رنده بري: هناك لوبي يحضر لتطويق المرأة ومنع الكوتا

استضافت جامعة AUST في الأشرفية نائبة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة رنده بري، في لقاء تحدثت فيه عن تجربتها في الشأن العام، في حضور رئيسة الجامعة الدكتورة هيام صقر وعميد كلية الإعلام في الجامعة الدكتور جورج فرحة وأساتذة وطلاب ومهتمين.

وألقت بري كلمة قالت فيها: "من اخطر الامور اننا لم نتعلم ولم نتواصل مع شرائح المجتمع. نحن نتكلم عن اجحاف كبير، فقد ارتفع حجم الاعاقة بسبب الاهمال. المشكلة ليست في المادة، ولكن ليس هناك تطبيق للقوانين".

وطرحت علامات استفهام حول قضايا عديدة، بدءا من متابعة قضية ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى. وتحدثت عن لجنة أتت من فرنسا للوقوف على تطبيق الجودة التي على أساسها تم وضع الاتفاقية معها بالنسبة الى مجمع نبيه بري للمعوقين في الصرفند، كاشفة ان الجنة الفرنسية سألت "لماذا وضعتم اسم نبيه بري على المجمع؟" فكان الجواب "أليس لديكم مطار باسم شارل ديغول؟ كما تكرمون الرجال الكبار عندكم، نحن يحق لنا ان نكرم الرجال الذين دعمونا منذ البداية. الرئيس بري لم يرد أن يضع اسمه من البداية ولكن نحن أصررنا على ذلك".

وتناولت "مجزرة العصر في قانا"، وطالبت "بأن يكون المكان مزارا لكل العصور لنفتش عن مكامن القوة"، لافتة الطلاب الى "ضرورة ان يفاخروا بإرث لبنان".

وانتقدت ما يتم تداوله أخيرا عن قانون الانتخاب، وسألت: "أي قانون يحضرون لنا؟ إذا كان هناك قانون يفصل المسيحي عن المسلم، فماذا نقول للمسيحيين الذين قتلوا ودفنوا مع المسلمين في قانا؟ هل يجب ان نفصلهم؟"

وعن موقع المرأة في المجتمع، تحدثت بري عن تجربتها الخاصة وكيف بدأت العمل في مطبعة والداها، وتحولت لاحقا الى رعاية المحتاجين والمهجرين والمعوزين. وقالت: "كنت أتساءل دائما لماذا يسمون لبنان سويسرا الشرق؟ واكتشفت انه عمل رباني وليس من صنع البشر. نحن دمرنا الكثير ولم نحافظ على هذه النعمة الربانية، ولا أقبل ان يكون الانسان مهملا، لذلك ساهمت في إخراج قانون المعوقين من الادراج ومنه بدأت أفتشت عن رياضة المعوقين، ففي كل الدول العربية هناك اتحاد لرياضة المعوقين إلا في لبنان. فقد أنشات اتحادا لرياضة المعوقين. وساهمت في وضع مدينة صور على التراث العالمي، وأنشأت محمية برية وبحرية لها".

وفي حوار مع الطلاب، أداره الزميل طوني سلامة، تناولت بري دور المرأة في صنع القرار والتشريع والصعوبات التي تواجهها، وكان سؤال موجه من طالبة تونسية عن النساء المؤثرات، فردت بري بأن "المرأة التونسية مثال يحتذى لانها مؤثرة في مجتمعها بثقافتها ودورها في الشأن العام".

وردا على سؤال عن الكوتا النسائية، كشفت أن "هناك لوبي يحضر لتطويق المرأة ومنعها من الكوتا، وعليها الضغط من خلال الاحزاب واصحاب القرار باللوائح". وطالبت الجميع عند التصويت ضد الكوتا النسائية "بالنزول الى الساحات والاعتراض، لأن استبعادها هو ضد تطور المرأة".

صقر
ثم كانت كلمة لصقر عبرت فيها عن سعادتها "بموافقة السيدة بري على مشاركة طلاب الجامعة تجربتها الرائدة في العمل العام وحضورها الدائم والمؤثر في مختلف المجالات"، واصفة إياها "بالنموذج والمثال للسيدة اللبنانية التي تستحق ان يسمع لها".

فرحة
بدوره رحب فرحة ببري في حرم الجامعة، معتبرا أن "حصاد ما زرعته في مسيرتها الطويلة ذهب الى الناس الطيبين والايتام والمهجرين والمعوقين والاسرى والمحتاجين. فالصروح العلمية والثقافية والتربوية تجسد الآية الكريمة التي تقول "ومن ثمارهم تعرفونهم". وتوجه الى الطلاب: "إذا بحثتم عن النموذج الانساني ليقتدى، فهو يقرأ في سيرة هذه المرأة الجبارة ليعتبر".

ونوه "بمبادارتها الغنية في وطن تبدو فيه المبادرات الفردية هي المحرك الاساس، فكانت السيدة بري المرأة الوقورة والمهابة والسباقة، فواكبت رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بحكمتها وبشاشتها وارادتها الصلبة، واجتازت واجتزنا معهما اودية الدموع الى تلال السلام والأمان".

وتخلل اللقاء عرض فيلم وثائقي يختصر مسيرة بري وعطاءاتها منذ الإجتياح الإسرائلي الى يومنا، ويلقي الضوء على الصعد الإجتماعية والانسانية والثقافية والتربوية والبيئية والرياضية والفنية في مختلف المناطق.