ليبانون ديبايت
ما كان يتمّ الهمس به في الكواليس السياسية، بدأ يخرج إلى العلن، حيث بات واضحًا أن هناك “محاولة لتسوية انتخابية حول اقتراع المغتربين في انتخابات العام المقبل النيابية، بين الرئيس نبيه بري و”القوات اللبنانية”، ومن معها من قوى سياسية”، وفق ما يكشف الكاتب والمحلّل السياسي إبراهيم بيرم، الذي يؤكّد أن من المفترض بهذه التسوية أن “لا تُكسر رئيس المجلس، وألّا يبدو الفريق الآخر مغلوبًا”.
وفي حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، يشير المحلّل بيرم إلى أن مشهد الجلسة العامة في ساحة النجمة اليوم يوحي ب”معركة إرادة وليس معركة قانون انتخاب”، لأن الرئيس بري يريد أن ينفّذ كلامه، فيما فتح فريق “القوات” معركة مفتوحة معه.
وردًا على سؤال حول وصول الخلاف بين الطرفين إلى نقطة اللاعودة، يؤكّد بيرم أن “نقطة اللاعودة مُلغاة من قاموس السياسة اللبنانية، وهناك دائمًا مجال مفتوح للتسوية لأن البلد منقسم، ومن الطبيعي أن يصل هذا الانقسام إلى البرلمان، ولكن إلى نقطة عودة دائمًا”.
ويكشف بيرم عن أن أطرافًا سياسية تنشط على خطّ التسوية، وأن رئيس الجمهورية جوزف عون يعمل على إرساء تسوية تسمح بتأجيل الانتخابات النيابية، كما أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يقوم بمساعٍ في هذا الإطار.
وعن مضمون هذه التسوية، يكشف بيرم أن العنوان هو تأجيل الانتخابات النيابية حتى الصيف المقبل، عندما تكون شريحة كبيرة من المغتربين في بيروت، ما يؤمّن للاغتراب المشاركة في الاستحقاق.
وباعتقاد بيرم، بات من المستبعد حصول الانتخابات على أساس القانون الانتخابي الذي اعتُمد في انتخابات 2022، ذلك أن الرئيس بري غير موافق عليه، ويعتبر أن القانون النافذ هو دائرة المغتربين الستة، ما يجعل من تأجيل الانتخابات خيارًا غير حتمي، إنما احتمالًا يتعزّز يومًا بعد يوم.
أمّا بالنسبة لمشروع الحكومة الانتخابي، فيرى بيرم أنه “ضبابي وغير حاسم، ولم يهدف إلى فرض إرادة فريق على فريق آخر، بل كان محاولة لرمي الكرة في ملعب المجلس النيابي”، حتى أن الحكومة كانت تدرك سلفًا، عند إقراره، أنه لن يسلك طريقه إلى الإقرار في المجلس، خصوصًا وأن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نواف سلام لا يرغبان بكسر مشيئة رئيس المجلس وإرادته.