عطية بعد أدائه اليمين رئيسا للتفتيش: سننهض به

عقد رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية مؤتمرا صحافيا بعد قسمه اليمين امام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قال فيه:
"اردتها مناسبة، في مستهل تسلمي مهماتي كي اشرح من خلالكم، ايها الاعلاميون الكرام (المشكورون على حضوركم)، للمسؤولين والعاملين في الادارات والمؤسسات العامة مدى اهمية مهمتهم وطريقة ممارستها، بالتعاون سوية للوصول الى الادارة التي تعطي كل مواطن حقه بعداله وامانة.

ايها السادة الكرام، الموظفون والمتعاقدون والاجراء في الادارات والمؤسسات عامة والبلديات كافة على مساحة ارض الوطن.
تكتمل الان مراسم تسلمي رئاسة التفتيش المركزي متوجة بيمين حملت في مضامينها الكثير من القواعد الاصلية لاخلاقيات وطنية وعادلية على السواء.

اخاطبكم اليوم وانتم في خضم الخدمة العامة التي نيطت بكم بعدما جرى انتقاؤكم استنادا الى معايير الكفاية والقدرة على الالتزام.

فما اهم ان اذكركم اليوم بان تطيعوا واجبكم في كل ما يتعلق بالخدمة التي دعيتم اليها، والا تنتهكوا حرمة الشرف وألا تستعملوا الوظيفة التي اعطيت لكم لغير ما يحقق مصالح الناس في تنفيذ القانون.

فطاعة الواجب في الخدمة اخلاص في العمل وتفان في الالتزام وعدم انتهاك حرمة شرف امانة على كرامات الناس، مهمة تستلهم اديان السماء ولا تلقي الا على عاتق الانقياء والشرفاء.

اما النقاء في تنفيذ القانون فيوجب الحرص على الحقوق، ولو الصغيرى، والتجرد في الخدمة عن المنافع والمطامع ويبحث دوما عن العدل والحكم الصالح".

واضاف: "ان اليمين التي اقسمتها اليوم وعد امام الله والشعب الممثل بحامي دستوره، والوعد التزام ووفاء.

ان اليمين عهد امام العزة الالهية الساهرة على تمام كل معاني القسم الجاري باسمهم وحضور دائم امام الضمير الشخصي المبكت على الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، ومسؤولية امام الشعب الصارخ المطالب بالانصاف والعدل في ملاحقة المستهترين بسلامة هناء عيشه ومحاسبتهم".

وتابع: "ان الالتزام فيه وفاء لكل سلطة اعطيت لي بتشريف من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتكليف من دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء مجتمعين، فبالحري صدق الامانة في عيش المهمات الموكلة الي وكأنها من الله ممنوحة، له النتاج منها والحساب فيها.

اما الوعد في يميني فمسؤولية هو، اتولى من خلالها البحث تحققا عن النظافة والكفاية والجدارة لمرافقة مستحقيها وحمايتهم.

وملاحقة من لا يلبي شروطها ومعاقبته، لان في الانتماء الوظيفي تكليفا بمسؤولية من ابناء هذا الوطن اجمعين لكم انتم العاملين في صرح الوظيفة الكريم لحساب هذا الشعب اللبناني العظيم "اذكروا ان اكبر مسؤول في هذا الوطن مسؤول امام الناس لا على الناس".

وقال: "من هنا، ان تكون في مسؤولية الوظيفة، فذلك ابعد من ان يكون لك موقع حصين في الدولة ومكانة مرموقة في المجتمع تتجرأ فيهما على مواطني هذا الزمن، بل ان تحفظ هذه القيمة المضافة اليك في نظرك وفي عيون ذويك ومسؤوليك.

ان تكون في مسؤولية الوظيفة، فمعناه ان تعمل باستمرار على تنشئة ذاتك وتحويله الى مثال يرضيك من خلال اتصافك بمزايا الشجاعة والصدق وحرية الضمير، ومحاربة التراضي والتباطؤ والتأفف والتكاسل، طمعا بغرض استفادي دنيء.

ان تكون مسؤولا في خدمة عامة، فمعناه ان تحافظ على القيم الانسانية السامية ولا سيما التوق الى التمسك بالحريات العامة واجتناب كل ما هو نفعي وشخصي، والكف عن الاستزلام او الاحتماء المهين.

وهذه مزايا وقيم ومبادئ قائمة في صلب القوانين الوظيفية والتربية الوطنية والعائلية ينقلها السلف الى الخلف.

كونوا دما جديدا وجيلا واعدا تشاركون جمهورية الاصلاح رسالة اعادة بناء الوطن بكل حزم وعزم ودراية وعلم.

وكونوا في خدمة المواطنين، جميع المواطنين، من دون ادنى تمييز طائفي مناطقي او فئوي لما يرتد بالخير على بنيكم والاجيال العتيدة".

وقال: "ها انا اليوم امامكم على رأس التفتيش المركزي، أعلن لكم انني ماض مع كامل طاقمه في عهد جديد لممارسة كامل الصلاحيات الرقابية التي تنص عليها القوانين المرعية".

وأكد اننا "سننهض بهذا الجهاز الرقابي المهم من جديد ليكون علامة فارقة باعادة انتظام عمل الادارات والمؤسسات العامة وتصويب اهدافها وزيادة انتاجها انطلاقا من ايجاد الوسائل والطرق الملائمة التي تساعد على المراقبة لضبط وسائل التلاعب والمماطلة وجميع طرق الابتزاز وغيرها".

واضاف: "سنراقب بشكل جدي ضبط الدوام الذي هو واجب على الموظف وحق للمواطن، من دون ان نهمل مراقبة سير المعاملات واوقات انجازها تلافيا لأي تاخير او تباطؤ وسنكون اذانا صاغية لكل شكوى محقة".

- سنقوم بالملاحقة المطلوبة والضرورية عند أي مخالفة او خرق للقوانين او التسلسل الاداري المطلوب او عند التقاعس بتأدية الواجبات الوظيفية الضرورية.


- سنسعى دؤوبين الى تحسين الظروف الوظيفية بمختلف نواحيها المعنوية والمادية".


وتوجه الى المفتشين: "ايها المفتشون، استعيدوا اليوم دوركم الفاعل بالقانون ومقدار هيبتكم في نظر الاداريين والمسؤولين، وانهضوا مجددا بالوظيفة العامة ون وادي الفساد الذي ترشق به الادارة العامة بأفواه الكافة، وتلصق بها ابشع الاوصاف اطلاقا.
الى مجد جديد من الخدمة الانتاجية والاخلاص.
راقبوا من دون ترهيب، حققوا من دون تغييب وعاقبوا من دون تمييع".

وختم: "ايها السادة الاداريون، انه ليسعدني ان اتوجه اليكم بهذا الخطاب التحريضي على غلب العادات السيئة الخارجة عن مألوف المناقبية المرجوة منكم، فيفخر بالتزامكم اهلكم، ويطمئن الى حسن ادائكم المواطنون، ويعتز بصدق ولائكم الوطن.
الا بارك الله فيكم حماة للقانون، سندا للخدمة وبنائين للبنان.
اعملوا جيدا وكأنكم لله تعملون".