من المخافر الى فصائل إقليمية يرأسها ضباط?

احتفل ظهر اليوم في بلدة كفردبيان، بوضع حجر الأساس لإنشاء مبنى فصيلة عيون السيمان النموذجي، بدعوة من رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح جوان حبيش،
في حضور النواب: نعمة الله ابي نصر، جيلبرت زوين، وفريد الخازن، ممثلي وزراء ونواب، والوزراء السابقين: زياد بارود، يوسف سلامة وسجعان قزي، النائب السابق منصور غانم البون، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، العميد الركن المتقاعد شامل روكز، قائد الدرك الاقليمي العميد الركن جوزف الحلو، قائد منطقة جبل لبنان العميد جهاد الحويك، قائمقام كسروان جوزف منصور، رؤساء بلديات كسروان - الفتوح، مخاتير المنطقة والمساهمين في بناء المركز، وعدد من كبار الضباط في قوى الامن الداخلي.

عثمان
وبعدما وضع اللواء عثمان حجر الاساس لمبنى الفصيلة، توجه الجميع الى مطعم "القناطر" حيث بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى اللواء عثمان، كلمة قال فيها: "نجتمع هنا لنثبت يوما بعد يوم ضرورة وجود دولة قوية ترتكز على مؤسساتها، لتكون حكما قبل أن تكون حاكما، وقوى الأمن الداخلي حريصة على توطيد العلاقة مع المواطنين سواء على المستوى الفردي أم على مستوى الهيئات والمؤسسات المدنية، وتسعى دائما الى ان تكون على قدر المسؤولية الموكلة إليها بموجب القوانين. فقد برهنت الأيام والتجارب أن لا خيار لنا إلا قوة الدولة، فالإنضواء تحت سقف الشرعية يبني حصنا منيعا في وجه الخارجين على القانون، لأن المواطنين الصالحين يرغبون دائما بوجود دولة إلى جانبهم وبين بيوتهم لتحميهم وتسهر على أمنهم وممتلكاتهم، وهؤلاء المواطنون يشكلون نواة في الأمن، فعندما يكون كل مواطن شرطيا يشارك قوى الأمن الداخلي في عملها ينعكس ذلك بصورة إيجابية على ترسيخ الأمن والإستقرار العام في البلاد. ونحن اليوم نبادر إلى وضع حجر أساس لفصيلة نموذجية جديدة بينكم هنا في عيون السيمان لتكون شاهدا إضافيا على إصرارنا وسعينا الدائم على المسيرة التي تنتهجها قوى الأمن الداخلي في توسيع وتعزيز الإنتشار للمراكز الأمنية بين القرى وفي المدن لأهمية وجودها بشكل أقرب إلى الناس والمجتمع لما يساعد في تعزيز الثقة المتبادلة بينهم".

وأضاف: "هذه الفصيلة التي نضع حجر أساسها ستساهم في تلبية تطلعاتنا، متوقعين أن تراعي المعايير الأمنية والإنسانية للمواطنين وخصوصا مسألة إستقبال العدد الأكبر منهم للإستماع الى مطالبهم ومراجعاتهم ، بالإضافة لما تؤمنه من وجود أمني في منطقة جرود كسروان الأمر الذي يتيح التدخل المباشر عند الضرورة، وخصوصا أن هذه المنطقة يرتادها بإستمرار الكثير من السياح. ونحن في قوى الأمن الداخلي في صدد تحويل كل المخافر الى فصائل إقليمية يرأسها ضباط يشرفون مباشرة على أعمالها، ولا سيما التحقيقات والملاحقات وعمليات حفظ الأمن والنظام وحسن التواصل مع المواطنين. وسنعمل على تحويل جميع قطعات قوى الأمن الإقليمية الى شرطة مجتمعية تكون أكثر إنسجاما مع المواطنين تعايشهم همومهم وتساعدهم في مواجهة الأعباء الحياتية والمعيشية لتصبح ثقافة عنصر قوى الأمن ثقافة إجتماعية قبل أن تكون أمنية رادعة أو قمعية. فقوى الأمن تعتمد أسلوب التوعية والتوجيه والإرشاد قبل الردع والقمع، وستحرص على إصلاح المرتكبين والخارجين على القانون أثناء تنفيذهم عقوباتهم في السجون، بمساعدة الجمعيات الأهلية لإعادتهم الى المجتمع بشكل يستطيعون فيه الاندماج والعيش بسلام مع الآخرين".

