المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 07 تشرين الثاني 2017 - 01:00 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

"نادر الحريري".. رئيساً للحكومة!

"نادر".. إلى "السراي"

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح


قبل أن نبدأ بعد "الكفوف" التي نالها الوزراء والنواب والشّخصيات والكتل السياسية من جرّاء تقديم الرئيس سعد الحريري لاستقالته، هل سأل أحدٌ عن هويّة الشخص الذي ورده أكبر قدرٍ من الاتصالات الخليويّة بعد إعلان الاستقالة وكيف تعامل معها؟ طبعاً لا، لأنّ "طراطيش كفوف سعد" دوّخت الجميع وأدخلتهم في دوّامةٍ خلّت توازنهم، حتّى لدى دائرة أقرب المقربين كان الوضع حرجاً وكان من الصعب إحصاء الآثار الجانبيّة للضربات.

يضع أحد النواب حفنة أسئلةٍ على طاولة مجلسٍ خاصٍّ شهد على قراءة وتحليل أبعاد الاستقالة، ضمّه إلى جانب حشدٍ من الأصدقاء: "هل تعرفون الشخص الذي تلقّى الصفعة الأقصى على وجهه ونام ليلته "طبّ" بعد أن وُضع في موقفٍ لا يُحسد عليه؟" ينظر الحاضرون في أعين بعضهم دون أن تجد الإجابة الشافية سبيلاً إلى شفاههم، فيتلقف المبادرة عنهم ويجيب "هو نادر، ابن عمته (الرئيس الحريري)، الذي أبلعه الموس.. ويا له من موس!".

كان في هذه الأثناء "الشيخ نادر" يجلس في بيت الوسط وإلى جانبه والدته النائب بهيّة الحريري يصفق راحٍ على راح حزناً على الحال الذي وضعه فيه ابن خاله! ولم يجد من يواسيه غير الوزير جبران باسيل الذي أعلن تضامنه معه ومع عائلته معتبراً أنّهم والرئيس الحريري "حالٌ واحدٌ".

لم يكن أكثر المتشائمين ليظنَّ أنّ الحريري يمكنه أنْ يتجاوز "نادر" بهذا الشكل، سيّما وأنَّ الرجل حاك تقريباً ثلاث أرباع سياسات "الرئيس المستقيل" ورسم القدر الأكبر من مشواره الحديث، فلا يجوز ردُّ الجميل بهذه الطريقة!

يقول النائب، أنَّ وصله بالتواتر، أن "نادراً" علم بأمر استقالة الرئيس الحريري عبر الهاتف عن طريق أحد الأصدقاء الذي اتصل مستفسراً، فغلبت عليه الصدمة وتسرّع في إغلاق السمّاعة ليتابع ما يحصل. وفي قراءة الأسباب لديه، يعتبر أنَّ نادر "مش طيبة علاقتو معن (قاصداً السعوديين).. الشباب هونيك مش هاضمينو ولمّحو للحريري عدّة مرّات بتغيير المستشار.. الزلمي متّهم بميشال عون!".

أساساً مغادرة الحريري بيروت خطوةٌ فيها الكثير من الريب وانطبعت بشيءٍ من السريّة، ولو أنّه "سيد تصرفاته" لكان سأل مستشاره (نادر) ووجد لديه المشورة دون أن يجتاز البحار، لكنَّه على هدى من أنَّ "ابن عمته" لن يسير معه في طرحه وربّما كان ضغطَ عليه وثناه، واستناداً، لا يعقل أن يصطحب "نادر" معه إلى الرياض، وفضَّل عدم إبلاغه بأي خطوةٍ ليكون متحرراً من أي ارتباط.

وعلى ذمّة أحد الحاضرين، "لو أن الرئيس الحريري يجيد قيادة الطائرة بنفسه لترك طاقمها في بيروت وذهب وحيداً إلى الرياض ولم يشأ اصطحاب أحدٍ معه".. فـ "ربَّ ضارةٍ نافعة" هي فعلته، إذا ما قارنّاها في شكلٍ آخر، وربَّما تكون مفتاحاً لـ"نادر" لتضعه في سدّة المسؤولية وليس نسج السياسات من خلف كواليسها.

لا يُخفي النّائب أنَّ ثمةَ صعوبةً اليوم في مكان، أن يُطرح "سُنياً" نفسه لخلافة الرئيس الحريري وهو يعلم ثقل ما ترك، أيضاً ليس "نادي رؤساء الوزارة" في وارد التسميّة سيّما وأنَّ غالبية أعضائه غارقين في الإعداد للمعركة الانتخابية، حتّى أنَّ شخصياتٍ سُنيّةً أخرى تُفضّل الابتعاد عن حدود جاذبية هذا الموقع حالياً نسبةً للأعراض ذاتها، فيصبح إذاً الخيار في أن نذهب نحو شخصيةٍ وسطيةٍ أو أقلّه "شخصية مرغوب فيها وصاحبة خبرة ويُتفق عليها" تصلح لشغول هذا الموقع لفترةٍ انتقاليةٍ محدودةٍ تدير أمر الانتخابات -إذا ما اعتبرنا أنَّ الانتخابات ما زالت حاصلةً.

ويصلح التشبيه أعلاه أن ينطبق على السيد نادر الحريري. واذا ما ركنّا إلى كلمة "متّفقٍ عليها"، لن نجد أفضل منه لترجمتها، وهو الذي يحظى بكيمياءٍ جيدةٍ جداً مع أكثر من طرفٍ سياسيٍّ أساسيٍّ، مع حركة أمل (وخلفه حزب الله)، مع التيّار الوطنيّ الحرّ (وخلفه قصر بعبدا)، داخل تيّار المستقبل ومع الحزب التقدمي الاشتراكي.. لذا يصلح لأن يكون "رجل المرحلة".

وما يُعزّز من حظوظ "نادر"، أنَّه خيّط تحالفات وتسويات الرئيس الحريري الأقصى في الزمن الصعب، وكان صاحب "الصلحة الشهيرة" مع فريق الرئيس عون قبل أن يصبح رئيساً، التي أسست لعلاقة حبٍ عميقةٍ ولّدت تسويةً مفاعيلها ما تزال قائمةً إلى اليوم تضبط إيقاعها ورقة "جبران - نادر" المتهمة ببلورة شكل "الصفقات" في العهد.

وأمام دور نادر وعلاقاته خاصةً مع العهد، ترتفع حظوطه في أن يكون "حصان طروادة" الذي ينقل البلاد من حالةٍ إلى حالة، وما يعزّز من هذه الفرضية، عدم التماس أنّ لديه مشاريع نيابيةً راهنةً أبداً..

خلاصة النائب في حديثه، أنّ "نادر" ينفع في هذه المرحلة، هو الرجل الأفضل وفي ظلِّ الانقسام الحاصل، هو الأكثر تجميعاً للتوافقات، ويصل لإدارة البلاد لفترةٍ انتقاليةٍ تسبق الانتخابات على رأس حكومة من ذوي الاختصاص غير الحزبيين (تكنوقراط) بعددٍ محدودٍ من الوزراء تتكفّل بنقل البلاد من ضفةٍ إلى ضفة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة