وهاب مرشح.. ببركة قواتية!

ليبانون ديبايت

لطالما كانت دائرة بعبدا هي الحدث عند اي استحقاق انتخابي، حيث شُكلت لتلك الدائرة توازنات وتفاهمات خاصة في الدورة السابقة وشهدت معارك طاحنة للحصول على مقاعدها، ورغم ان لا افق للتوافق على قانون انتخاب جديد في الوقت الراهن، الا ان الطروحات الحالية تذهب في اتجاه فصل بعبدا لتصبح دائرة تابعة لجبل لبنان معزولة عن الشوف وعاليه ليتحول الجبل الى دائرتين واحدة درزية محض، والثانية متنوعة... فهل تصبح بعبدا دائرة منفصلة او مرتبطة مع محيطها؟ هذا ما سيجيب عنه قانون الانتخاب الجديد.

المؤشرات الحالية تذهب في حال اقرار قانون انتخاب جديد نحو تنافسٍ درزي – درزي عنيف والظاهر الآن أن كل من الوزير السابق وئام وهاب والنائب فادي الأعور وكلاهما مقربين من الرئيس ميشال عون سيكونا عنواناً في المعركة القادمة، فالأول حليف رئيسي للرئيس بينما الأعور هو عضو في تكتل التغير والاصلاح، مما يطرح تساؤلات عن المرشح الدرزي لبعبدا وفي وجه من سيكون؟ وهل ستوافق معراب على اسماء من الاضداد لسياستها؟، خاصة في ظل سقف الخطاب المرتفع الذي يُجاهر فيه وهاب مثلاً.

رياح هذه الفترة تشتهيها سفن وهاب فالبنسبة إليه تعتبر بعبدا "حصان طروادة" الذي سيحمله إلى البرلمان بعدما حاول الوصول في الدورتين السابقتين الا ان التحالفات حينها لم تجرِ كما يهوى، فذهب آنذاك المقعد الى رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان، لتتبلور المعركة في الانتخابات الحالية.

وعلى ذمة المصادر القريبة من خط الثامن من آذار لـ"ليبانون ديبايت"، فإن وهاب ينتظر قانون الانتخاب وتوزيع الدوائر الانتخابية فاما ان يترشح في الشوف او في بعبدا، ولكنه مصر على ترشحه، مستبعدةً ان يرشح احد مكانه، لكن معلومات موقعنا تذهب حد التأكيد أن رئيس حزب التوحيد سوف يقدم ترشيحه في بعبدا.

بالعودة إلى العلاقة مع القوات اللبنانية يبدو بحسب المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت"، ان الاجواء في هذه الفترة بين الجاهلية ومعراب في احسن احوالها خصوصاً بعد زيارة وفد بإيعاز ومباركة من وهاب على رأسه نجله لتقديم واجب العزاء بوفاة والدته.

الزيارة التي توضع تحت خانة "كسر الجليد" يبدو انها اسست لتفاهم بين وهاب ومعراب بشكل غير مباشر، وعلى ما تكشف الوقائع لـ"ليبانون ديبايت" فإن معراب يظهر انها تهضم ترشح "قائد سرايا التوحيد" على لائحة تدعمها مع التيار الوطني الحر من باب انها لا تريد ان "تزعل" الرئيس الحليف، حيث تؤكد مصادر قريبة من القوات لـ"ليبانون ديبايت" انه من المستبعد ان يكون هناك بالأصل لائحة مشتركة بين القوات والتيار في دائرة بعبدا نظراً للثقل الشيعي هناك إفساحاً في المجال أمام عدم إحراج التيار وإفقاده الصوت الشيعي المرجح.

وبحسب أوساط لـ"ليبانون ديبايت" فإن كل من رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور والوزير ملحم الرياشي اللذان تجمعهما علاقة صداقة مع وهاب يلعبان دوراً في تقريب وجهات النظر بين وهاب وجعجع.

أما هل سيكون حلف القوات – التيار ودعم حزب الله لوهاب وقربه من الرئيس بري وتخفيف خطابه ضد تيار المستقبل الحافلة التي ستقله إلى ساحة النجمة في دائرة إمتازت دوماً بتحالف الأضاد؟ تؤكد مصادر قريبة من وهاب لـ"ليبانون ديبايت" أن هناك تعهدات سابقة قطعها حزب الله تتعلق بدعم ترشحه عن دائرة بعبدا، ويبدو إنطلاقاً من كل الجو الراهن أن ترشيحه يسير على السكة السياسية الصحيحة، رغم ان الموضوع لم يطرح بشكل مباشر خلال الاجتماع الذي حصل مؤخراً بينه وبين رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد مؤخراً.

لكن السؤال البارز الذي يطرح حالياً إنطلاقاً من تقرب جعجع – وهاب، هل ستتقبل القاعدة الشعبية القواتية لشخص كن لها العداء علناً ولسنوات وعبر سقف مرتفع وتبدأ حرب التشطيب أم أن تحالفات أمر الواقع السياسية ستطغى على التاريخ وتزيل حبره؟