تذمّر وشتائم في المحكمة الجعفريّة!

"ليبانون ديبايت"

يقف شاب ثلاثينيّ مُتزوج حديثاً أمام مدخل محكمة بعبدا الشرعيّة الجعفريّة بعد منعه من الدخول قائلاً: "علقان ساعتين بعجقة السير.. شو بجي بنام هون لخلّص معاملة بدها ساعة!"، لتواكبهُ سيّدة أخرى "أنا إلي يومين بروح وبجي لدخّل ورقة عل الملف وما خلصت بعد.. يلعن هل بلد". يقف عشرات المواطنين في الخارج. بعضهم وجد في أحواض الزرع مكاناً مناسباً للجلوس واحتساء القهوة، بينما آخرون فضّلوا التذمّر ومن ثمّ المغادرة عوضاً عن الانتظار تحت أشعة الشمس!

منذ بداية الشهر الجاري، تشهد المحكمة، تذمراً وغضباً، واشتباكات كلاميّة مع المواطنين نتيجة للبطء الحاصل في تسيير المُعاملات، خاصّةً معاملات تسجيل الزواج. مواطنون تغيّبوا عن أعمالهم بغية قوننةِ زواجِهم، ليجدوا أنفسهم داخل متاهةٍ قد تأخذ منهم أيّام وساعات طويلة لإنهاء معاملة لا تحتاج إلى ساعةٍ من الزمن!، بينما آخرون يقفون في الخارج يتهامسون معترضين على عدم استقبالهم او الاسلوب المعتمد في التعاطي معهم. وعلى الرغم من أنّهم قطعوا مسافات، فلا أحد يسمع شكواهم أو ليس هناك من يُجيب على تساؤلاتهم.. هذا هو واقع الحال في باحة وقاعة الانتظار الخارجيّة لمحكمة بعبدا الشرعيّة الجعفريّة.

فقد ورد إلى "ليبانون ديبايت" اتّصالات من مواطنين، يشتكون من طريقة التعامل معهم من قبل الموظفين. وبعد التدقيق ومعاينة المحكمة عبر موفدٍ -مراسل-، تبيّن لموقعنا أنّ طلبات تثبيت الزواج باتت تخضع لشروطٍ مُستحدَثَة، إذ خُصِّصَ لتقديمها وقت حُدِّدَ بين الساعة 9:00 و 11:00. وعاين موفد "ليبانون ديبابت" الوضع متبيّناً أنّ من تجاوز هذا التوقيت يُمنع من دخول مبنى المحكمة وفي أحسن الأحوال "تسميعه كم كلمة"، علماً أنّ الدوام الصيفي النافذ يبدأ عند الساعة 8:00 وينتهي عند 3:00 من بعد الظهر!

لكن الموظفين والدركيّ الذي يقف عند مدخل قاعة المحكمة لهم كلام مُختلف. فعند مواجهتهما بالدوام الرسميّ، يرمى المواطن بحجّة أن هناك عطلة قضائيّة و"مش قادرين عنا ضغط". وعلى الرغم من ارتفاع كمية الغضب المطعّمة بسيلٍ من الشتائم الصادرة عن المواطنين المتذمّرين، يُنهي الموظف الحديث عند تلك الذريعة كما بدأه.

وفي متابعةٍ مع معنيين، أكّدوا لـ"ليبانون ديبابت" أن الدوام الرسمي في الإدارات الرسميّة واضح، يبدأ من الاثنين حتّى الخميس عند الساعة 8:00 وينتهي عند الـ15:00 والمتعارف عليه أن نهار الجمعة ينتهي عند الساعة 11:00 احتراما لموعد الصلاة ويومي السبت والأحد عطلة رسميّة، لذا على الموظّفين التقيّد بهذه المواعيد.

وحول ما يجري في المحكمة الجعفريّة، أشار المعنيون، إلى أنّه من غير المسموح للموظّف تقسيم الدوام على النحو الذي يريده ودون وجود مذكّرةٍ رسميّةٍ، وعليه يجب على قلم الديوان استقبال المعاملات منذ لحظة دخول الدوام حيّزَ التنفيذ حتّى نهايته. وحول ذريعة العُطلة القضائيّة التي تقدّم للمواطنين، أبدى المعنيون تفهّمهم لها ولضغط العمل الذي بتسبّب به الكم الهائل من الطلبات، لكن كلّ تلك الأسباب وإن اجتمعت، من غير القانوني اعتمادها ذريعةً لعدم تلبية حاجات المواطنين.