المحلية

placeholder

انطون الخوري حرب

ليبانون ديبايت
السبت 01 نيسان 2017 - 09:25 ليبانون ديبايت
placeholder

انطون الخوري حرب

ليبانون ديبايت

حلتا البترونية ومشاكل باسيل

حلتا البترونية ومشاكل باسيل

يتخبّط اهالي وسط البترون مشاكلهم البيئية التي تصيب منطقتهم رغم ارادتهم، لكنها تصلهم عبر النفوذ السياسي والمصالح الشخصية والانتخلبية، كما عبر انقساماتهم التي يذكيها الفاعلون السياسيون بتحريضهم على بعضهم البعض تثبيتاً لقاعدة فرّق تسد.

تعتبر بلدة حلتا البترونية الوادعة نموذجاً للقرى المحافظة على بيئتها الطبيعية من خلال حرص ابنائها على عدم الحاق اي ضرر بهذه البيئة جراء استقدام مشاريع تتسبب بالتلوث وتشويه االطبيعة. لكن ما لم يكن في حساب هؤلاء الاهالي هو تداخل مصالح سياسيي المنطقة مع مصالح البعض من ابناء البلدة، على حساب بيئتها السليمة والاغلبية الساحقة من ابنائها.

وفقاً للقرار رقم 22/1 الصادر عن وزير البيئة بتاريخ 24/2/1998 فان المنطقة المذكورة هي من المواقع الطبيعية الخاضعة لحماية وزارة البيئة. لكن هذا القرار الذي اراح الاهالي وابعد عنهم كابوس التلوث والطبيعة المشوهىة، لم يردع المعنيين عن مخالفته والتدخل لمنح احد ابناء بلدة كفرعبيدا وهو انطوان الفغالي، رخصة لبناء مجبل للاسمنت على عدة عقارات كان قد تملكها لهذه الغاية.اضافة الى ترخيص لمقلع وكسّارة موزاييك مما دفع بالفغالي الى اقتناء كسّارة خروتارياصة بالموزاييك، سرعان ما استبدلها بكسارتين روتاري فور حصوله على الترخيص المذكور. ما انه حصل سرّاً وبدون علم الاهالي بحسب موجبات نص القانون، لى تصنيف فئة ثانية في حلتا بموجب قرار المجلس الاعلى للتنظيم المدني الرقم 29، مما دفع بوزير الداخلية للايعاز الى قائمقام البترون لتحقيق لتحقيق في الامر. وحصل الفغالي ايضاً على مهلة ادارية لاقامة مجبل اسمنت واسفلت وفقاً لمعلومات خاطئة لوزارة الصناعة، ما دفع الوزير الى الغائها فوراً. لكن الفغالي لم يوقف محاولاته التي تجددت اربع مرات اعادة تصنيف حلتا منطقة ناعية فئة ثانية، لكن هذه المحاولات اصطدمت باربع قرارات للتنظيم المدني اكدت ان حلتا فئة رابعة وخامسة.ورغم كل ذلك استمرت محاولات الفغالي بالاستناد الى دعم جهات سياسية بترونية فاعلة اسفرت عن حصوله على ترخيص بالمجبل دون الاشارة الى قرارات التنظيم المدنياعادة الغاء ، مما حدا بوزير الصناعة الى اعادة الغاء الترخيص المذكور. لكن الفغالي اقدم على حفر بئر ارتوازية دون ترخيص، الامر الذي دفع بوزيرين للطاقة ليأمرا بوقف اعمال الحفر وختم البئر بالشمع الاحمر لتكرار المخالفة. لكن الفغالي عمد الى تشغيل المجبل بصورة غير قانونية استدعت تنظيم محاضر ضبط من قبل القوى الامنية ادت الى ختم المجبل بالشمع الاحمر. (كتاب موجه من حركة الانماء الانساني الى وزير البيئة بتاريخ 11/11/2016).

خلال هذه المرحلة وجه رؤساء بلديات المجدل وكفرحي وبقسميا ومخاتير حلتا وكفرحي وكفرشليمان وداعل وعورا كتاباً الى وزارة الطاقة مناشدين اياها عدم السماح بحفر بئر ارتوازية غير مرخصة، وكتاب الى زير الصناعة يناشده عدم الترخيص لبناء مجبل الاسمنت في حلتا، اضافة الى كتاب آخر موجه الى البطريرك الماروني بشارة الراعي للغاية نفسها.

