"ليبانون ديبايت"
تنعم الضاحية وبيت الوسط بهدوءٍ "غير معتاد" يتبعه تعاون غير خفي على طاولة مجلس الوزراء، كان قد انعكس أيضاً على فترة التفاوض في أمورِ قانون الانتخاب، ما خفّف كثيراً من الاحتقان الذي كان يسود العلاقة بينهما، ونقلها إلى مرحلةٍ جديدةٍ، وربّما إلى مكانٍ آخر.
"ليس شهر عسل أو انسجامٍ بمقدار ما هو تعايش أمرٍ واقع"، هكذا يمكن تلخيص العلاقة الطارئة بين حزب الله وتيّار المستقبل التي تعكسها الأجواء الجيّدة والإيجابيّة التي باتت ترتسم في أفق الطرفين. الاجتماعات شبه اليوميّة التي كانت تُخاض على مذبح قانون الانتخاب والتي كان يحضرها مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر، والمعاون السياسيّ للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الحاج حسين خليل فعلت فعلتها في العلاقة لا بل حفرت فيها، وكانت سبباً رئيساً في خفض مستوى التوتّر بين الجهتين.
دون أدنى شكّ، دخول السيّد نادر كحلقةٍ تفاوضيّةٍ في جسم تيّار المستقبل، أنتج الكثير وأراح كثيراً، وبُعَيْدَ خروجه إلى الضوء، ظهر التيّار الأزرق بمسارٍ مختلفٍ عن السابق متّبعاً سياسة "خفض التوترات"، فقاد وجوده مثلاً إلى "فتح صفحةِ انفتاح" مع حزب الله تُرجِمَت من خلال لقاءات قانون الانتخاب، التي لا يمكن إخفاء تماهي الطرفين فيها من حيث الطروحات، وصولاً إلى بلوغ مرحلة التأثير في الخيارات، بعد نجاح حزب الله بتمريرِ أفكار النسبيّة الى التّيّار الأزرق، واقنع هذا الأخير حزب الله بالعدول عن مواقف انتخابيّةٍ كثيرة.
إذاً، أدّت "استفاقة الحريري" للاستعاضة عن لغة الخطابات المُرتفعة على المنابر بحواراتِ طاولة قانون الانتخاب التي خلفت طاولة الحوار المعهودة بين التّيّارين الأصفر والأزرق برعاية الرئيس نبيه برّي في عين التينة. مصادر متابعة، لا تخفي لـ"ليبانون ديبايت"، "الكيمياء التي يتميّز بها نادر الحريري التي قادته لإزالة حواجز كثيرة ارتبطت بعلاقةِ تيّاره مع الآخرين، ليس فقط حزب الله بل التّيّار الوطنيّ الحرّ أيضاً"، وأنهت "استحواذ الصقور على سلطة القرار داخل التّيّار، والتي أدّت به في مرحلة ما إلى الخروج من السلطة من بابها العريض".
وتكشف المصادر، أنّ تيّار المستقبل وحزب الله متفاهمين بشكلٍ غير معلنٍ، عن تمرير العهد بصفر مشاكل، وهذا يقود إلى التوسّع في بحث الأمور الداخليّة العالقة ما سيؤدّي إلى إعادة تفعيل طاولةِ الحوار السابقة في عين التينة والتي وصل عدّادها إلى 41 جلسة، لكن بإطارٍ مختلفٍ عن السابقة التي كانت مُخصّصة بعمليات "ربط النزاع" بين الطرفين.
هل تقود الطاولة لتعاونٍ أوسع بين الجهتين؟ لا تنفي المصادر ذلك ولا تؤكّده في الوقت نفسه، لكنّها تؤمن بناءً على الوقائع الماضية، من أنّ الجوّ الذي ساد طاولات التفاوض الانتخابيّ لن ينتهي في أرضه بل سيجري تطويره".
وفي ضوء بدء انهماك القِوى السياسيّة في اللّعبة الانتخابيّة، يمكن التماس نوايا متبادلة عند حزب الله وتيّار المستقبل في التعاون "انتخابياً" في عددٍ من الدوائر، تشير المعلومات أنّ أساسها سيكون في دائرة زحلة ودائرة بيروت وربّما بعض دوائر البقاع ذات الوجود المتبادل، مع الإشارة إلى أنّ بيروت ارتبطت بقرارٍ من حزب الله بعدم مواجهة تيّار المستقبل فيها والانسحاب لصالحه أو عدم الترشّح، حِفاظاً على التعايش الإسلاميّ السنيّ الشيعيّ.
وتوقّعت المصادر، أن تعود طاولة الحوار للالتئام مجدّداً وفق أجندةٍ جديدةٍ. أمّا الموعد الجديد لها فمرتبط بدعوةٍ من الرئيس نبيه برّي الذي كان يرعى هذا النوع في الحوارات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News