لا ينسى رئيس المحكمة العسكرية الدائمة السابق العميد خليل ابراهيم يوم نَظَر في عينَي بلال ميقاتي "أبو عمر"، ذابح العسكري المخطوف علي السيد. مشيرا الى انه "يومها شعرتُ بالخوف من نظرة عينيه. كان ذلك عندما سألته إن كان نادماً وإن كان سيُكرّر جريمته، فردّ: ما في مشكلة أبداً". الفتى الذي لم ينبت شعر لحيته بعد، دخل قاعة المحكمة العسكرية، ومن دون أن يعبأ بالعسكريين المحيطين به، قال: "ماذا أفعل بينكم يا كفرة؟".
يقول العميد ابراهيم: "استفزّتني وقاحته، رغم صغر سنه، فسألته: شو إنت ذابح دجاجة وجايبينك؟"، فردّ قائلاً: "نحن نطبّق الشريعة. بدل ما كون هون، كان يجب أن أكون في الرقة استعدّ لتنفيذ عملية استشهادية ضد النظام وحزب الله". لا تنتهي القصص الصادمة التي يسردها الضابط المتقاعد الذي بات مؤرِّخاً لـ"حقبة الإرهاب" في لبنان، بعد ست سنوات قضاها في استجواب أمراء شرعيين وقادة عسكريين ومقاتلين وذبّاحين من حَملة فكر تنظيم القاعدة وداعش. فترة تكفي لخلق مخزونٍ كبير حول أسلوب عمل الجهاديين .
"أخطر الموقوفين هو نعيم عباس، لكنه حالة استثنائية لا تتكرر"، يردّ ابن بلدة بليدا الجنوبية من دون تردد. يروي ابراهيم كيف كان يتهرّب عبقري التفجيرات "أبو اسماعيل" من المحاكمة، ولمّا سأله ابراهيم عن ذلك وعن استمرار عزله لوكلائه، ردّ: "لشو بدي جيب محامي، لحتى يعمل إدغام لعقوبات الإعدام، كي أُحكم إعداماً واحداً عوضاً عن خمسة أحكام إعدام؟". بالنسبة إلى رئيس المحكمة السابق، فإنّ عمر ميقاتي "أبو هريرة" مجرمٌ خطير محكومٌ بالثأر.
يقسم العميد ابراهيم أحداث عرسال إلى اعتداءين. الأول يوم مقتل النقيب بيار بشعلاني والرتيب خالد زهرمان، والثاني ما عُرِف بـ"غزوة ٢ آب". يؤكد رئيس المحكمة العسكرية أنّ علي الحجيري المشهور بـ"أبو عجينة" ومصطفى الحجيري المشهور بـ"أبو طاقية" متورطان في هذا الملف، ويُضيف: "أبو طاقية دعا إلى الجهاد ضد الجيش من مسجده وهذا موثّق بالصوت والصورة". أما "أبو عجينة مع ولديه الاثنين فقد كانوا يدلّون المسلّحين إلى الطريق الذي سلكه العسكريون".
يرى العميد ابراهيم أنّ أبرز إنجازٍ قامت به المحكمة العسكرية كان عقد مصالحة لإنهاء ملف طرابلس. ويعتبر أنّ ملفات طرابلس الأخطر تتركز ضمن سبع مجموعات إرهابية، يُستبعد منها قادة المحاور في باب التبانة. ويعدد رؤساء هذه المجموعات الذين ينقسمون بين داعش والنصرة: ابراهيم بركات ومعن سكاف وطارق خياط وخالد حبلص وشادي المولوي وأسامة منصور وأحمد ميقاتي.
وردّاً على سؤال عمّن قصّر في أداء واجبه أو غطّى مطلوبين قال: طلبت العقيد المتقاعد عميد حمود وخالد الأبرش مرّات عدة، لكن كان يأتيني الرد بعدم العثور دائماً. هل يُعقل أن الأجهزة الأمنية لم تعثر عليهما وعنوان سكنهما معروف؟. ويكشف ان: "هناك أشخاص لم يتم الادعاء عليهم، وهذا أمر مستغرب. مثلاً، سالم الرافعي لم تستدعه النيابة العامة رغم ورود اسمه في كل الملفات المتعلقة بالإرهاب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News