وتابع: "أما بالنسبة اليكم، فنحن ندعوكم وندعو جميع المواطنين الى مشاركة قوى الأمن الداخلي مهماتها في توطيد الأمن والحفاظ على الاستقرار عبر التعاون المستمر مع ضباطها وعناصرها والتزام القانون دائما. فالأمن والإستقرار تحت راية الشرعية هما من أهم أسباب الإزدهار والتطور والتنمية الحضارية، فلنبق متكافئين متعاونين في هذا السبيل للنهوض ببلدنا الحبيب لبنان نحو الأفضل.

وفي الختام، لا بد لي إلا أن أشكر إتحاد بلديات كسروان - الفتوح ورئيسه على المبادرة الكريمة في تبني المشروع وتنفيذه. ونعبر عن إمتناننا لبلدية كفردبيان على تقديمها العقار الذي ستبنى عليه الفصيلة ولا ننسى الشركات والمؤسسات الخاصة التي تقوم بتمويل مشاريع كهذه وكل من يدعم وجود الشرعية".


حبيش
ثم القى حبيش كلمة قال فيها: "تجمعنا اليوم مبادرتان رسمية وشعبية تتمثلان بالتعاون في بناء مبنى فصيلة عيون السيمان في بلدة كفردبيان. منذ اشهر تفضل حضرة اللواء ابراهيم بصبوص المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي وبسعي من حضرة العقيد جوني داغر، بان طلب من اتحاد بلديات كسروان -_الفتوح بالادارة والاشراف على تنفيذ بناء فصيلة عيون السيمان على عقار خصصته بلدية كفردبيان في حينها برئاسة الاستاذ جان عقيقي، كان قد وهبه السيد نظام الاشقر لهذه الغاية، وقد بادر المهندس هادي سلامة والطوبوغراف رونالد زغيب الى وضع الدراسات اللازمة وتقدم السادة: انطوان صحناوي من مصرف SGBL، ريمون الحاج من شركة "حاج كونتراكترز"، انطوان حرو من شركة Dubois، اندريه مارك طابوريان من شركة "صنين"، الشيخ يوسف الخازن من شركة "اوتار"، داني خوري من شركة "rokad"، منصور مهنا من شركة "القناطر"، عصام مبارك من شركة "Maison Du Ski" و شركة نادي "فقرا"، الى التزام المساهمة المادية والعينية في الاشغال والاعمال اللازمة لاتمام البناء. ولما كان خير خلف لخير سلف، وفور تسلم اللواء عماد عثمان مهماته مديرا لقوى الامن الداخلي، تابع المسعى نفسه، وها نحن اليوم نضع حجر اساس ونطلق اعمال بناء مركز" فصيلة عيون السيمان" في كفردبيان. خصوصية هذا المركز انه يخدم في نطاقه بلدات كفرتيه، بقعتوته، ميروبا، حراجل ، فاريا وكفردبيان.وخاصية هذا المركز ايضا انه يبنى على مستوى كرامة البشر، للعسكريين والاداريين والمواطنين، لانه لا يجوز ان يكون المخفر مكانا للإهانة بل مكانا تحفظ فيه الحقوق وتصان فيه الكرامات. كما في كفردبيان كذلك في كسروان - الفتوح وفي كل لبنان، يجب ان يكون الحجر دوما في خدمة البشر، وكما ان هذه التجربة ناجحة بين القطاع الخاص والمبادرات الفردية وبين القطاع العام والادارات العامة، ادت الى هذه النتيجة مما يجعلنا نستخلص منها العبر التالية:ان مجتمعنا يتوق الى حضور الدولة الفاعلة.ان اللامركزية الادارية هي الفكرة الافعل لإنماء المناطق وتطوير المجتمع. ان التعاون والاتحاد فيهما القوى التي تدفع نحو الازدهار والتقدم، وهذا كلام اقوله لنعمل به جميعا، واقوله لأهلنا في فاريا وفي كفردبيان، واسمح لنفسي بقول هذا الكلام لأن نسبي الكفردبياني يحتم علي ذلك.في هذا اللقاء اليوم، نسعى ايضا ومن خلالكم، الى شكر المؤسسة التي تمثلون "قوى الامن الداخلي" على كل المساعي والتضحيات التي يقدمها الافراد المنضوون تحت لوائها، واننا نشكر الثقة التي اوليتموها لاتحاد بلديات كسروان - الفتوح في تسليمنا ادارة هذا المبنى وتنفيذه، ونحملكم سلاما ومحبة الى سعادة المدير العام السابق اللواء ابراهيم بصبوص، ونتمنى ان تبقى هذه المؤسسة في ازدهار متواصل في ظل قيادتكم. ولان السلطة مسؤولية ولاننا في مواقع ومراكز تحتم علينا التعاون والتكامل في خدمة المواطن والمجتمع، يقتضي ان نكون الصورة المثال كما في هذا اللقاء اليوم، يدا بيد لنعمر وننقذ البلد، ونعيد الامل ويبقى ايماننا بان لبنان تاريخنا، هو مستقبلنا.

