"ليبانون ديبايت"
كان يجب أن تبدأ ورشة إعادة تأهيل مبنى السراي القديم، الموجود في مدينة بعلبك منذ عهد الانتداب الفرنسي، مع دخولنا في استهلالية العام الجديد 2017، وذلك تمهيداً لتحويله إلى قصر بلدي في المرحلة المقبلة. وذلك بعدما "ضاقت مساحته بدوائر المحافظة، والتي صارت تحتاج إلى مكان أوسع لاستيعاب الوافدين إليه" على حد تعبير السلطات المحلية في المدينة.
وفي التفاصيل، وبما أن توقيت البدء بأعمال التأهيل جاء محكوماً بهبة وكالة التنمية الإيطالية المشروطة بمهلة للتنفيذ، تسرّع المعنيون "خوفاً من أن تطير الهبة" ونقلوا "مرحلياً" قلم نفوس بعلبك من السراي إلى مبنى مدرسي قديم، (ملك للدولة) على أن يصبح هذا مركز محافظة بعلبك الهرمل في وقت لاحق.
فتعاني دوائر المحافظة من حالة عدم استقرار، بالرغم من مرور أكثر من 13 عاماً على إستحداثها، حيث أن محافظة بعلبك ـ الهرمل هي واحدة من ثماني محافظات في لبنان ، تم إنشاؤها في 16 تموز 2003 (القانون 522 في 16/07/20033).
وعليه، تتوزع اليوم "بشكل عشوائي" مئات آلاف ملفات النفوس العائدة لأهالي بعلبك الهرمل، بعضها في غرف "غير مؤهلة" في المدرسة التي كانت نادياً للضباط في عهد الانتداب الفرنسي، وبعضها الآخر مكدّس في شاحنات (كونتينيرات) كبيرة في المدرسة عينها.
وبينما تعترف السلطات المحلية بحالة التشرّد هذه، تنكر بأن هذه الغرف غير مؤهلة لاستيعاب سجلات نفوس بهذه الكمية، وتصرّ على أنه المكان الأنسب لها "كون مساحته كبيرة ويعود امتلاكه للدولة". وفي المقابل تشير مصادر محلية لـ"ليبانون ديبايت" بأن "المكان غير مؤهل أبداً للحفاظ على كل هذه الملفات، التي نُقلت على أساس أن تبدأ أعمال التأهيل في السراي، منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، إلا أنها لم تبدأ حتى الآن، ولا يبدو أنها ستبدأ. بينما سجلات نفوس أهالي بعلبك الهرمل مهددة بالتلف تحت خطر الرطوبة في المبنى المدرسي، وتحت أشعة الشمس أو المطر في الشاحنات التي تحملها".
وعليه، وحسب الأرقام الواردة في الانتخابات البلدية في عام 2004 ، في محافظة بعلبك ـ الهرمل، تم إحصاء 365512 مواطنا مسجلا ، بينهم 199254 ناخب، في بعلبك الهرمل. ما يعني أن خوف المعنيين على أموال الهبة يرمي بمصير مئات آلاف سجلات النفوس في بعلبك في المجهول... فهل من جهةٍ مسؤولة توضح للرأي العام اللبناني ما الذي يحصل في نفوس بعلبك، وتؤكد لنا وللأهالي سلامة هذه السجلات بعد كل العواصف التي مرّت خلال الأشهر الماضية؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News