خاص التحري-ربيع دمج
بعد سنوات من التحقيقات في قضية مقتل المواطنة كورين.ح على يد جارها في برج حمود آرا.ج، وبعد عدة جلسات إستماع للمتهم إلى جانب شهادة زوجته وآخرين داخل قاعة الجنايات في بعبدا ، صدر الحكم القضائي بحق آرا من قبل رئيس جنايات بعبدا "هنري خوري"، والذي حكم عليه بالإعدام نظراً لإقدامه عن سابق إصرار وتصميم بقتل جارته "كورين" عمداً والتنكيل بجثتها.
وفي حيثيات القضية، فإن "آرا" كان يقطن في أحد أحياء برج حمود، وكانت المغدورة تجاوره في المبنى ذاته، وفي الليلة الأخيرة من حياة "كورين" سمع جيرانها صوتها وهي تستغيث صارخة "شو عملتلك يا آرا.. ليش عم تعمل هيك.. تركني ..بوس إيدك".. وظلّت تكرر جملها عدة مرات قبل أن يختفي صوتها نهائياً في وقت كان جيران المغدورة قد إتصلوا بمخفر برج حمود.
وعند وصول القوى الأمنية وبعد خلعهم الباب وجدوا "كورين" غارقة على الأرض بدمائها وإلى جانبها "رفش" زراعي، فيما لا يوجد أحداً في الشقة،
وبعد ساعات قليلة من إقترافه جريمته تمكّنت القوى الأمنية من القبض عليه مختبأً في إحدى زورايب المنطقة يتحضّر للهرب.
بعد التحقيقات معه من قبل المخفر وبعد ذلك لدى قاضي التحقيق في جبل لبنان، إعترف "آرا" بالتخطيط لجريمته وكيفية تحضيره لذلك عبر شراء "رفش" زراعي وآلة حادة وقد خبأهما على سطح المبنى منتظراً حلول الليل كي يدخل عليها شقتها وينفّذ جريمته.
الخلافات الأساسية بين الضحية وقاتلها كان محورها "الميسر"، فالراحلة كانت على علاقة صداقة مع زوجة "آرا" ( تطلّقت منه بعد وقوع الجريمة بـ10 أشهر)، هذه العلاقة بدأت بحكم الجيرة لكنها توطدت فيما بعد بحكم "القمار" إذ دأبت الأخيرة على لعب الميسر يومياً مع المغدورة إلى جانب بعض الصديقات اللواتي ترددن على شقة "كورين" كونها تسكن بمفردها.
وبحسب إفادة "آرا" فإن زوجته غرقت بديون كبيرة جرّاء لعبة الميسر، في وقت كان يطلب من المغدورة الإبتعاد عن زوجته لكنها، وبحسب الإفادة عند القاضي، لم تفعل ذلك إلى أن وصل الأمر حدّ مطالبتهما ( من قبل كورين) بالديّن وإلا ستتوجه إلى القضاء بموجب سندات، وقبل أيام من وقوع الجريمة هددت المغدورة "آرا" بأنها تريد المال أو الحصول على منزله ثم عادت وعرضت عليه شراء المنزل منه بسعر زهيد ليسدد لها حقوقها المالية عليه.
الزوج لم يرضخ لطلب المغدورة، فخطط لتنفيذ جريمته قبل ثلاثة أيام، هذا المخطط الجهنمي لم يقدم عليه من تلقاء نفسه بل حرّضته عليه زوجته "أناهيد" التي دفعته لقتل "كورين" والتخلّص منها نهائياً.
إنتظر اللحظة التي تكون فيها "كورين" بمفردها داخل المنزل لينقض عليها وينهي حياتها كما دمّرت حياته وتسببت بخراب عائلة كاملة، على حد إعترافاته.
في المقابل تم إستدعاء الزوجة لسماع أقوالها، كما كانت تحضر في كل جلسة إستماع امام رئيس المحكمة في بعبدا، وبحسب إفادتها التي جاءت مغايرة تماماً لا بل معكوسة لتلك التي تلاها طليقها. فقد أكّدت أكثر من مرة بأنّ زوجها كان مدمن على لعبة "القمار" وأنه باع أغراض البيت بأكملها، وكان يضربها يعنّفها حين يأتي المنزل خاسراً أمواله، كما أنه سرق لها مصوغتها ومن ثم باع قطع كهربائية من المنزل لكي يصعد عند "كورين" ويلعبا سوياً الميسر، وحين خسر كل شيء وبقي مديوناً لها طالبته ببيع المنزل.
وقد نفت "أناهيد" ما قاله زوجها بأنها حرّضته على قتل "كورين" كونها لحظة وقوع الجريمة كانت في المنزل تشاهد مسلسل ما وتحضّر الطعام لاولادها، وسمعت فجأة صراخ جارتها وهي تستغيث وسكان العمارة كلهم على السلم. ولفتت إلى أنها طلبت الطلاق منه سابقاً عدة مرات، وتوجهت مراراً إلى المحكمة الروحية للتخلّص من زوجها لكن قضيتها كانت معلّقة لأسباب ما.
لم تُثبت أي إدانة واضحة بحق الزوجة ما إذا كانت هي المحرّضة أو ما إذا كانت تلعب بالميسر، فيما الزوج جريمته واضة المعالم وعن سابق إصراروتصميم، إنتهت بإصدار حكم الإعدام عليه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News