المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الأحد 26 آذار 2017 - 11:08 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

قلعة بعلبك بين الترميم والتدمير.. اعمال بريئة من الجريمة؟!

قلعة بعلبك بين الترميم والتدمير.. اعمال بريئة من الجريمة؟!

"ليبانون ديبايت":

بعلبك احد اعمدة السياحة اللبنانيّة، التي قاومت الزلازل والتخريب طيلة القرون الوسطى والعصور الحديثة، وتحوّلت بفضل معابدها العملاقة الى عجيبة من عجائب العالم القديم، ومحطّ جذب العلماء، والمهندسين والسيّاح العرب والاجانب.. تعيش اليوم صراعاً داخليّاً بسبب أعمال التأهيل في قلعة بعلبك التي تأتي تنفيذاً لـ "مشروع الارث الثقافي والتنمية المدينيّة".

وفي التفاصيل، وتحت شعار "أوقفوا الجريمة بحق آثار بعلبك"، تخوض هيئات المجتمع المدني في "مدينة الشمس" معركة ضدّ اعمال الترميم التي يشهدها معبدي باخوس وفينوس، والفسحة التي تسبق الدخول إلى معبد جوبيتر، على اعتبار انها تركت تشوّهات وأضرار جسيمة في نقوش قلعة بعلبك الأثرية وحجارتها. وذلك بعد استعمال الجهة المرمّمة الضّرب بالرمل بشكل جائر وطرق بدائيّة. ما أدّى إلى إزالة كثير من النقوش، وترك تشوّهات بادية للعيان"، كما جاء في بيان رئيس اللّجنة الثقافية في بلدية بعلبك سهيل رعد.

بدورها، سردت أوساط بعلبكيّة رسميّة معنيّة بهذا الملف، وقائع المشروع منذ بدايته، في معرض الردّ على البيان، فقالت ان "ﻣﺸﺮوع اﻹرث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺪﻳﻨﻴﺔ يشمل ﺧﻤﺲ ﻣﺪن ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴّﺔ: ﻃﺮاﺑﻠﺲ، ﺟﺒﻴﻞ، ﺻﻴﺪا، ﺻﻮر وﺑﻌﻠﺒﻚ. ويهدف الى ﺗﺤﻔﻴﺬ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴّﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ واﻟﺪوﻟﻴّﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺤﻠّﻲ في اﻟﻤﺪن المشار اليها. ان هذا المشروع المموّل من خلال اتفاقيّة قرض بين البنك الدولي والحكومة اللبنانيّة والوكالة الفرنسيّة للتنمية والوكالة الايطاليّة للتعاون، يتألّف من مكوّنات رئيسيّة ثلاث: اولاً، اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻷﺛﺮﻳّﺔ وإدارﺗﻬﺎ وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ، ﻣﻤﺎ ﻳﻐﻨﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ زاﺋﺮها. ثانياً، تأهيل مراكز اﻟﻤﺪن اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴّﺔ وﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴّﺔ اﻟﻤﺪﻳﻨﻴّﺔ، وذﻟﻚ داﺧﻞ اﻟﻤﺪن اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ، وثالثاً، التعزيز المؤسسّاتي لمساعدة الوكالات المحدّدة على اداء ادوار كل منها في المحافظة على الارث الثقافي وجني الفوائد الاقتصاديّة للبلد وسكان المدن المعنيّة. كما حدّد المشروع ملخّصاً لناحية وصف البيئة، تحليل الاثر البيئي، والبدائل، ووضع خطّة الادارة البيئيّة، اخذاً بعين الاعتبار المؤشّرات الماديّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة لكل مدينة".

وأضافت المصادر:"انطلاقاً من سرد بعض التفاصيل والأهداف، نرى بأن "عمليّة الترميم تتم باشراف خبراء عالمييّن متخصّصين في مجال حفظ وترميم الآثار من المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS)، اضافة الى خبراء محلييّن من المديريّة العامة للآثار، مجلس الإنماء والإعمار، ومكتب الأونيسكو في بيروت. مع الاستعانة بعمّال لبنانيّين لتنفيذ الاعمال المطلوبة وبهذه الطريقة يمكن للمدينة وأهلها الاستفادة من المشروع. وهذا بالتحديد حال بعلبك ولا سيّما لناحية "أعمال الحفظ والترميم في موقعي بعلبك وصور الأثريين" (BTAP)، التي تأتي في إطار مشروع "حماية الإرث الثقافي والتنمية المدينيّة".

