المحلية

placeholder

صحيفة المرصد
الجمعة 10 آذار 2017 - 14:26 صحيفة المرصد
placeholder

صحيفة المرصد

فضل الله: آلية التعيينات بقيت رهينة المحاصصة

فضل الله: آلية التعيينات بقيت رهينة المحاصصة

ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بالالتفات جيدا إلى الحديث الوارد عن الإمام الباقر، حين قال: "لما دعا نوح ربه على قومه، أتاه إبليس، وقال له: يا نوح، إن لك عندي يدا أريد أن أكافئك عليها. قال نوح: والله، إني لبغيض إلي أن يكون لك عندي يد، فما هي؟ قال: بلى، دعوت الله على قومك فأغرقتهم، فلم يبق أحد أغويه، فأنا مستريح حتى ينشأ قرن آخر فأغويهم، فقال له نوح: ما الذي تريد أن تكافئني به؟ قال له: اذكرني في ثلاثة مواطن، فإني أقرب ما أكون إلى العبد إذا كان في إحداهن: اذكرني إذا غضبت، واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة خاليا ليس معكما أحد". إذا، هذه هي مواطن حضور الشيطان. ولذلك، لنحذر أن يتحكم بنا عند الغضب، فنتصرف بما يسيء إلى أنفسنا أو الناس من حولنا، ولنحذره عند الحكم، لئلا يتحكم بنا، فيدعونا إلى أن نستجيب لهوى أو مصلحة، وما أكثر ما يوسوس الشيطان عند الحكم على الأشخاص أو بين الناس! وثالثا، لنحذره عند الاختلاط، وهذا لا يعني أن يعزل الرجال عن النساء أو العكس، بل ندعو إلى الحذر الشديد حين تفرض الظروف أن يجتمع رجل وامرأة لوحدهما. بهذا الوعي، وبقوة الإرادة، نستطيع أن نتقي منزلقات الشيطان وفكره وأحابيله، ونصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات".

وقال: "البداية من لبنان، حيث لا يزال المشهد السياسي على حاله في التعامل مع الملفات المطروحة، فلم نشهد التغيير الذي كان اللبنانيون يأملونه، والذي جاء العهد الجديد على أساسه، فهو جاء محملا بكل دعوات الإصلاح والتغيير، لقلب الطاولة على رؤوس الفساد والمفسدين والمتلاعبين بهذا البلد، ورغم الإيجابيات التي حصلت، والتي تمثلت في إنجاز التعيينات في المواقع الأمنية وغير الأمنية في البلد، فإن كثيرا من الأمور لا تزال على حالها، فآلية التعيينات لم تتغير، وبقيت رهينة المحاصصة بين زعماء الطوائف، من دون حسيب أو رقيب، ومن دون أن يكون ذلك عرضة للنقاش في مجلس الوزراء. وهذا ما عبر عنه أحد الوزراء، حين قال عن التعيينات المطروحة: هل نحن هنا لنبصم؟ وقال آخر: بدأت التهاني، فالوزراء لم يتسلموا السيرة الذاتية لمن يراد تعيينهم إلا عند الجلسة، ولم يتح لهم الوقت الكافي لدراستها. طبعا، نحن لا نريد الانتقاص ممن عينوا، فقد يكون لديهم الكفاءة، ولكننا نتحدث عن آلية التعيين".

أضاف: "والأمر نفسه في التعامل مع الموازنة التي ستقر أرقامها من دون أن يكون هناك استعداد كاف لمعالجة مواقع الهدر الموجودة في الدولة، ورغم عدم مواكبتها بخطة نهوض اقتصادي ومالي، أو توفير السبل التي تضمن تأمين موارد للدولة، من دون ضرائب تفرض على الطبقات الفقيرة أو المتوسطة. وهنا، نقدر كل المواقف الحريصة على عدم القبول بأي ضرائب جديدة. ونصل إلى سلسلة الرتب والرواتب، حيث نجد أنها لم تخضع لمعيار واحد، هو إعطاء الموظفين حقوقهم جميعا، وهو ما ينبغي أن يتساوى فيه الجميع، بل خضعت لمعايير متفاوتة، رغم أن السلسلة واحدة، وقد يبرر البعض بأنه لا ينبغي الرهان على التغيير الآن، بل بعد الانتخابات القادمة، لكونها ستساهم في جعل المشهد السياسي قادرا على تحقيق أحلام التغيير، لكن هذا الأمر غير واقعي، في ظل مبدأ التسويات الذي يظلل الواقع السياسي، والذي من الطبيعي أن لا يأتي بقانون يلبي الطموحات التي ننشدها".

