"ليبانون ديبايت":
اعتبرت أوساط سياسيّة أنّ "زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الولايات المتّحدة الأميركيّة ولقائه الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب في البيت الأبيض، مُهمّةً جدّاً، نظراً للملفّات الكبيرة التي جرى طرحها خلال اللّقاء الثنائيّ والاجتماع بين الوفدين اللّبنانيّ والأميركيّ، بيد أنّ التركيز من الجانبين كان أكثر حول قضيّة العقوبات الأميركيّة على حزب الله، وتعبير الحريري عن رفضه لما يقوم به الحزب، وتكرار ترامب مواقفه بشأن حزب الله والرئيس السّوري بشار الأسد، وهذه ملفّات مُهمّة ويجب البحث فيها خصوصاً لضرورة حماية القطاعين الاقتصادي والماليّ المصرفي في لبنان، لكن يجب أيضاً التركيز على ملفٍّ في غاية الأهميّة والخطورة ألا وهو أزمة النازحين السّورييّن".
ورأت الأوساط أنّ "هذا الملف لم يُعطَ بعد الأهميّة المطلوبة، ولم ينكبَّ العمل الجدّيّ بغية حلّه أو على الأقل البحث في كيفيّة إيجاد الحلول، فيما يقتصر الموضوع على المواقف والتصريحات والتحذيرات، والتباينات بين أطرافٍ تدعو إلى التفاوض مع الحكومة السّورية وأخرى ترفض رفضاً قاطعاً هذه الخطوة، فيما البلد سيضيع وينهار والمسؤولون ما يزالون يتراشقون الاتّهامات ويحاضرون بالوطنيّة كلّ بحسب مفهومه لهذا المبدأ".
وأشارت الأوساط إلى أنّ "ملفّ النازحين بات يشكّل عبئاً كبيراً لا يمكن تحمّله، وعلى المسؤولين أن يُدركوا خطورة هذا الموضوع ولا سيّما اليوم وسط المعركة الدائرة وإقدام المسلّحين على التغلغلِ بين النازحين وفي المخيّمات، من هنا ضرورة تركِ الشعارات على جنب، وكذلك المواقف والبدء بإيجاد الحلول التي إمّا تكون بالتفاوض مع الحكومة السّوريّة، أو على من يرفض هذه الخطوة؛ أن يَعْرُضَ البدائل المُجدية والسريعة، ولا يقتصر موقفه على حصر الحلّ بالمجتمع الدولي؛ لأنّ هذا الأخير لم يفعل شيئاً منذ بدء الحرب السوريّة وأزمة النازحين السّوريين، وغالبية الوعود لم تُنَفَّذ، فيما بقيَ لبنان وحيداً يُعاني من هذه الأزمة، حتّى إنّ الدول العربية "الغنيّة" بالمساحة الجغرافية والاقتصاد والمال، لم تُحرِّك ساكناً لتشارك لبنان هذا الحمل وتستقبل بدورها النازحين كما فعل لبنان وما يزال يفعل".
وختمت الأوساط بدعوة الحريري إلى "تكثيف زياراته إلى الدول ولا سيّما الكبرى والعربيّة منها، خصوصاً مع إعلان رغبته وعزمه زيارة موسكو ولقاء الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، لمناقشة ملفّاتٍ عدّة وطلب المساعدة فيما خصّ أزمة النّازحين، وهذا ما عليه أن يفعله مع باقي الدول، فيوجّه نداءً عاجلاً بعدمِ ترك لبنان في هذه الظروف الصعبة، وتحمّل هذه الأزمة معه، لأنّ مصلحة لبنان يجب أن تكون أوّلاً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News