"ليبانون ديبايت":
قبل أيّامٍ قليلةٍ، بدأت معركة جرود عرسال، التي تهدف إلى تطهير المنطقة من الإرهابيّين والمسلّحين، والتي شارفت على نهايتها وفق الوقائع الميدانيّة، بيد أنّ المعركة في هذا السّياق، لم تقتصر فقط على الطّابع الأمنيّ؛ بل انتقلت أيضاً إلى معركةٍ سياسيّةٍ حزبيّةٍ إعلاميّة بامتياز. إذ اختلفت الآراء بين المؤيّدة لهذه المعركة والدّاعمة لدورِ "حزب الله" والجيش اللّبنانيّ، حتّى القضاء تماماً على الإرهابيّين، وبين مواقف مُعارضة لهذه الخطوة موجّهة تأييدها فقط للعمليّات التي يقوم بها الجيش اللّبناني، معتبرةً في خطوة "حزب اللّه" استكمالاً لمصالح خاصّة ميدانيّة ومرتبطة بحربه في سوريا.
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر خاصّة لموقع "ليبانون ديبايت" إلى أنّ "هذه الوقائع السياسيّة لا تُشكّل مفاجأة أو تدعو إلى الاستغراب، فالمواقف الصّادرة كانت معروفة مُبسقاً قبل الإعلان عنها، على الرغم من ردود الفعل الغاضبة عند غالبيّة الرأي العام اللّبنانيّ حول وجود أطرافٍ تقف بوجه "حزب اللّه" في هكذا معركة بالذات ضدّ إرهابييّن خطفوا وقتلوا عناصر من الجيش اللّبنانيّ باتوا شهداء الوطن، وأبطاله، وتنظيمات أخرى نفّذت أعمالاً إرهابيّةً في لبنان، وكانت تسعى وما تزال إلى تنفيذ عمليّاتٍ جديدةٍ. إلّا أنّ ما يجب إلقاء الضوء عليه والتوقّف كثيراً عنده خصوصاً بعد الهجوم الذي تعرّض له الجيش اللّبنانيّ في الآونة الأخيرة، هو التعاون الكبير والمهمّ والإنسانيّ المُميّز بين الصليب الأحمر اللّبنانيّ والجيش اللّبنانيّ، إضافةً إلى رئيس بلديّة عرسال، في مساعدة عددٍ كبيرٍ من العائلات النّازحة، وتوزيع مساعداتٍ للنازحين السّوريّين، وتسهيل دخول حوالي 79 شخصاً من نساءٍ وأطفال من المخيّمات في جرود عرسال إلى داخل البلدة، الأمر الذي يُظهِر صورةً رائعةً، لا بل الصورة الحقيقيّة عن كيفيّة التعاطي بإنسانيّةٍ مع النّازحين السّوريين منذ اليوم الأوّل على نزوحهم وحتّى السّاعة".
وفي السّياق ذاته، كشفت مصادر معنيّة بملفّ النّازحين السّورييّن، عن أنّ "حركة النزوح التي تُسجّل حتّى السّاعة، هي من جرود عرسال إلى داخل البلدة، بعكس ما كان متوقّعاً، ولم تُسجّل بعد حالات نزوحٍ إلى مناطق البقاع ولا سيّما الأوسط منه، ولا أرقام رسميّة بعد حول وجود نُسبٍ معيّنةٍ من نازحين سورييّن نزحوا إلى البقاع الأوسط، وهذا إن دلّ على شيء فهو يُثبت مدى نجاح الأجهزة الأمنيّة والمحليّة في الإبقاء على بلدة عرسال مستقرّة وآمنة".
ونوّهت المصادر بدرجةِ الوعي العالية التي يتمتّع بها أهالي عرسال والمنطقة ككلّ، وكيفيّة تعاملهم مع هذه المعركة، وحماية بعضهم البعض ووقوفهم يداً بيد بوجه الإرهاب بغضِّ النظر عن الخلافات السياسيّة والاختلاف في الرأي حول ملفّاتٍ أخرى، ليثبتوا من جديد أنّ لبنان هو فعلاً نموذج العيش الواحد المُشترك".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News