"ليبانون ديبايت"
ارتفع آذان الفجر في جُرديّ القلمون الشماليّ الغربيّ وعرسال ليكون التوقيت الذي أذن لانطلاق العملية العسكريّة التي عمل حزب الله وحضّر لها أشهراً.
جُمِّدَت المُفاوضات إذ لم نقل سقطت، وحتّى جلاء مصيرها ووضوح الخيط الأبيض من الخيط الأسود، باتت الجرود محكومةً بالنار التي ستكون ترجمة الحال فيما ستؤول إليه أمور الأيّام القادمة التي أصبحت مرهونةً بشروطٍ جديدةٍ ستكون حتماً، بضوء التطور العسكري الراهن، مغايرةً لما كان سائداً خلال فترة التفاوض.
"النصرة" وحدها تتحمّل النتائج المترتِّبة عن المعركة كونها حمَّلت الطروحات أكثر ممّا تتحمّل وأوصلت الأمور إلى الحائط المسدود، فلم يبقَ إلّا حل الاستئصال سبيلاً لمعالجة المرض المتفشّي الجرود.
منذ الفجر وتحت غطاءٍ ناريٍّ، بدأ عناصر حزب الله التقدّم مستخدمين آليات دفعٍ رباعيّة صغيرة من هندسة وتصميم "مشاغل المقاومة"، فيما سُجِّلَ تقدّم على خطّين متوازيين، واحد من جرود فليطة السورية وآخر من السلسلة الشرقيّة.
في ضوء ما تحقّق (راجع التقرير أدناه) وانطلاقاً من القراءة الميدانيّة الحاليّة، تُشير مصادر مواكبة للعمليّة لـ"ليبانون ديبايت"، إلى أنّ ما جرى تنفيذه حتّى منتصف ليل الجمعة - السبت هو سيطرة على قاطعٍ جرديّ كبير يمتد من سهل الرهوة حتّى تخوم وادي الخيل ووادي الدب اللّذين بدأ العمل تجاههما، ومن ضمن ذلك إسقاط معقلٍ أساسٍ لجبهة النصرة.
وبحسب المصادر، فإنّ أهمّ ما تحقّق هو الاستحواذ على تلالٍ مُرتفِعة لا تقلّ عن 2500م ما جعل المقاتلين يتمتّعون بقدرةٍ على التحكّم بالميدان وتنفيذ رماياتٍ ورسم خطوط عمل وانتشارٍ بشكلٍ أفضل.
وعلم "ليبانون ديبايت" أنّ ما تحقّق في اليوم الأوّل من نتائج، لم يكن مُخطّطاً إنجازه بهذه المُدَّة الزمنيّة القصيرة، وما سهّل في تحقيقه هو القدرة الناريّة التي أفقدت المسلّحين التوازن وجعلتهم ينسحبون من مواقعهم، ما أدى بتلك النتائج إلى بلوغ مستوى انتهاء المرحلة الأولى من العمليات بتحقيق الأهداف التي رسمت لها.
ووفاقاً لمصادر "ليبانون ديبايت"، فإنّ قيادة المقاومة وضعت مُهلة أسبوعين لتحقيق المآرب العسكريّة من خلف العمليّة وإنهاء "النصرة" في الجرود قُبَيل موعد 14 آب أي عيد النصر وخطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله والذي من المُتوقّع أن يُعلن بنفسه الخبر.
إلى ذلك، بدا لافتاً في سياق المعركة، البيان الذي خرج عن سرايا أهل الشام، الذي اتّهم حزب الله بـ"إغلاق جميع أبواب التفاوض" داعياً لفتح أبواب المُستشفيات لمن أسماهم "المجاهدين الجرحى"، وإن دلَّ هذا البيان؛ فيدل عن دخولٍ مباشر للسرايا إلى مسرح العمليات من خلال عبارة تهديدٍ إلى عناصر الحزب جاء فيها: "...ستواجهون رجالاً يحبّون الموت".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News