"ليبانون ديبايت"
تحالف الـ50 عاماً بين حزب الله والتيّار الوطني الحرّ عصي على الانهيار على الرغم من كلّ التشققات الطارئة عليه. حزب الله المعروف عنه احترامه في التعامل مع الحلفاء، يعير التيّار البرتقالي اهتماماً خاصّاً وحيّزاً هامّاً، ويهمه أن يبعد أي شوائب قد توتّر العلاقة أو تخلق حالة من الشكّ لدى التّيّار.
مؤخّراً، حاولت شخصيات تصنف في الجناح المعارض داخل التّيّار، أو ذات امتدادات عونية. لكن من غير المتجانسة طروحاتها مع القيادة الرسمية للتيار، استمالة حزب الله نحوها، مستغلّة التّباين بين الضاحية والرابية حول قانون الانتخابات، مصوّرةً نفسها على أنّها الجناح الملتزم بالتحالفات والخطاب القديم بصفوف التّيّار. حزب الله الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، لن يمر عليه استغلال أي طرفٍ للعلاقات الثنائية المميزة من أجل استثمارٍ داخليّ خاص، فانتبه إلى ما يصبو إليه البعض، وعلى الرغم من معزته لهم وصدق نواياهم، الى ان الحزب يرفض الخطوط العسكرية التي تسعى للتنسيق مع خارج الاجماع.
وعلم "ليبانون ديبايت" أنّ "عدداً من المعارضين لخطّ باسيل، يعملون على استمالة حزب الله من خلال تصريحات ومواقف تغازل تارةً "تفاهم مار مخايل"، وتُعارض في أكثر من مناسبة "إعلان النوايا" بين "القوّات اللّبنانيّة" و"التيّار الوطنيّ الحرّ"، ذلك بهدف التأكيد لحزب اللّه بأنّ التفاهم الأساس والحدث الأبرز والأهم تمثّل في تفاهم "حزب اللّه" و"التيّار".
وتؤكّد أجواء حزب الله، أنّه وضع التيّار بصورة ما يحصل وأجاب عن تساؤلاتٍ عدّة طرحت عليه، كاشفاً أّنّه ليس بوارد فتح قنواتٍ مع أطراف داخل "التيّار" خارجة عن سراب رئيسه جبران باسيل، حفاظاً على التفاهم الذي نشأ بينهما، ولكي لا يتجاوز القيادة البرتقالية الرسمية، حاصراً علاقته مع البيت العوني - الباسيلي"، وتاركاً هوامش لعلاقة شخصية غير مبنية على سياسات "نص كم".
وتعتبر مصادر متابعة، أنّ "حزب الله لا يدخل في لعبة النكايات والخلافات الداخليّة، ولا يقبل استغلاله بهذا الشكل، بل يهتمّ فقط في السياسة العامة التي يقوم عليها التحالف، والمبادئ الأساسيّة التي تحدّد مسار العلاقة بينه وبين التيّار الوطنيّ الحرّ برئاسة جبران باسيل، وهذه الثوابت تدفع بالسيّد حسن نصراللّه إلى تعميم رفض التعاطي بامور السياسية مع أيّ شخصيّة برتقالية تنشط من خارج تكليف قيادة التيار المركزية، احتراماً للحلف القائم.
ولفتت المصادر إلى أنّ "السيّد نصراللّه سبق أن طمأن باسيل في لقاءاتٍ واجتماعات كثيرة، أنّ التحالف مع التيّار قائم على الاحترام والمبادئ والثوابت، والوفاء، تماماً كوفائه للعماد عون وتمسّكه بترشيحه لوقت طويل، على الرغم من ترشّح النائب سليمان فرنجيّة المقرّب أكثر إلى "حزب اللّه"، ومع ذلك واصل دعمه حتى النهاية وانتخاب عون رئيساً. وبالتالي فإنّ العلاقة ثابتة مع التّيّار ولا سيّما مع باسيل على الرغم من أنّ هناك تبايناً في بعض الآراء والمواقف، لكن هذا لن يمنع استمرار التحالف، ولن يؤدّي في المقابل إلى فتح قنوات تواصل مع جهات معارضة في التّيّار مع أنّها أقرب في خطابها إلى "حزب اللّه".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News