في العيد الـ٧٢ للجيش... من هو الشهيد-الحاضر في الدورة الأولى للعهد؟

"ليبانون ديبايت" - سارة أبو مراد

٧٢ سنة مرّت على المؤسسة العسكرية اللبنانية ولا تزال تنزف أفرادًا وفاء للتضحية الشريفة. ٧٢ سنة والجيش يخرق سقف الاستسلام في كلّ معركة، مع كلّ بطل ينتقل إلى قافلة الشهداء الأبطال.

اليوم، وفي عيد الجيش 1 آب 2017، سمّى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دورة الضباط المتخرّجين في الكلية الحربية، "دورة الشهيد المغوار صبحي العاقوري". الرئيس عون الذي تخرّج في هذه الكلية عام 1958، لم يغب عن فؤاده الشهيد العاقوري، شهيد معارك نهر البارد عام 2007، فكرّم مسيرة العاقوري في دورة العهد. من هو الشهيد المغوار صبحي العاقوري؟

لم ترض معارك نهر البارد أن تمضي ببرودة إلّا أنها خطفت معها أبطالنا، في سبيل تطهير بلدات لبنان من كلّ رمش غريب. خلال المعارك الدامية بين الجيش اللبناني وإرهابيي "فتح الإسلام"، أصيب في المرّة الأولى المقدّم المغوار العاقوري بيده، وبعد أن تعافى، عاد إلى رفاقه لاستكمال المعركة. هذا العناد الوطني الدفاعي، استفزّ هؤلاء شبه-البشر، وأرادوا التطاول، حتى تعرّض العاقوري إلى استهداف كبير لمرّة ثانية. احترق جزء كبير من جسده، وكانت إصاباته خطيرة، نقل على الفور من نهر البارد إلى مستشفى رزق، حيث توقف نبضه أثناء العملية الجراحية. كافح حتى الأنفاس الأخيرة، إلا أنّ الموت حق وفي الجيش واجب، لم يتحمل هذا الجسد البشري الإصابات. ففي 9\9\2007 اسشتهد بطلًا مغوارًا، فداء للسيادة والتحرير .

هذا المغوار البطل، ترك للوطن جويس (17 عامًا)، جو(15 عامًا)، كلوي(13 عامًا) وكريستي(10 أعوام)، ترك الأخيرة رضيعة بعمر 7 أشهر، لم تتعرّف إلى والدها البطل إلا في لاوعيها. "كريستي" ربحت والدها ملاكًا تتوق إليه كلّ يوم، ملهمًا يمدّها عنادًا، وربحت ما لا يمكن أن ينتزع منها، رائحة والدها وروحه في جيناتها!
حضر العاقوري اليوم، في نهج هذه الدورة، حضر في جدية وتأهب كل خريج ضابط، في كل نجمة على أكتافهم، حضر في كلّ شبر محرر من الإرهاب، في جلود العسكر وفي غبرة رموشهم حضر برتبة الشهيد الحاضر.

حضر في أوسمته التي نالها خلال ترقياته في الجيش:
• وسام الحرب مرتين
• وسام الجرحى مرتين
• وسام التقدير العسكري من الدرجة الفضية
• الميدالية التذكارية للمؤتمرات للعام 2002
• وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة
• وسام فجر الجنوب
• وسام الوحدة الوطنية

حضر في كلّ ما حاز عليه من تهنئة وتنويه:
• تنويه العماد قائد الجيش ثلاث مرات
• تهنئة العماد قائد الجيش 13 مرة
• تهنئة نائب رئيس الاركان للعمليات
• تهنئة قائد اللواء ثلاث مرات
• تهنئة قائد الفوج ثلاث مرات
• تهنئة قائد الكتيبة ثلاث مرات

إلى كل روح توأمة الشهيد المغوار صبحي العاقوري، نقول لكم أنّ لبنان معفيّ من كلّ مطهر لأنّكم رفعتم المعاني والإنسانية إلى أسمى درجاتها. وإلى كلّ المؤسسة العسكرية نقول، سيري ولا تأبهي للأصوات الحقودة، فلطالما اعتدنا على رقص البعض على القبور، سيري وإن جنحوا!