شهدت وسائل الإعلام المصرية، ومواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل حول مدى صحة "تسريب سيناء"، وهو الفيديو الذي أذاعته قناة مكملين المعارضة للنظام المصري والتي تبث من تركيا، وزعمت أنه عملية تصفية قامت بها عناصر الجيش المصري لعناصر من أبناء سيناء وأظهرت مشاهد الفيديو المزعوم عملية تصفية لشابين مجردين من السلاح.
ولم تمر إلا ساعات قليلة حتى خرجت عدة تقارير في وسائل إعلام مصرية تشكك في مصداقية التسريب المذاع، وساقت عدداً من المبررات التي تؤكد أنه مفبرك على حسب وصفها.
في المقابل خرج عدد من أبناء سيناء ليؤكدوا أن الفيديو لم يأت بجديد، كاشفين تفاصيل حول المكان والزي وغيرهما من الملابسات التي اعتمدت عليها وسائل الإعلام المصري للتشكيك في مصداقية الفيديو المزعوم، فيما التزمت القوات المسلحة والحكومة المصرية الصمت ولم يصدر تعقيب رسمي عما روج له الفيديو من قيام الجيش بعمليات تصفية خارج إطار القانون.
في بداية نشر الفيديو شكك عدد من رواد السوشيال ميديا في مكان تصوير الفيديو، وأن تلك المنطقة ليست من طبيعة سيناء، واستند إلى ذلك تقرير جريدة "البوابة" المقربة من الأجهزة الأمنية على موقعها الإلكتروني في تقريرها عن فبركة الفيديو، وذلك قبل أن يتم حذف هذا الجزء من التقرير.
لكن أشرف أيوب القيادي باللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء، وهو أحد أبناء منطقة العريش بشمال سيناء، كتب أن طبيعة المكان الجغرافي التي ظهرت في الفيديو تعود إلى قرية التومة جنوب الشيخ زويد.
"الواقعة كانت معروفة من وقتها 2016".. هكذا أكد ناشط سياسي من سكان شمال سيناء وأحد أبناء القبائل السيناوية صحة واقعة التصفية التي نشر المتحدث الإعلامي للقوات المسلحة صورها أفرادها في كانون الأول الماضي وذكر حينها أنهم قتلوا في اشتباك مع عناصر الجيش.
ونشرت صفحة "سيناء 24" المتخصصة في نشر أخبار سيناء على صفحة التواصل الاجتماعي فيسبوك، تقريراً يتضمن بيانات اثنين من الضحايا الذين ظهروا في فيديو التسريب.
ونقلاً عن مصادر من داخل سيناء ذكرت صفحة "سيناء 24"، أن اثنين من الذين ظهروا في #تسريب_سيناء، هما الشقيقان "داود صبري العوابدة" 16 عاماً، و"عبدالهادي صبري العوابدة" 19 عاماً، من قبيلة الرميلات، اعتقلهما الجيش من منطقة الحرية، جنوب رفح في 18 يوليو/تموز 2016, وهما من سكان منطقة سادوت، غرب رفح.
وذكرت "سبوتك" الروسية، أن الوضعيات التي تم تصويرها للضحايا مختلفة عما تم عرضه على صفحة المتحدث العسكري، وبالتأكيد لم يكن المصور انصرف قبل أن يوضع السلاح بجوار القتيل.
من المشاهد التي اعتمدت عليها وسائل الإعلام المصرية للتشكيك في مصداقية الفيديو، شكل ملابس الجنود في الفيديو ووجود زي شتوي إلى جانب آخر صيفي، وكذلك وجود أشخاص بملابس مدنية تابعين للجيش داخل الفيديو.
وكان الجدل الأوسع حول مصداقية الفيديو هو الجزء الخاص بوجود لهجة بدوية تحدث بها أحد الأشخاص داخل الفيديو، وهو الأمر الذي استندت فيه المواقع المصرية للقول بأنه مفبرك كون أن معظم أبناء سيناء لا يشاركون في التجنيد داخل سيناء، بجانب ظهور أحد العناصر التابعة للجيش داخل الفيديو ولديه لحية تتعارض مع تقاليد الجندية المصرية التي تلزم أفرادها بحلق اللحية دائماً.
وذكرت وسائل الإعلام المصرية أن التصفية ليست من منهج الجيش المصري، وهو الأمر الذي يشكك في مصداقية هذا الفيديو المزعوم، ولكن تلك النقطة تتعارض مع بيانات سابقة أصدرتها عدد من قبائل سيناء اتهمت الجيش المصري صراحاً بقتل أبنائها الذين كانوا معتقلين لديه واصفة الواقعة بأنها عملية تصفية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News