الامر المستغرب في كل هذه القضية ان السيد الفغالي لا يزال يحاول تشغيل مشاريعه متسلحاً بدعم من فاعليات ىالمنطقة. فالوفود من ابناء حلتا جالت على نواب المنطقة وعلى راعي الابرشية المطران منير خيرلله والوزير جبران باسيل وكانوا جميعهم الى جانب مطالب الاهالي المحقة. لكن هذا الواقع لم يستمر طويلا حيث انه بمقابل تمسك النائب بطرس حرب بموقفه الداعم لابناء حلتا وجوارها، وكذلك موقف النائب انطوان زهرا، فان موقف المطران خيرلله بات يتسم بالحياد الى حد ما. اما موقف الوزير باسيل فقد تبدّل جذرياً. فبعد ان كان سابقا يستفيض في شرح اضرار المجبل امام الوفود التي طالبته بدعم مطالبهم، مشدداً التأثير الخطير الذي يسببه صحياً للرئة، وزراعياً على مواسم الزيتون والعنب، ومستحلفاً الحضور ومن بينهم مختار حلتا للتصدي للمجبل ومواجهة داعميه، عاد ودافع عنه اثناء استقباله الاخير لوفد حلتا والجوار، حيث اعتبر احد اعضاء الوفد ان دفاع باسيل عن المجبل كان اشد من دفاع الفغالي نفسه عن مجبله، ضارباً الامثال عن عدم تاثير المجبل على الصحة والزراعة. هذا الدفاع الباسيلي المستجد عن المجبل دفع بالسيدة ريتا الياس للقول للوزير:" لن تحصل على اصواتنا في الانتخابات النيابية ولا تنتظر ان نفتح لك بيوتنا ونستقبلك فيها لاننا لن ندع موقفك السلبي المنقلب على مواقفك السابقة يمر مرور الكرام. سنحاسبك في صناديق الاقتراع." لكن جواب باسيل على كلام السيدة الياس لم يكن ايجابياً حيث انه اجاب بالقول :" طالما انك ترين هذا فليكن كذلك. اصلا انا حلتا والوسط مش حاسبهم من حصتي بالانتخابات" فاجابته الياس " ان كل واحد من الموجودين هنا يمثل عشرة اصوات بالحد الادنى" فقال لها باسيل " اضربيهم ب100 كمان".

لا يعتبر كلام باسيل مفيد انتخابياً على عتبة الانتخابات النيابية التي لن يطول كثيراً امد اجرائها وفقاُ للمعطيات السياسية الحالية، وليس باسيل ممن يهملون استحقاقاً لطالما انتظر موعده. ولكن موقفه الداعم لاهالي حلتا البترونية في قضية المجبل والمنطقة الصناعية، كان منطلقه علمياً ومنطقياً وانسانياً، كما كان لديه من الحرص ما يكفي لتظهير صورته كرجل دولة، لكن يبدو ان حساباته ليس مرتبطة شرطياً بمطالب ناخبيه، حيث عليه كناشط نخبوي ارشاد ناخبيه نحو المطالبة العلمية مهما كانت تداعياتها الشعبية سلبية وغير نافعة اقتصادياً. كما عليه ان يقود معاركهم في وجه من يعتدي على حقوقهم العامة منها والخاصة. وهو كقيادي سياسي من واجبه مواجهة ناخبيه بالحقائق الدامغة وليس محاباتهم حينا ومنافرتهم احياناً وفقاً لمقتضيات مصالحه.

من الثابت ان موقف باسيل من قضية مجبل حلتا ضرّ به انتخابياً بسبب تناقضه بين فينة واخرى ولو كان موقفه السلبي من لاخير من مطالب الاهالي هو نفسه موقفه من البداية. اما الاكيد والمؤكد في هذا الامر فهو ان هذه المسالة الخلافية بين جبران باسيل وابناء حلتا وجوارها سيرخي بثقله كاملا في الانتخابات المقبلة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة