معًا لحماية حرش بيروت: تراجعوا عن قراراتكم الجائرة

صدر عن حملة "معا لحماية حرش بيروت" البيان التالي:

"لن نطيل الكلام، فالمسألة ليست بحاجة لكثيرٍ من الشرح...
ان غابة الصنوبر، المعروفة بحرج بيروت، كانت تمتدّ على مساحة تفوق المليون متر مربّع... أما اليوم، فمساحة الحرج بالكاد تبلغ ربع تلك المساحة!

منذ إنشاء الدولة اللبنانيّة، و"حرش بيروت" يتمتّع بالحماية القانونيّة التي تمنع التعدّي عليه والتصرّف بأرضه، فكيف حدث ما حدث؟
الجواب هو استمرار سياسات القضم التي تمارسها البلديّة تارةً، والدولة طورًا، فيتم التعدّي على أراضي الحرش بداعي "العجز عن إزالة التعدّيات"، أو بداعي "إقامة مشاريع ذات طابع عام"، أو سواها من الأعذار الواهية التي يصحّ القول فيها انها عذرٌ أقبح من ذنب.

بعد التفريط بأكثر من ثلثَي المساحة التاريخيّة للحرج، تقود بلديّة بيروت اليوم هجومًا جديدًا يهدّد بإزالة نصف المساحة الباقية من الحرج من ثلاثة جهات!
فمن الجهة الشماليّة، يهدّده مشروع نقل الملعب البلدي؛ ومن الجهة الجنوبيّة، يهدّده مشروع تسوية التعدّيات الحاصلة وشرعنة وجودها؛ ومن الغرب، يهدّده مشروع المستشفى الميداني الماثل أمامنا ههنا...

ما هي حقوق أبناء وسكّان بيروت في مدينتهم؟ وما هي حقوق المواطنين اللبنانيّين في عاصمتهم؟
يحقّ لنا أن ننعم بغابة خضراء وسط غابة الحديد والباطون التي أوصلنا اليها فشلكم في التنظيم المدني.
يحقّ لنا أن ننعم بمصدرٍ للهواء النقي وسط التلوّث المسيطر على المدينة وضواحيها.
يحقّ لنا أن ننعم بالمنظر الطبيعي الذي يضفيه الحرش على المنطقة.

نعم، وبكل تأكيد! وقد كفل قانون حماية المناظر والمواقع الطبيعيّة (الصادر منذ العام 1939) لنا هذه الحقوق!

نخاطب أصحاب الشأن في الحفاظ على الحقّ العام وعلى المصلحة العامّة لأبناء وسكّان بيروت، من المحافظ الى رئيس المجلس البلدي وأعضائه:

ان المشاريع الثلاثة المذكورة أعلاه مخالفةٌ للقانون، وهي اعتداءٌ صارخٌ على الحقّ العام، وتفريطٌ صريحٌ بالمصلحة العامّة، بل هي تجعل من مفهوم المصلحة العامّة مهزلةً لا يمكن أن نسكت عنها.

فتراجعوا عن قراراتكم الجائرة، وإلا فقد آلينا على أنفسنا أن نحميَ حقّ مواطنينا بالملك العام، ولن نتهاون في هذا القرار...".