يصادف الأحد المقبل 9 نيسان، مناسبة إسقاط أو سقوط صدام حسين. ويا ترى كم في الواقع اليوم من صدام يمارس ما اقترفه وأكثر؟
صدام كان فكرا تضخم بالعظمة واكتسى بالكبر وتعالى بالغطرسة والقوة، وظن انه لن يحور، فجاءه الموج من كل مكان وذهب الله بعرشه واستبدل المستضعفين حكمه، وكل مَنْ سيسير على دربه سيلقى المصير نفسه عاجلاً أم آجلاً، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
وصدام كان سلوكا يستضعف طائفة ضد أخرى. ويستقوي بفصيل على حساب آخر. ويستكثر على شريحة أن تحيا بكرامة أو تعبر بصراحة... يا ترى كم فينا من صدام يجثون في أفكارنا وسلوكنا!
لقد استباح صدام كل الوسائل القذرة واتخذ إستراتيجية الرعب كي يبقى المتحكم في أنفاس الخلق، فلا هو أغدق على الناس من خيرات العراق، ولا هو ترك البشر يبحثون في خشاش الأرض عن لقمة عيش يكابدون هجير الحياة ومرارة الواقع... لماذا يصر بعض بني قومي على إفقار بني جلدتهم وأن يبتزوهم بأنماط الصورة الوضيعة ليعيشوا عبيدا في أوطانهم والأنهار تجري من تحتهم خيراً ونفطاً.
قل إن الملك كله لله، فما أغنى عن صدام جيشه الذي بناه ليكون درع البوابة الشرقية والطليعة التي يفتح بها بيت المقدس... ذهب التغطرس وزال التجبر وتبخرت الشعارات والأحلام التي سامنا تحت ذريعتها إلى أسوأ حتف، وما زلنا نجر أذيال خيبتنا حتى اللحظة... وكم من نرجسي شيفوني وعنصري بيننا ما زال يعيش في أكوام ركام هذه الأفكار الجوفاء التي لا تقنع صاحبها فضلاً أن تشيع في عالم اليوم!
مناسبة سقوط أو إسقاط صدام ذكرى تعبر من فوقنا في التاسع من أبريل من كل عام... وما من فرد رشيد عاقل حاول ولو لساعة أن يتدبر قدرة الله عز شأنه في تصريف أحوال البشر وتغيير حالهم إلى حال أخرى لا سيما في جزئية الظلم واستباحة حقوق كفلها الله لابن آدم، ذلك الفقير لله ممن لا حول ولا قوة له سوى رفع اليدين سائلا المولى عز شأنه أن يرفع عنه الظلم والبلاء، وهو مثبت شرعا في قوله تعالى «أدعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين»، والدعاء يعد حاجزا بين المؤمن والظلم.
المراد٬ نبقى بشراً نخطئ ونستغفر، وإنني لأستغرب من تعمد البعض في إيقاع الظلم... وبهذا المناسبة ندعو كل مَنْ قسا قلبه في هذه المناسبة أن يبحث في خلجات نفسه، فإن وجد سلوكا مشابها لصدام٬ فعليه أن يقول بعد توبته النصوح: «اخرجوا صدام الذي بداخلكم»، لعلنا ننعم بالعيش الكريم قبل فوات الأوان... والله المستعان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News