدو كبيرة سيقف امامها محرجا او متجاهلا عمق التأزم الامني الذي تشهده «عاصمة» الشتات الفلسطيني في لبنان، كما يحلو للفلسطينيين ان يطلقوا على مخيم عين الحلوة، المسؤولية كبيرة على الجانب الفلسطيني، في مخيمات لا وجود فيها للدولة اللبنانية ولا لاجهزتها العسكرية والامنية، وبالتالي، فهي تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية التي يتحتم عليها حسم امرها، وضرب المجموعات الارهابية المتواجدة في مربعات امنية مقفلة امنيا، المسؤولية كبيرة امام رئيس السلطة الفلسطينية بأخذ ما يمكن اخذه للامساك بالوضع الامني في المخيمات، ومعالجة ظواهر انتشار الجماعات الارهابية في المخيمات المنتشرة على امتداد المناطق اللبنانية من الجنوب الى الشمال، كي لا تتحول هذه المخيمات الى «بؤر» امنية تزيد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين الاجتماعية الى اعباء امنية ... مسؤولية القيادة الفلسطينية كبيرة تجاه وجود ارهابيين لبنانيين وفلسطينيين لجأوا الى مخيم عين الحلوة، وهم بعيدون عن متناول اي سلطة امنية، بل هم يشكلون «سلطة» في احياء، لا يمكن لاحد تجاوزها ... المسؤولية كبيرة يجب تحملها ... والا فالحلول التي تبدو اليوم مستحيلة، قد تبدو في المقبل من الايام ممكنة، وفق ما يرى قيادي فلسطيني رفيع.

«منظومة أمنية جديدة»
وكانت الاتصالات الجارية بين القيادة الفلسطينية وقيادة الجيش، تكثفت على خط انجاز منطومة امنية تكفل نجاح الخطة الامنية الخاصة بمخيم عين الحلوة، وعقدت «اللجنة الامنية الفلسطينية العليا» اجتماعا في مقر الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطيني في المخيم، ترأسه قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب، خصص اللبحث في سبل تفعيل دور القوة الامنية المشتركة، وفق ما سمي بـ «المنظومة الامنية» الخاصة بمخيم عين الحلوة، من اجل تحصين امن المخيم والجوار اللبناني ومنع انطلاق أي عمل توتيري منه الى العمق اللبناني...

ويأتي ذلك، بعد ان وافق الجيش اللبناني على تفاصيل الخطة الامنية الجديدة التي قدمتها لجنة مكلفة من القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان الى قيادة الجيش اللبناني، وجرى بحث تفاصيلها خلال اللقاء المشترك الذي عقد في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، بين ممثلي الفصائل الفلسطينية ومدير فرع مخابرات الجنوب العميد الركن خضر حمود ورئيس مكتب صيدا العميد ممدوح صعب ومسؤول فرع الامن القومي في الجنوب العقيد علي نور الدين منذ ايام، حيث تم التأكيد على ضرورة تحصين امن المخيم وتفعيل القوة الامنية الفلسطينية المشتركة واعادة هيكلتها بما ينسجم مع مهامها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة