المحلية

placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت
السبت 19 آب 2017 - 01:00 ليبانون ديبايت
placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت

أين يختبئ ميقاتي؟

أين يختبئ ميقاتي؟

"ليبانون ديبايت" - المُحرِّر السياسيّ

بينما ينشغلُ تيّار المستقبل في إعادة ترميمِ نفسهِ وقاعدته في الشمال بشكلٍ واضحٍ؛ ثمّة غيابٌ سياسيٌّ غير واضحٍ للرئيس نجيب ميقاتي الذي يبدو أنّه بدّل استراتيجياته غير الثابتة أصلا في قراءة الملفّ برمّته. ثمّة تساؤلاتٌ تُطرحُ في الشارع السياسيّ عن سرِّ غياب الرئيس الأسبق للحكومة عن التصريح أو مقاربة الملفّات الراهنة إلّا في حال مسّه أحدهم بموقفٍ، على الرغم من حماوتها التي وصلت حد دخول الشارد والوارد على خطّها، من الجرود مُروراً بالسلسلة وحتّى الضرائب.

ازدحمت الملفّات على قارعة الطريق السياسيّة، وعلى قدر أهمّية المطروح منها برزَ الغياب اللّافت للرئيس ميقاتي عنها، الذي وعلى ذمّة القائل، لا يترك ملفّاً "سُنّيّاً" إلّا ويُبدي الرأي فيه، وهو الذي حرصَ على تلميعِ صورته وعودته إلى الرونق السابق ونفضِ غبار الحقبة الماضية عنه.

ثمّة تضاربٌ واضحٌ يرصده المُراقبون الشماليون بين نجيب ميقاتي اليوم ونجيب ميقاتي قبل أشهرٍ؛ حينها كان مُفعماً بالحيويّة وصاحب "قدمٍ خضراء" ما غابت عن مواضيع الساعة حتّى غدا الرجل إلى حين مُقارعاً من الطراز الأوّل، مُجبراً القريب والبعيد عنه على رسم سيناريوهاتٍ حول طُروحاته وتحالفاته، السياسيّة والانتخابيّة، التي أضحت موادّاً للتحليلِ وموضع اهتمام، خاصّةً بعد مُلامسة خِطاباته حدّ مُحاكاة "النمط الريفي" في مقاربة الأمور.

لكنّ الأمور لم تَدُم على ذلك النحو، وسرعان ما تبدّلت الوقائع وتغيّرت وبات الرجل المُقارع الذي ملء الناس ضجيجاً بعيداً كلّ البعد عن الساحة حتّى خَلت منها بياناته وتصريحاته اللّهم إلّا استفاقته أمس على انتقاد الحكومة، والتأهّب على وقع الدويّ الذي أحدثه كلام النائب عقاب صقر أخيراً، ما دفع ميقاتي إلى الخروج من القُمقُم والردّ مستخدماً العيار الثقيل، لكن القائل نفسه يقول إنّه لو أنّ "عقاب" لم يدقّ على اليد التي توجّع (أي نكز ميقاتي بحزب الله) لَمَا كان الرجل خرج وردّ وأوضح أبداً!

مرّت معركة جرود عرسال دون أن يصدر أيّ تعليقٍ عن ميقاتي الذي ارتأى كما هو واضح، الابتعاد عن اتّخاذ موقف على الرغم من كلّ الضجّة التي سادت البلاد طِوَال أيّام. يقرأُ مراقبونَ أنّ ميقاتي ربّما اختار الابتعاد عن التصريح في الأمورِ ذات الخِلاف بعدما لمسَ -ربَما- حجم التأييد الذي ناله حزب الله، لكنّ آخرون يُشيرون إلى أنّ "البيئة السّنيّة" كانت مشدودةَ العصبِ إلى حدٍّ كان سابقاً عنوان جذبٍ قويٍّ يشدُّ الميقاتيّ نحوه، لكن وعلى الرغم من الذبذباتِ التي صدرت، بَقِيَ بعيداً عنها.

المسافة نفسها فضّل ميقاتي الوقوف عندها، بما يتعلّق بمعركةِ الجيش كما بحث سلسلة الرُّتب والرواتب والسّلّة الضريبيّة وكلّ القيل والقال الذي دار حولها، لكن أشدّ ما يُلفت النظر إليه، أنّه بقي بعيداً عن التشنّج الحاصل بين دار الفتوى والرئيس سعد الحريري حول عدمِ سيرِ الأخير باعتبار يوم الجمعة يوم عطلة. هنا كان وقع اندثار "اتّهامات التخلّي عن الصلاحيات" مدوّياً، حتّى تركهم يقولون: "عجباً، كيف ترك ميقاتي هذا الموضوع يذهب دون اهتمام"، لكنّه عاد وعالجها بـ"استفاقةٍ" على انتقادِ الحكومةِ عبر بيانٍ أصدرهُ بالأمس، يردّها متابع إلى نصيحةٍ ربّما تلقّاها من مُقرّبين منه، تدعوه إلى عدم الغياب كثيراً عن "ملفّات البلاد" كي لا يتحوّل إلى عنوانٍ للخبر بدل أن يكون مُعلّقاً عليه.

في غِمارِ الاشتباكِ القائمِ حول الملفّات والمواضيع الحسّاسة، اختار ميقاتي الاختباء وتفضيل عدم إصدار أيّ صوت، لا سلبيّ ولا إيجابيّ، حتّى يتّضح مسار الأمور. يقول المراقبون إنّه -ربّما- ينتظر بلورة الواقع المُستجدّ الذي قد يحمل معه تغيّراتٍ في السياسات الداخليّة على وقع المُتغيّرات الإقليميّة الحاصلة، لكنّ هذا الواقع قد يحمل معه قَضمَاً جديداً لحقوقِ "أهل السنّة" الذين باتوا يعيشونَ على بيئةٍ تتعرّضُ لهزّاتٍ ارتداديّةٍ مُتتالية، فوجههم السياسيّ ماضٍ في الصّفقات، ونَجِيبَهُم لم يَعُد يعرف أين يقف.

وفي ظلّ عدم معرفة موقع الوقوف هذا، أقواسٌ عدّة تُفتَح عن القراءة الجديدة التي ربّما هي سبب في غِيابَ ميقاتي عن السّاحةِ حتّى بلورةِ الخِطابِ المُلائِم لها، هنا يتسلّل سؤالٌ حول إمكانيّة أن يكون ميقاتي قد قرّرَ العودةَ مُجدَّداً إلى دائرةِ حزب الله بعد ملاحظته ابتعاده المُستجدّ عن مُحيط ريفي الذي ألزمه الانفتاح عليه سابقاً، رفع سقف مخاطبة الضاحية ما أوجب استخدام عبارات مُعارضةٍ قاسيّةٍ لم تَسُغها أو تهضمها الأخيرة.

وعليه، يبني المُتابعون فرضيّة أنّ ميقاتي تلزمه في هذه الأيّام أنماط تجاهلٍ تامّ لانتقاد الحزب كخطوةٍ أولى ربّما تقودهُ نحو تصحيحِ العلاقة مع الضاحية. هذه القراءة تبني أُسسها إحصاءات تُشيرُ إلى قدرتِهِ على الفوزِ بالانتخابات كالسنّيّ الأوّل، ما سيُعيده مربّع الاهتمام مع انكفاء الحريري اللّاحق عن الساحة كإحدى نتائج "الهزيمة المُتوقّعة له" في الانتخاب. تقود هذه القراءة إلى فهمِ أنّ ميقاتي يحاولُ مهادنة فمعازلة حزب الله لاستثمار ذلك لاحقاً بعد فوزه وتشكيله -ربّما- لحكومةِ العهد الثانية!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة