"حزب الله" يريد سلطة في لبنان يَطْمَئنّ إليها لحماية ظهره وهو يخوض حروباً مترامية في الإقليم، ولم يكن في وارد التساهل حيال قانون الإنتخاب في اللحظة التي تتعاظم التحديات التي يواجهها، وليس أقلّها إحتمال حربٍ إسرائيلية يستبقها الحزب عبر التبرؤ من مسبّباتها من خلال تكتيكاتٍ يُتْقِنها أمينه العام السيد حسن نصرالله على غرار ما إنطوتْ عليه إطلالته الأخيرة التي تميّزت بأمريْن:
* محاولة إشاعة قدر من الإطمئنان الى أن لا حرب إسرائيلية متوقَّعة الآن. ورغم أن الحزب غير مُطْمَئن في ضوء تقويمه بأن الحرب المؤجَّلة صارت محتملة، فإنه أراد الايحاء وعلى طريقته بأنه لا يريد الحرب وهذه حقيقة تعكس الرغبة بتجنّبِ حربٍ تأخذ من إندفاعة الحزب في إتجاه حروبٍ أكثر استراتيجية بالنسبة إليه.
* الإعلان عن إنسحاب مقاتلي الحزب من السلسلة الشرقية ودعوة الجيش اللبناني لتسلُّمها عبر الإحتفاظ بانتشاره على المقلب السوري من الحدود، وهو موقفٌ أريد منه استباق أيّ حرب إسرائيلية بالقول إن لا مناطق إنتشار لـ "حزب الله" على الأراضي اللبنانية، فحتى الحدود الشرقية صارتْ بعهدة الجيش اللبناني.
وبهذا المعنى، قلّلتْ دوائر مراقبة من صدقية المقاربة التي تعاطت مع إنكفاء "حزب الله" عن الشطر اللبناني من السلسلة الشرقية على أنه أحد مظاهر الضعف أو مؤشر على تزايد إحتمالات إنسحاب الحزب من سورية وما شابه، وخصوصاً أن مجريات الحرب السورية تفرض عليه، كما على سواه، المزيد من الهروب الى الأمام رغم الأثمان المرهقة لتلك الحرب، وها هو يرفع الآن من مستوى مشاركته في مواجهة ستكون أكثر شراسة على جبهة دير الزور.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News