وقالت ان "المشروع بدأ بخطوة أولى تكمن في تحسين جميع الطرق المؤدية الى قلعة بعلبك، وصولاً الى تنفيذ مشروع الـBTAP، بدءاً من معبد باخوس، على اعتبار ان هذا المعبد بالذات، كان يعاني من مشاكل كثيرة لناحية تفتّت الجدران الداخليّة، وحدوث شقوقاً ما بين مفاصل الحجارة، الامر الذي كان يهدّد سلامة الزوّار والناس، بحيث تم الاستعانة بالشباك لمنع وقوع الحجارة، ما دفع الى ايجاد حل جذري لنظام الصرف، وتدعيم الانشاءات، وازالة التلوّث البيولوجي". وتضيف المصادر :"ان الدراسات بدأت منذ عام 1998، تولّى القيام بها ايطالييّن على اعتبار ان الموقع يعدّ رومانيّاً، وتم ارسال خرائط الى مديريّة الاثار، التي حصلت عليها ايضاً البلديّات المتعاقبة".

وأوضحت "أما بالنسبة الى معبد باخوس، فقد اتى التمويل من البنك الدولي، حيث نفّذت الاعمال شركة لبنانيّة استعانت بيد عاملة - بعلبكيّة، بالتعاون مع شركة فرنسيّة، وخبراء من الجنسيّة الايطاليّة. وتبعاً للصور المرفقة، يمكننا أن نرى "اللّون الاحمر" على المعبد، الذي لم يعد موجوداً مع مرور الحضارات والعصور، لذلك تم الزام الشّركة المنفّذة استعمال ليزر باهظ الثمن لتأمين عمليّة تنظيف ممتازة، أما المرحلة الثانية المتعلّقة بمعبد جوبيتير وباقي اجزاء الموقع الاثريّ، فكانت بتمويل وكالة التنمية الإيطاليّة تحت ادارة السفارة الايطاليّة في لبنان، بإشراف مجلس الإنماء والإعمار والإدارات الرسميّة المعنيّة.

واشارت الاوساط البعلبكيّة الرسميّة الى ان "هناك من سرّب معلومات تحتوي على الكثير من المغالطات حول الاعمال، حيث ان التقرير الذي يتم وضعه حول المشروع من قبل منظمة الـUNESCO، تسجّل فيه ملاحظات اضافة الى استشاري ايطالي يعطي الاجوبة والتبريرات، وهو واحد من التقارير التي تحرّر بهذا الشأن. وفي هذا الخصوص، تم تسريب الملف من قبل عمّال انهوا أعمالهم في المرحلة الاولى، وكانوا يسعون الى العمل مع الايطاليين في المرحلة الثانية".

وشدّدت الاوساط نفسها على: "أن المرحلة الثانية من عمليّة الترميم التي دخلت حيّز التنفيذ، تهدف إلى ترميم هيكل جوبيتر وباقي أجزاء الموقع الأثري في قلعة بعلبك، وستنفذ من قبل شركة إيطالية مختصة في عملية الترميم، على ان تستمرّ مدة سنة، والعمل يتم بتقنيات عاليّة جداً، للمحافظة على الاثار وقيمتها الكبيرة".

بدوره أكّد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في اتصال مع موقع "ليبانون ديبايت"، ان "الاعمال تتم تحت اشراف اخصائيين واستشاريين ايطاليين لديهم خبرة كبيرة في هذا المجال، ويستعملون احدث التقنيات العالميّة من أجل حماية القلعة وحجارها من التفسّخ والتفتت والفطريات، التي كانت تصيبها"، نافياً "حصول اي أثر سلبي على القلعة، بل على العكس، حيث ان هذه الاعمال كلّها تجري بهدف الحماية لا التشويه، والمحافظة على القلعة من العوامل الطبيعيّة لسنوات طويلة قادمة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة