اخر صفحة

placeholder

BBC
الاثنين 17 تموز 2017 - 15:37 BBC
placeholder

BBC

"سجن الزوجية" التاريخي الذي وضع حدا للطلاق في رومانيا

"سجن الزوجية" التاريخي الذي وضع حدا للطلاق في رومانيا

رغم أن الأمر قد يبدو أشبه بكابوس؛ فإن السجلات التاريخية تشير إلى أن حبس الزوجين شكّل قديما طريقة فعالة لحل الخلافات بينهما في إقليم ترانسيلفانيا، الواقع في قلب رومانيا.

يبدو الزمن وقد توقف في قرية بيرتان الرومانية ذات المناظر الخلابة، وهي واحدة من سبع قرى ذات طابع ساكسوني تقع في إقليم ترانسيلفانيا، وتُدرج على قائمة التراث الثقافي التي تُعدها منظمة اليونسكو. فحتى هذه اللحظة، لا تزال العربات التي تجرها الخيول جزءا من مشهد الحياة اليومية في القرية.

فإن السجلات التاريخية تشير إلى أن اللجوء إلى "سجن الزوجية" هذا، شكّل طريقة فعالة في واقع الأمر لحل الخلافات بين الأزواج. ويرى القس الحالي للكنيسة، أولف زيلغر، أن القرية لم تشهد طيلة الأعوام الـ 300 - التي كُرست فيها السلطة الروحية للكنيسة - سوى حالة طلاق واحدة، وذلك بفضل هذا "المبنى المبارك".

الآن تحول ذلك "السجن الصغير المظلم" إلى متحف، لا يخلو من نموذجين لزوجٍ وزوجة، في صورة تمثالين بالحجم الطبيعي، من تماثيل عرض الأزياء. والمتحف على أي حال ليس سوى غرفة ذات سقف منخفض وجدران سميكة، تحتوي على أثاث بسيط لا يتجاوز منضدة وكرسيا، وصندوقا للتخزين بجانب فراش تقليدي على الطراز الساكسوني، يبدو وكأنه فراش طفل من فرط صغر حجمه.

يوجد "سجن الزوجية" الذي أُقيم قبل ثلاثة قرون لمساعدة الأزواج الموشكين على الطلاق في داخل كنيسة قرية بيرتان التي تعود إلى القرن الخامس عشر وعندما كان الأزواج قديما يحاولون إصلاح ذات البين وتجاوز الخلافات الناشبة بينهما بداخل هذه الغرفة الصغيرة، كانوا يُضطرون إلى استخدام كل شيء موجود هناك بشكل مشترك، من الوسادة الوحيدة الموجودة فيها إلى الغطاء، وصولا إلى المنضدة.

ويعتنق السكان ذوو الأصل الساكسوني لترانسيلفانيا مذهب اللوثرية، وهو المذهب الرئيسي بين مذاهب المسيحية البروتستانتية. ويلتزم معتنقو هذا المذهب بأن تحكم تعاليمه مختلف جوانب حياتهم. ومن هذا المنطلق، من المحبذ أن يحاول الزوجان تفادي اللجوء إلى خيار الطلاق، رغم أنه مُباحٌ في حالات محددة مثل الزنا. لذلك، كان الزوجان اللذان يرغبان في الطلاق يتوجهان طوعا إلى القس الذي كان يرسلهما إلى "سجن الزوجية"، للنظر في ما إذا كان بمقدورهما حل خلافاتهما بشكل توافقي، دون أن تتفرق بهما السبل أم لا.
اقرأ أيضا: ألبانيا: دروس في كرم الضيافة مع الوافدين عبر التاريخ.

ويرى القس زيلغر أن "السجن شكّل وسيلةً للحفاظ على المجتمع في إطار المنظومة المسيحية القديمة". كما يشير إلى أن اللجوء إلى هذا الخيار وفر الحماية للنساء والأطفال، الذين كان بقاء الأسرة موحدة أمرا ضروريا لتمكينهم هم أنفسهم من مواجهة صعوبات الحياة.

فبحسب ما كان سائدا قديما، كان يتعين على الزوج أن يدفع لطليقته نصف ما يكسبه من أموال. لكن ذلك لا ينطبق سوى على الزوجة الأولى، ففي حالة اقتران الرجل ثانية ثم إقدامه على الطلاق مرة أخرى، لا تحصل الزوجة الثانية على شيء بعد الانفصال.

وبالعودة إلى التاريخ، سنجد أن المستوطنين ذوي الأصول الساكسونية - الذين قَدِموا مما بات الآن ألمانيا وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ - كانوا قد بدأوا في سكنى منطقة ترانسيلفانيا الريفية في القرن الثاني عشر، بدعوة من ملك المجر غيزا الثاني، وذلك لحماية هذه المنطقة من تهديدات الغزاة التتار والعثمانيين، وكذلك لتنمية تلك البقعة اقتصاديا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة