البلد كل البلد في وادي و زحلة في وادٍ آخر و كأن الاستحقاق النيابي في موعده لا تأجيل و لا من يحزنون و هذا ما يظهر جلياً في سلوك جميع القواعد الشعبية عند مختلف الافرقاء...
و القاعدة التي كانت سائدة في زحلة منذ عشرات السنين عند كل استحقاق فهي مختلفة هذه المرة, فبعدما كان المرشحين او الطامحين للترشح يصوبون انظارهم اولاً باتجاه الكتلة الشعبية التي كان يرأسها الزعيم الراحل جوزف سكاف و من بعده الزعيم الراحل الياس سكاف لالتقاط اشارات الرضى و كلمة السر للمضي بترشيحهم , اصبحوا اليوم يتطلعون عند معراب و رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع و عند الرابية و رئيس تيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل لالتقاط كلمة السر او اشارات توحي لهم بالقبول او الرضى الضمني قبل الشروع بأي خطوة باتجاه الترشح.
و هذه القاعدة الجديدة اصبحت واضحة من خلال المشهدية اليومية لكثير من الطامحين و الراغبين في" اللوحة الزرقاء " الذين يكثرون من ظهورهم و لقاءاتهم مع مسؤولين في هذين الحزبين في زحلة اما في المقاهي و اما في الصالونات المغلقة.
و هذا التحول في قواعد اللعبة السياسية في زحلة لم يأتي من فراغ و ما يعزز هذه الفرضية هو التحالف الثابت حتى الآن بين القوات اللبنانية و تيار المستقبل الذي يملك في قضاء زحلة اكبر كتلة شعبية سنية ناخبة و ان كان للأخير هامش للتحرك خارج تحالفه مع القوات فليس بمقدوره أكثر من تجيير اصواته للسيدة ميريام سكاف وحدها في حال لم يشكل هذا الموضوع احراجاً لحليفه القوات.
و من ابرز العوامل التي أدت الى تغيير القاعدة السياسية ايضاً نتائج الاستحقاق البلدي الاخير و ما رافقه من فوز كامل لللائحة المدعومة من القوات و الكتائب و التيار الوطني حيث اصبح عامل الثقة اقوى عند هذه القوى و ما يرافقها من انعكاسات على الصعيد النفسي عند الطامحين للترشح.
الا ان بعض القوى او الشخصيات المستقلة ترى من نتائج انتخابات البلدية التي نعيش ذكرى سنويتها الاول بعض المؤشرات الشعبية التي يراهن عليها لخوض معركة شرسة تجاه القوى الحزبية ان جمعها تحالف واحد و قد تستفيد هذه القوى المستقلة من التناقضات الحزبية و بالتالي التحالف مع حزب ضد حزب اخر.
و معظم القوى السياسية على الساحة الزحلية تراهن بقوة على التناقضات التي اصبحت موجودة في داخل كل القوى الفاعلة ، فالقوات تراهن على التناقض " الشيعي السني " و القوى الشيعية تراهن على التناقض " السني السني"و القوى السنية تراهن على التناقض " القواتي العوني " و التيار الوطني يراهن على التناقض " القواتي الكتائبي " و سكاف تراهن التناقض "الشيعي القواتي و الكتائبي" و بعض القوى المسيحية تراهن على انشقاقات داخل القوى المستقلة من خلال ترشيحات مزدوجة داخل العائلات السياسية.
فالجميع يراهن على كسب اوراق قوية و جديدة في ظل المتغيرات في اللعبة الزحلية .
و على صعيد آخر و في الكواليس الزحلية هناك تحرك سياسي سيبصر النور قريباً من خلال لقاءات مكثفة تحت ضغط القواعد الشعبية لما عرف تاريخياً بحزب الضض و مناصرو الكتلة الشعبية للجمع بين شخصيتين كاثوليكيتين يمثلان هذين القوتين على مبادئ سياسية تحت شعار" لا مغامرات سياسية في زحلة بعد اليوم " تكون بمثابة نواة لللائحة مرتكزة على قاعدة شعبية زحلية و بقاعية ، و هذه القوى قد تستفيد من التناقضات بين الشعب الذي يعاني الكثير و بين من هم في السلطة .
ان المشهد الانتخابي على الساحة الزحلية لا يزال غامضاً و يتوقع ان تشتد الحماوة فيه مع اقرار القانون الجديد او البقاء على القانون الحالي لآن التناقضات هذه المرة كثيرة و كبيرة ومن المتوقع أن تسفر عن نتائج غير متوقعة.
الأولى أونلاين- سعد شعنين
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News