"ليبانون ديبايت"
لا يزال توقيت بدء النسخة الثالثة من معركة الجرود مبهماً، فهو مرتبطٌ بالعواملِ الميدانية وترتيباتها. الأكيد، بحسب ما توافر من معلومات لـ"ليبانون ديبابت"، أنّ المفاوضات التي كانت جارية على قدمٍ وساق في القاطع الخاضع لسيطرة جبهة النصرة جمّدت، وما يعزّز ذلك ما سُرِبَ عن قيادي ميداني في حزب الله لإحدى القنوات، من أنّ الحلّ أمام المسلّحين بات واحداً من اثنين، إمّا الاستسلام أو الموت.
الفرضيّة أعلاه سُحِبَ منها مبدأ التفاوض، والذي طُرِحَ هو أمرين، إمّا استسلام المسلحين إلى قيادة الجيش السوريّ وبالتالي التعامل معهم كما يجري التعامل مع المسلّحين في كلّ سوريا ومن ثمّ تسوية أمورهم قانونيّاً، أو مواجهة الهجوم العسكري الذي لا ينتج عنه سوى الموت على أرض المعركة.
وخلافاً لما يُرَوَّج عن أنّ انسداد أفق التفاوض مردّه إلى طلب قيادة المسلّحين في الجرود لـ"مبالغ ماليّة" تعتبرها مصادر عليمة أنّها معلومات "خارج المألوف"، تُجيب على سؤال "ليبانون ديبايت" بأنّ أحد أهم عوامل تجميد المحادثات راهناً هي الشروط التي وُضِعت، فمثلاً، طلب هؤلاء الانتقال إلى جرد خلفي غير مرتبطٍ بالشريط الحدودي مع لبنان، وهو ما كان محلّ رفض من حزب الله والجيش السوري معاً، كونه يعني تصديراً للمعركة من جيبٍ إلى جيب، أمّا الثاني فهو قبول الخروج شريطة المحافظة على السلاح الثقيل، وهو ما رُفِضَ أيضاً، لكنّ الشرط الثالث الذي قدّم على قارعة التفاوض، يُثير الانتباه.
ووفاقاً لمعلومات "ليبانون ديبايت"، فإنّ الجهة المفاوضة عن جبهة النصرة، طرحت اعتماد صيغة اتّفاق إخلاء الزبداني الذي جرى تنفيذه العام الماضي، ونصّ على خروج مسلّحي حركة أحرار الشام إلى تركيا فإدلب على أن يمرّ المعبر الآمن في بيروت، وهو ما كان محلّ رفضٍ تامّ، كون عناصر الجبهة في القلمون مرتبطيِن بعمليات قتلٍ وإرسال سيّاراتٍ مُفخّخة، وليس من المعقول عبورِهم الأراضي اللّبنانيّة.
وتُشير الأنباء، إلى أنّ هذا الطرح تواتر إلى الجهات العسكريّة اللّبنانيّة الرسميّة التي رفضت مطلقاً قبول هذا الطرح، كون التلّي وأعوانه لهم علاقة بقتل وإعدام عسكريّين لبنانيّين والتعدّي على السيادة اللّبنانيّة، فأُخرِجَ هذا الطرح من بازار التداول.
وبحسب معلوماتٍ حصل عليها "ليبانون ديبايت"، أنّ الحلّ الذي يمكن القبول به، هو تأمين معبرٍ آمن داخل سوريا، يخرج المسلّحون بموجبه بالسلاح الفرديّ الخفيف (مسدس أو كلاشنكوف) نحو إدلب، لكنّ ما يصعبه، هو أنّ الطريق إلى تلك المحافظة طويل، وليس من كفيلٍ دوليٍّ مستعدّ لأن يكون طرفاً في تأمين المعبر، كون جبهة النصرة مصنّفة كتنظيمٍ إرهابي، وهو أحد معوّقات الاتّفاق.
في غضون ذلك، يجري تداول معلومات منذ أيّام عن عقدِ اتّفاقٍ بين جبهة النصرة وتنظيم داعش، يقضي بتشكيل غرفة عمليّاتٍ مشتركة لمواجهة حزب الله والجيشين السوري واللّبنانيّ، وضعته مصادر في خانة "التسريبات الإعلاميّة غير المؤكّدة" دون أن تبتّ في مصير إمكانيّة حصول ذلك من عدمه.
ومع تجميد التفاوض بين الطرفين، شدّد الطيران السوريّ غاراته، بالتوازي، علم "ليبانون ديبايت" أنّ الوحدات العسكريّة التابعة لحزب الله، باتت تُرابض على مناطق التماسّ التي ستتخذها منطلقات للشروع بالعمل العسكريّ، وهي للغاية عزّزت مواقع الرصد والمسح الحراريّ.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News