ليبانون ديبايت – المحرر السياسي
شُدّ الرِحال الانتخابيّ إلى الأمام مع ما يُسرّب حول تحسّن شروط التفاوض بين الأقطاب، لكن دوائر معينة، ما زالت تعمل على تعويم السّلبيّات خدمةً على ما يبدو لتأمينِ عبورٍ سليمٍ لجديد الطروحات التي يظهر أنّها بدأت تتوافر من خلال تنازلاتٍ تتحضّر لتجتمع على نقطة ارتكاز واحدة تعيد إطلاق عجلة البحث من جديد، إذا ما بقيت أمور التفاؤل على ما هي عليه.
القوّات اللّبنانيّة التي عُكِسَت التّغييرات في صف ملفها الانتخابيّ الداخليّ على حماوة نشاطها، انتقلت من موجةٍ إلى موجة؛ خارقةً جدار الصّمت الانتخابيّ بإيجابيات يُعبّر عنها من خلال طوف النائب جورج عدوان باقتراحٍ انتخابيٍّ يحمل روح الرئيس نبيه برّي، أملاً في إيجاد التّوافق عليه. وعلم "ليبانون ديبايت" أنَّ عدوان، يعمل على تسويق اقتراحِ برّي النسبيّ لدى جميع الأفرقاء آملاً في إحداثِ خرق، واللّافت في الأمر هو خطوة برّي الذي قدّم الدّور للقوّات بشخص عدوان، وهي حركة أثارت انتباه المُهتمين، وأتت لتغزّي دور عدوان المقبول لدى عددٍ كبيرٍ من الدّوائر السّياسيّة في الفترة الماضية نسبة إلى الحال عند باسيل، في حين وُصِفَ حِراكه من قِبَلِ أفرقاء بأنّه "قد يُثمر وقد ينتج".
ويظهر أنَّ الخرق الثّاني الذي أحدثه برّي في جِدار القوّات، يتمثّل في تنازلها عن الموقف السّابق المُهتم فقط باعتماد الاقتراحات المختلطة، إذ إنَّ الاقتراح الذي يسوّقه عدوان اليوم، نسبيّ وأساسه خلط أفكار الرئيس نبيه برّي ونائب الأمين العام لحزب الله الشّيخ نعيم قاسم، والتي أنتجت اقتراحاً نسبيّاً في دوائر متوسّطة تُقدّر بـ 11 إلى 15 مع صوتٍ تفضيليّ في المُحافظة مقروناً بإنشاء مجلس شيوخ، وهذا في ذاته موقف لافت.
وعلم "ليبانون ديبايت" أنَّ حِرَاك عدوان قد يؤسّس إلى موقفٍ ما في تسعةِ أيّامٍ مُتبقيّة من عمر مُهلة الشهر الذي أقرّها الرئيس العماد ميشال عون انطلاقاً من المادّة 59 من الدستور، والاتّجاه الحاليّ يرتكز على تأمين نسبة توافق ما على هذا الاقتراح وإحالته في غضونِ أيّامٍ إلى اللّجنة الوزاريّة التي أُنْشِأَت لبحثِ قانون الانتخاب، على أنْ ينكبّ الجهد فيها حول تأمين عوامل مشتركة تُمهّد لتحويل الملف برمّته إلى طاولة مجلس الوزراء لبحثه في حال توافر حدٍّ أدنى من الاتّفاق. لكن دون هذا الخيار؛ معوقات، ولا أحد يمكنه تخيّل كيف ستجري الأمور، وهل سينجح مسعى عدوان أم لا، وهل سيصل موضوع الاقتراح إلى طاولة اللّجنة الوزاريّة أم أنّه سيطير كما طار الذي سبقه!
لكن ما يُعزّز الاعتقاد أنَّ هناك حلّاً ما يُطبخ على نارٍ هادئة، هو التفاؤل الموجود لدى رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي وبحسب أوساط "ليبانون ديبايت" "مبنيّ على مواقف جيدة سُمِعَت حول اقتراح برّي الأخير" ما يُعبّد الطريق أمام جمع الأفرقاء حول طاولةٍ واحدة. وعلم أيضاً، أنَّ رئيس الجمهوريّة دخل على خطِّ تقديم الحلول، إذ إنّه بدأ ينجح في التّأثير على رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ من أجلِ إعادته إلى دائرة النسبيّة، وثمّة من يتحدّث أنَّ باسيل بدأ بإجراء هندسةٍ على مواقفه السّابقة، التي ربّما قد تؤدّي إلى حلِّ عُقدةٍ أساسةٍ، ما يدفع بهذا الاتّجاه، هو خيار الرئيس الحريري أيضاً الذي يجنح أكثر فأكثر صوب النسبيّة.
في غضون ذلك، كشفت أوساط قريبة من تيّار المستقبل لـ"ليبانون ديبايت"، أنَّ الرئيس سعد الحريري يخبئ في جُعبته صيغة نسبيّة تستند على الدّوائر المتوسطة على أساس 16 دائرة يعتمد توزيع المحافظات السّت إلى ثلاث دوائر باستثناء جبل لبنان الذي يُقْتَرحُ تَقسيمه إلى أربع، وهذا الاقتراح متروكٌ لوقته في حال سقط مسعى الرئيس نبيه بري. واللّافت، أنَّ هذا الاقتراح أيضاً مقرون بإقتراح مجلس شيوخ.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News