في قراءة سياسية موجزة لتطورات الوضع السياسي الداخلي، مشهدا ومناخا ومسارا وخارطة تحالفات وعلاقات ومصالح، يمكن الملاحظة انه هناك توتر سياسي متصاعد بين التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل وبين مجمل القوى والأحزاب السياسية ما عدا حزب الله.
فهناك توتر مستجد مع تيار المستقبل يضع في خطر التحالف الانتخابي الذي كان شبه محسوم ولم يعد مؤكدا. وإذا كانت تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق تعبر عن رأيه الشخصي وليس عن رأي الحريري، فإنها بالتأكيد تعكس مناخا جديدا لدى المستقبل تجاه باسيل ترجم في مقاطعة شاملة للجولتين التي قام بهما في عكار والبقاع الغربي.
بالاضافة الى توتر متواصل مع الحزب الاشتراكي كان بدأ مع مقاطعة النائب وليد جنبلاط للرئيس عون (عدم زيارة قصر بعبدا عدم الترحيب بالرئيس عندما زار الشوف مرتين لحضور احتفال في دير القمر ولعقد جلسة مجلس الوزراء في قصر بيت الدين). وبلغ نقطة الذورة مع إقدام باسيل على تنفيذ عملية اقتحام سياسي في منطقة عاليه مطالبا بالعودة السياسية الى الجبل وبإكمال المصالحة المنقوصة والعودة الجزئية.
كما يلاحظ انه هناك توتر خفي مع القوات اللبنانية بدأ يخرج الى العلن وتجاوز الحد المسموح به في عملية حفظ اتفاق المصالحة وصيانته. ويحصل هذا التوتر لأسباب سياسية تتعلق بالموقف من النظام السوري وحزب الله، ولأسباب أخرى لا تقل أهمية تتعلق بالشراكة في الحكومة والدولة.
بالاشارة الى ان اللقاء الثلاثي في كليمنصو كان من أهدافه تطويق حركة باسيل ونفوذه وطموحاته، والملاحظ أيضا أن القوى الثلاث تحرص على الفصل والتمييز بين الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل، فتحيد رئيس الجمهورية وتحصر حملتها برئيس التيار. ولكن هذا الفصل لا يتناسب مع واقع الحال، فاستهداف باسيل يصيب بشكل أو بآخر العهد ويعد استهدافا غير مباشر للرئيس عون.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News