اين اخطأ القاضي شرابية في قضية فرح قصاب؟

"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

لا يزال قرار النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي داني شرابية بالتنحي عن النظر في ملف مقتل فرح قصار يتفاعل في ظل الاتهامات العشاوئية التي لُفقت له من قبل وسيلة اعلامية والمعلومات المغلوطة التي نُشرت ما ادى لزيادة الآراء المُتناقضة حول خلفية ودوافع القرار.

فعلاوة على المهزلة الحاصلة بحق قاضٍ يُشهد لنظافة كفه، تكتسي القضية ابعادًا مشبوهة لتشويه الحقائق والتأثير في مسارها، وفي سرد مُقتضب للاجراءات التي اتخذها الاخير منذ لحظة توليه القضية حتى تنحيه عنها، يتضح التالي:

- عيّن لجنة من أطباء شرعيين للكشف على جثة قصاب وتحديد ظروف الوفاة عوضاً عن طبيب واحد.

- طلب اجراء تشريح للجثة لحسم اسباب الوفاة الا ان القرار اصطدم برفض ذويها لذلك كونه يتعارض مع معتقداتهم، الا انه لم يتراجع عن قراره وبعد اخذ ورد ومفاوضات لساعات وافقت عائلتها.

وفي المقابل، لم يصدر او يتخذ اي قرار بحق الدكتور نادر صعب، تاركًا التحقيقات تأخذ مجراها كما يُفترض ومنتظراً صدور نتائج التشريح والزرع وتقارير لجنة الخبراء الشرعيين.

لتتفاجئ الاوساط المُتابعة للقضية التي هزت الرأي العام بتولي احدى وسائل الاعلام نشر وتسويق لصورة تجمع القاضي بالدكتور صعب للقول أن علاقة صداقة قوية تربط عائلة القاضي داني شرابية بعائلة الدكتور نادر صعب، وإبعاده عن هذه القضيّة بحجة ان قرارات شرابية لن تكون عادلة.

وتوضيحًا لبعض المُغالطات، الصورة لم تُلتقط في منزل القاضي او منزل الطبيب، جل ما في الامر انها التقطت في عشاء دُعيا اليه في منزل احد النواب، والتقيا صدفة.

ولمن يجهل، الصورة سُربت من قبل احد المتربصين بالقاضي وهو "سميو وزميلو"، اذ عمد الى تسريبها لاحدى وسائل الاعلام بغية النيل منه.

هذه المُغالطات التي اشيعت عمدًا، تطرح جملة اسئلة مشروعة منها :هل التقاط مثل هذه الصورة دليل كافٍ لسوق اتهامات بحق شرابية والتشكيك بنزاهته؟ من يملك دليلاً حسيًا وملموسًا على محاولات ربما قام بها شرابية لاعاقة مسار القضية او عرقلته فليتقدم بها ويبرزها عوضًا عن تشويه الحقائق وإطلاق الاحكام. الم يكن من الاحرى لهم ان يوفروا اتهاماتهم المُبطنة حتى صدور اي قرار عن شرابية؟ ام ان حملة كهذه ونحن على ابواب التشكيلات القضائية تعتبر "ضربة قاضية" للاطاحة به والنيل منه.