وتابع: "إن ما نريده للعهد الجديد، ولكل داعمي التغيير، أن يفرضوا منطقهم التغييري بعيدا عن تغيرات قد لا تحصل، وأن يثقوا باللبنانيين الذي ملوا من كل هذا الواقع، وسيكونون سندا لهم ولكل الصادقين في التغيير والعاملين له، بعيدا عن الحسابات الذاتية".

وقال: "نصل إلى سوريا، التي لم تفلح جهود مؤتمر جنيف في إيجاد حل ينهي معاناة إنسانها المتزايدة، حيث يستمر الصراع بين قوى دولية وإقليمية على هذا البلد، ويسعى كل منها لتثبيت مواقع نفوذه، مما نخشى أن ينتج صراعا في ما بينها، الأمر الذي استدعى أن يجتمع رؤساء أركان جيوش أميركا وروسيا وتركيا في أنطاليا، لمنع حصول أي احتكاك على الأرض. وهذا بالطبع سيجعل سوريا في مهب التجاذبات، ما يستدعي من كل مكونات الشعب السوري أن يعوا مكامن الخطر، ويسرعوا إلى ردم الهوة بينهم، لإخراج بلدهم من أتون هذا الصراع، حيث يكون الحل الأمثل بتقديم تنازلات لحساب الوطن واستقراره".

وأضاف: "من سوريا إلى اليمن، الذي تستمر معاناة أهله، ولا تتوقف عند استمرار نزيف الدم فيه، حيث تستعمل في الصراع ـ كما أشارت منظمة العفو الدولية ـ أسلحة فتاكة محرمة، بل يمتد الأمر إلى معاناة الجوع وتفشي الأمراض. ونحن في هذا المجال، نعيد الدعوة إلى الوقوف مع هذا الشعب، وكف يد العدوان عنه".

وتابع: "إلى فلسطين، حيث صادق الكنيست الصهيوني في قراره التمهيدي على قانون حظر الأذان في مساجد القدس الشرقية والبلدات العربية داخل الخط الأخضر بحجة الإزعاج، وهي حجة واهية يستخدمها العدو كخطوة إضافية في مشروعه لتهويد القدس وكل فلسطين، ما يدعو إلى موقف حاسم من السلطة الفلسطينية، والدول العربية والإسلامية، ومنظمات حقوق الإنسان، لمواجهة هذا المخطط ومنع تداعياته".

وقال: "نتوقف عند مناسبة عيد المعلم، لنهنئ المعلمين والمعلمات في عيدهم، ولنعبر عن التقدير والشكر لدورهم في تنمية العقول، وتربية الأجيال، والنهوض بها. إننا نغتنم هذه المناسبة، لنجدد الدعوة إلى تكريمهم وإعزازهم، لأن من حقهم على أمتهم أن تكرمهم، فلا بقاء لأمة ولا نهوض لها إن لم تنهض بمعلميها".

وختم: "كما نتوقف عند ذكرى مجزرة بئر العبد الأليمة، التي تعيدنا إلى ذلك اليوم الذي أزهقت فيه أرواح بريئة، وسقط العشرات من الجرحى، ووقع الكثير من الدمار، حين كان الهدف منها إسكات صوت المرجع فضل الله الموجه والمربي والباعث على الحياة في العقول والنفوس، بحيث أزعج السياسة الأميركية وأرعبها، فقرروا إسكاته، لكنهم فشلوا، واستمر السيد في جهاده إلى أن اختاره الله إلى جواره. إننا نستعيد هذه المناسبة، لندعو للذين استشهدوا في هذه المجزرة بالرحمة، وللمعوقين بالصبر، ولنؤكد الالتزام بهذا النهج الواعي والمنفتح والجريء في قول الحق والعمل به، مهما كانت التحديات والصعوبات".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة