منذ أن عاد الرئيس سعد الحريري إلى السرايا الحكومية، وهو يسعى إلى زيارة واشنطن. في آذار الماضي، رُفض طلب الحريري الدخول إلى البيت الأبيض رئيساً للحكومة. يومها رفضت دوائر القرار الأميركية لقاء الحريري بالرئيس دونالد ترامب، مُبلغةً إيّاه أنّ بإمكانه لقاء وزير الخارجية الأميركي، أو نائب الرئيس الأميركي. وبحسب مصادر دبلوماسية «طلبت مجموعات الضغط الأميركية في حينه مبلغاً كبيراً من المال حتى تُقنع المسؤولين بضرورة استقبال الحريري».
لم ييأس الحريري وفريق عمله مِن دقّ الأبواب الأميركية. ونجحت المحاولة هذه المرّة، رغم أن التوقيت لم يكن صائباً «بسبب التغييرات الدائمة في الإدارة الأميركية». ولكن في المُحصلة، تكبدت خزينة الدولة اللبنانية (الجريدة الرسمية ــ عدد ٢٧ تموز ٢٠١٧) ٥٠٠ مليون ليرة نفقات السفر إلى الولايات المتحدة، لتكون الزيارة «بروتوكولية، لا نتائج عملية لها»، بحسب مصادر عدّة شاركت في اللقاء، وأخرى مُطلعة على أجواء الحريري، وثالثة دبلوماسية.
بحسب المصادر، «لن يتمكن الحريري من استثمار الزيارة محلياً، ولا حتّى بين أعضاء المحور الإقليمي الذي ينتمي إليه، خاصة أنّها لم تُحقق أهدافها». وأحد الأدلة على ذلك البيان الذي أصدره رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إد رويس (صاحب مشروع قانون العقوبات الجديد على حزب الله)، بعد لقائه الحريري، الذي شدّد فيه على أنّ «حزب الله لا يُصدّر سوى الإرهاب… وضرورة تمرير مشروع العقوبات».
الملفات الأساسية التي حملها الوفد اللبناني معه إلى واشنطن تتعلّق بقانون العقوبات، وتسليح الجيش اللبناني، وملفّ النازحين. وكانت هناك أربع نقاط أساسية، «القرار حولها مُتخذ أميركياً من دون زيارة الحريري». الهدف الأساسي للأميركيين حالياً هو القضاء على «داعش»، بعدها يأتي دور حزب الله لبنانياً. سيُضيَّق الخناق الاقتصادي أكثر فأكثر عليه. وبما أنّ واشنطن ترى أنّ على اللبنانيين التخلص من نفوذ حزب الله، ستدفع حلفاءها في الداخل إلى مواجهة معه». ولكن، هل سيتمكن الحريري من لعب هذا الدور؟ «أكيد صعب عليه ذلك، والأكيد أنّ لبنان أضعف من أن يلعب هذا الدور».
وتسخر المصادر من أنّه «بعد القضاء على داعش، والتقدّم الذي يُحققه محور روسيا ــ إيران ــ سوريا، وعدم وجود رغبة أميركية حالياً بتغيير النظام السوري، يريدون تشديد العقوبات على حزب الله والتضييق عليه؟». تتوقع الدولة اللبنانية تصعيداً إقليمياً وغربياً ضدّ حزب الله في الأسابيع المقبلة، «رغم أنّ الوفد اللبناني سمع من ترامب أن هناك قراراً أميركياً بالحفاظ على الاستقرار والحكومة».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News