برّي والمشنوق ينتظران معجزة!

"ليبانون ديبايت" - المُحرِّر السياسي

يبدو أنّ اعتماد الهويّة البيومتريّة في الانتخابات المُقبلة وصل لحائطٍ مسدود، كذلك تقريب موعدِ إجراء الانتخابات ليكون في أواخر الخريف الحاليّ، بعد اتّخاذ رئيس مجلس النوّاب قراراً بتعليقِ الجلسات التشريعيّة حتّى انتهاء مراسم عاشوراء.

وينتهي إحياء مراسم الذكرى يوم الأحد المُقبل أي مع دخولنا بتاريخ 1 تشرين الأوّل، ويمكن أن يدعو الرئيس برّي لجلسةٍ عقب يومين أو أكثر من هذا التاريخ، وهو ما يصلح لأن يطيّر رهانات وزير الداخليّة نهاد المشنوق وتحذيراته من تخطّي مُهلة البدء بالإجراءات التنفيذيّة للهويّة الجديدة التاريخ المذكور أعلاه.

وسبق للمشنوق أن أوضحَ بشكلٍ صريحٍ أنّه حتّى يكون اعتماد الهويّة البيومتريّة في الانتخاباتِ المقبلة "بخير" يجب أن تبدأ الوزارة بالإجراءات التنفيذيّة مع الشركة الملتزمة لإصدار الهويّات البيومتريّة من واحد تشرين الأوّل.

وهذا يعني، في حالِ عدم دعوة برّي لجلسةٍ في واحد تشرين الأوّل، أن تكون الهويّة البيومتريّة، وفقاً لتصريحاتِ المشنوق، في خطر.

وبحسب المعلومات التي تناقلتها أوساط سياسيّة لـ"ليبانون ديبايت" فإنّ الرئيس برّي لن يُبادر إلى الدعوة لجلسةٍ تشريعيّة لحين بلورة الأجواء الخلافيّة، وما يُؤكّد على ذلك الأجواء الضبابيّة الراهنة التي تشهدها مسألة البحث بالهويّة البيومتريّة والتسجيل المسبق.

وهي الأجواء التي ستنعكسُ على الهويّة البيومتريّة، وتوحي بأنّ لا هناك انتخابات على أساسها في انتخابات أيّار المقبل. فما هو البديل؟ هل يمكن أن يكون تقريب موعد الانتخابات؟
التمس برّي على ما يبدو أنّ هناك صعوبة في تطبيق هذا الطرح، بعد أن وجد مُعارضةً أساسيّةً له، ما قد يؤدّي إلى انشقاقٍ في حال طرحه في المجلس.

وبحسب معلومات "لييانون ديبايت" فإنّ طرح تقريب الانتخابات جُمِّدَ حاليّاً. وتقول مصادر نيابية متابعة لـ"ليبانون ديبايت" إنّ هذا الاقتراح "سيتمّ استخدامه كسلاحٍ عند استشعارِ الخطر على مصيرِ موعدِ الانتخابات النيابيّة".

ليكون بذلك البديل لاعتماد الهويّة البيومتريّة وتقريب موعدِ الانتخابات هو التسجيل المسبق واعتماد الهويّة القديمة كوسيلةٍ للاقتراع. وهو الاقتراح الجدّيّ الذي تمّ طرحه في اجتماع اللّجنة الوزاريّة الأخير المكلّفة البحث بالانتخابات. وكان الحريري أكثر ليونةً من كلِّ مرّةٍ تجاه هذا الطرح.

الطرحُ الحاليُّ بالتوازي مع انتظار المعجزة التي لها أن تُعيد إحياءَ الهويّة البيومتريّة ضمن المُهَلِ التي حدّدها المشنوق، يعني ضرورة السعي لإقناعِ الحريري بالتسجيل المسبق، وإقناع التيّار الوطنيّ الحرّ بالوقت نفسه باعتماد الهويّة القديمة وجواز السفر لمرّةٍ واحدة في الانتخابات المُقبلة على أن يتمّ اعتماد البيومتريّة لاحقاً مع وجود وقتٍ كافٍ لإنجازها.

إذاً، ينتظر السياسيّون اليوم معجزةً لإنقاذ الهويّة البيومتريّة، لا ندري كيف يمكن أن تُترجَم. إلّا أنّ المصادر تستبعد حصول هذه المُعجزة، لا سيّما وأنّنا تقنيّاً أمام مهمّة شبه مستحيلة، وهي إصدار 800 ألف هويّة بيومتريّة شهريّاً، بالحدّ الأدنى، خلال الأشهر القليلة المتبقّية قبل موعد الانتخابات المُقبلة، إذا كان العدد المطلوب 3 مليون و800 هويّة بيومتريّة.

فهل الدولة قادرة على هذه المهمّة الصعبة؟ وهي التي أثبتت عجزها أمام كلّ استحقاق...!