بالصور.. مفاجأة في جرود عرسال

"ليبانون ديبايت"

كلامُ السياسة تمحوهُ الوقائع الميدانيّة. فالذي يعدّ محظوراً يتحوّل إلى مُباحٍ في معركة الجرود. كُسِرَ سايكس بيكو عند حدود جرود عرسال. لم تَعُدْ المعركة محصورةً بين الجيش اللّبنانيّ والسوريّ وحزب الله ضدّ جبهة النصرة. تلازم هؤلاء حدّ التلاحم، وضربوا السياسة وأمورها عرض الحائط. المهمّ أن يجري اجتثاث الإرهاب.

للمرّة الأولى منذ الانسحاب عام 2005، تشاهد دبّابة سورية في جرود عرسال اللّبنانيّة، لا بل دبّابات، تُشارك في قتالِ الإرهابيّين المحتلّين للجرود. المفارقة إنّها خاضعة ومن عليها لإمرة ضبّاط حزب الله وتدخّلٍ من الجهة السوريّة خدمةً لتحرير الجرود.

عند مسير قافلة الوفد الإعلاميّ الذي نظّم له الإعلام الحربيّ في المقاومة جولةً إعلاميّة متّجهة إلى خارج عرسال، شُوهِدَت دبّابات تقترب منه، وأمام الوهلة المصحوبة بالتساؤل عن هوية تلك الدبّابات، تتوقّف القافلة ليخرج الإعلاميون الجنود منها ساحبين أسلحتهم من كاميراتٍ لتصويرِ المشهد. تتقدّم الدبّابات وسط ضجيجٍ مع أزيزٍ مصدره الاحتكاك بالأرض، وغبار مرتفع يصبغ وجوه الحاضرين. تتوقّف أمام الوفد لتوجيه التحيّة له!

ينزل منها عسكريّ. نسأله عن اسمه، إنّه "أبو علي"، حَضَرَ إلى جرود عرسال تلبيةً لنداء حزب الله ليساهمَ مع المقاومين في طردِ المحتلّين التكفيريّين. "أبو علي" ليس وحيداً. فمن خَلفِهِ تتقدّم دبّابتين أخرتين يجلس عليها جنود لا يبدون من حزب الله. يُشير لهم "ضابط" من المقاومة بيده كي يتقدّموا صوبه وهذا ما يحصل.

يخرج أعضاء الفريق الصحفيّ عن بكرة أبيهم متوجّهين إلى الدبابتين بعد أن بدأ طاقمهما التلويح بكلتا اليدين، وكلّ ذلك يحصل أمام ذهول الموجودين الّذين لم يتوقّعوا ما رأوه.. "إنّها مفاجئة!" دبابات سورية في جرود عرسال اللبنانية.

لا يخجل حزب الله بتقديمِ طاقم الدبّابات أمام الصحفيّين حتّى وإن كان البعض يتهامس متحسّساً ويسأل عن سبب وجود "دبّاباتٍ سوريّةٍ في أراضٍ لبنانيّة"، لكن الجواب يأتي "انها غنائم الحرب من النصرة!".. وأمام الحاجة يُصبح استغلال القدرات أمراً حتميّاً.