"ليبانون ديبايت":
أحداث عين دارة المُتتالية مع ما يُرافقها من مشاهد لاعتداءات مُسلحة يتعرض لها كلُ رافضٍ لـ"معمل الموت" وكابوسه (كما يطلقون التسمية عليه)، باتت تُثير المخاوف وتقض مضاجع اللبنانيين عمومًا وأبناء البلدة تحديدًا مُنذرةً بِعواقب وخيمة لا تُحمَدُ عُقباها، وآخرها كانت الكلفة الجسدية والمعنوية التي دفعها المسؤول الاعلامي وعضو بلدية عين دارة ستيفن حداد ليل أول من أمس.
خبراءٌ أمنيون وسياسيون جميعهم يترقبون تداعيات الاعتداء الذي خلف في جسد ستيفن كسرين في الأنف، 12 جرحاً في الرأس ورضوضًا في العين، بُعيد توجيه أصابع الاتهام مُباشرةً الى بيار فتوش وأزلامه، معربين من منابرهم عن تخوفهم من استفحال ظاهرة الاعتداءات المُسلحة المُتكررة وشبه اليومية التي يتعرض لها ابناء البلدة من بلدية واعضاء وشرطة وغيرهم.
ونتيجة الغموض الذي رافق الاعتداء وطريقة تنفيذه المُحبكة جيداً، أجرى موقع "ليبانون ديبايت" حوارًا مع المُعتدى عليه، والذي روى قدر استطاعته على التحدث تفاصيل ما جرى معه أثناء توجهه الى بيروت قادمًا من مكتبه في زحلة.
"قُرابة العاشرة والنصف من ليل الثلاثاء، وبعد ان تجاوزت حاجز الجيش على طريق ضهر البيدر ومُقابل مطعم "الغدير"، صدمتني سيارة "كيا بيكانتو" بيضاء اللون، من الخلف، واذ بالسائق يغمز لي بعينيه كأن ما جرى لا يتعدى الحادث. للوهلة الاولى ترددت وفضلت عدم التوقف، ثم عدت وتوقفت جانبًا بعد ان لاحظت ان السيارة تحوي في داخلها شخصًا واحداً، الا انني كنت مخطئاً لافاجئ بعدها بالسائق "عم يدوبل عني بسرعة وصف قدامي ونزل" على الرغم من انني تجاوزت مسافة قصيرة من مكان وقوع الحادث الطفيف.
"حمدالله عالسلامة"، السائق.. ليرد ستيفن: "شكرا الله يسلمك، واتجهت لتفقد السيارة من الخلف، واذ بثلاثة شبان شبه ملثمين يترجلون من السيارة نفسها ويعتدون عليي بالضرب المبرح بالعصي والحجارة على رأسي حتى سالت دمائي ارضًا واغمى علي".
ولكن قبل وقوع حالة الاغماء، ردد الملثمون على مسامع ستيفن باللكنة "الزحلاوية" والبقاعية جملة لا زال صداها عالقا في اذنيه "صوّر لقلّك صوّر، بعد هلق بدّك تصوّر افلام وتقارير وتعرضها؟ ايه صوّر لقلّك من هلّق ورايح".
وعما اذا كان يتهم فتوش بوقوفه وراء ما جرى، يقول: "ضمن وظيفتي كنت صوّر مظاهرات رافضة للمعمل ويمكن هالشغلة زاعجتن، والجملة بدك تصور افلام خلتنا نربط اللي صار وهيك كان الرد منن على فيلم مساوئ الكسارات".
من جهته، رأى رئيس بلدية عين دارة فؤاد هيدموس ان حادثة الاعتداء التي تعرض لها المسؤول الاعلامي في البلدية ما هي الا خُدعة مدروسة لايقافه وضربه، ثم ايهام الرأي العام ان ما جرى لا يتعدى كونه حادث سير عادي تطور لاشكال فتضارب بين شبان، مؤكدًا ان ستيفن تعرض لمحاولة قتل وما يُثبت صحة هذا الكلام هو تركه مرمي ارضًا وهو مغمى عليه بعد تعرضه لكمية ضرب هائلة على رأسه تحديدًا.
ويكشف هيدموس ان اختيار "أزلمة فتوش" لستيفن لممارسة وحشيتهم عليه لم يقع بالصدفة ولا نتيجة مُعارضته ورفضه انشاء المعمل، بل لأنه أولاً من يقود الحملة الاعلامية ضدّ مشروع فتوش المقيت والناطق الرسمي باسمنا، وثانيا كونه كان بصدد إعداد أكثر من تحقيق مُصور عن "معمل الموت" الذي ينوي فتّوش إقامته في عين داره، موثقًا من خلاله الاضرار التي ستلحق بالبلدة وبابنائها والكوارث التي ستنتج عنه في حال أنشئ، اضافةً الى الكلفة البيئية المترتبة عنه، وبالتالي تم الاعتداء عليه لمنعه من ذلك وايقافه وتخويفه".
وعن البيان الاستنكاري الصادر عن السيد فتوش عُقب الحادثة والذي استنكـر فيه أشد الإستنكار الإعتـداء الآثـم الـذي تعـرّض لـه السيـد ستيفـن حـداد، رافـضًا بشكـل قاطـع كـل لجـوء الـى العنـف والقـوة لأي سبب، علّق هيدموس بالقول:"هودي الافلام والاستنكارات كلها فبركات ما بتخدعنا، اللي صار مش مشكل عادي؛ الزلمي لاحقينو من زحلة عندو مكتب هونيك حتى استفردوا في ووقفوا بمحل ما كان في كاميرات".
وتمنى من "الاجهزة الامنية معرفة وكشف هوية الفاعلين في اقصى وقت ممكن لتجنيب عين دارة اشكالاً كبيرًا يُحضّر له منذ فترة"، لافتًا الى ان طريق شتورا وغيرها مزروعة بالكاميرات القادرة على التقاط السيارة ومن بداخلها".
وتوجه لفتوش بكلمة، قال فيها: "مثل ما فليت من زحلة واهلها منعوك من انشاء المعمل عندن، شرّف فل من عنا بكرامة وبسلام ..".
وازاء هذا الواقع، عُمّمت الدعوات وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي على انواعها بها، للتظاهر "بوجه البلطجية والتدمير والتلاعب بالقانون"، على طريق ضهر البيدر قُرابة الساعة 5 من بعد ظهر اليوم الخميس.
ومن ابرزها، كانت دعوة المختار انطوان بدر ورسالته لابناء بلدته: "غداً سنلتقي معاً، لنقول كفى.. كفى للممارسات البلطجية، كفى لانتهاك القوانين، كفى لتشويه الحقائق، كفى لنهش جبالنا، كفى لبيع ترابنا، كفى لاستباحة ارضنا، كفى لتلويث هوائنا، كفى لتسميم مياهنا، كفى لشراء الضمائر، كفى للقرارات الجائرة. غداً سنُعيدُ نبْضَ عين داره لقلب ستيفن، غداً سنُعيدُ رفضَ عين داره لقبضة ستيفن، غداً سنُعيدُ عنفوان عين داره لهامة ستيفن، غداً ستنتصرُ عين داره لستيفن، وغداً سيتسعُ للكُلِّ قلب ستيفن.. معملُ الموت لن يمر."
هكذا عُممت الدعوات في يوم التضامن مع ستيفن حداد، فهل من أحد سيضع حداً للممارسات البلطجية قبل فوات الآوان؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News