سلامة
وكان رئيس بلدية كفردبيان بسام سلامة رحب بالحضور في بلدته، والقى كلمة قال فيها: "لطالما شكلت كفردبيان مسرحا لمجريات التاريخ وأحداثه، ومنبتا للرجالات في الدين والدنيا. فبحضورها مدت الطبيعة جسورها، وعلى قممها ارتفعت الالهة بهياكلها، ومن كوات ابراجها عادت السكينة الى بساتينها وحقولها.الآن، بوضع حجر الاساس لمركز فصيلة كفردبيان لقوى الامن الداخلي، كل شيء يميل الى الغبطة والحبور لان كفردبيان تسترجع مجدا من امجادها الخالدة، حين كانت مقاطعة الجرد في ايام المتصرفية. كيف لا؟ وهي لم تبخل يوما بسفك قطرات من دمائها قربانا على مذابح الوطن وأمنه، ولنا في
الشهيد الشيخ بربر الخازن خير مثال وتذكار. ولا شك في أن حاجة المنطقة
ونموها، يفترضان انشاء نقطة لقوى الامن الداخلي فيها، لكن ذلك ما كان ليتم لولا شهامة الرجال وكرامتهم، ومن بينهم الاستاذ نظام الاشقر الذي قدم قطعة ارض الى البلدية، وهبتها هي بدورها للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي، لتكون مركزا للدرك، تفتخر كفردبيان بوجوده في ربوعها، ويشمخ هو على جبالها، كمعلم حضاري لقوى الامن، يلاقي الوجه السياحي والامني المتزايد في المنطقة من كفردبيان وبقعتوتة
و بقعاتة كنعان وكفرتيهالى فاريا وحراجل وميروبا. فباسمي و باسم اعضاء المجلس البلدي وأبناء كفردبيان، نتوجه بجزيل الشكر الى جميع الذين ساهموا وسيساهمون بارتفاع هذا المركز، ليكون منارة للوطن والوطنية والامن والسلام".

دروع
وفي الختام، قدم سلامة دروعا تذكارية الى اللواء عثمان وبعض الشخصيات.