المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الأربعاء 29 تشرين الأول 2025 - 07:16 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

مورغان أورتاغوس متهمة بقتل مواطن لبناني!

مورغان أورتاغوس متهمة بقتل مواطن لبناني!

"ليبانون ديبايت" _ عبدالله قمح


الحفلة شغّالة في بيروت لاستقبال وتوديع مورغان أورتاغوس. على مدى أيام، انشغلت مطابخ الصحف بطهو أجود أنواع الأطباق الشرقية، وافتقدت الحفلة إلى “عراضات” الممثل السوري أيمن رضا الشامية، وإلى سؤالٍ "فلته" عن قَصّة الشعر!


قبيل قدوم مورغان أورتاغوس، بصفتها مستشارة للبعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، كان الإسرائيليّ مشغولاً بفلاحة أرض الجنوب بالغارات. مسموحٌ له أن يحرث الأرض على مدار العام، بينما يُمنع (أو يُمنَح) مزارعو الزيتون سبعة أيام فقط لقطاف محصولهم برفقة الـ"دراونات". مسموحٌ لصواريخ إسرائيل أن تفلح أرض الجنوب “البور” على عينك يا دولة، بينما تُلاحق صواريخ حزب الله لأنها تتسبّب ب"تخمة للسيادة الوطنية".


مورغان أورتاغوس، العائدة من جولةٍ ساديةٍ على حدود لبنان الجنوبية برفقة ضباطٍ وجنود الاحتلال، سبقتها إلى بيروت أنباء وتسريبات عن رفض الولايات المتحدة تزويد الجيش اللبناني بسلاحٍ ثقيل.


المطلوب من الجيش، بحسب فرمان “الباب العالي” في واشنطن، عند إنجاز مهمة نزع سلاح الحزب، أن يُسلّم أسلحته الثقيلة (إن وجدت) إلى إسرائيل، وألّا يعبرها إلى ما بعد نهر الأولي! سيقاتل الجيش بالجوارب، والشحّاطات، والرناجر، وبـ150 دولاراً تقدّمها الولايات المتحدة، وسيستغني عن وجبات اللحم بعلب التونة.


وزير البيئة يتخذ قراراً بمنع صيد الطيور. المسيرات تمارس القتل بحق بنو آدم وليس من يمنعها. تتأهب دوريات شرطة الوزارة والبلدية لملاحقة قتلة العصافير وناشري الصور على سطوح السيارات، بينما تمنح مُسيرات الموت رخص تسهيل مرور.


مورغان أورتاغوس نسيت هذه المرة زيارة مصفّف الشعر. اختارت تمشيط الدور الرئاسية كلها، من عين التينة إلى بعبدا.


لم يشأ أحد أن يطرح عليها سؤالاً عمّا كانت تفعله في غرفة عمليات المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي في صفد المحتلة يوم الأحد المنصرم.


بينما كانت مورغان تسرح وتمرح في بيروت، غابت المسيّرات سوى عن التحليق على علوّ مرتفع غالباً لعدم تشكيل أي إزعاج.


كان البقاع ما زال يلملم أشلاء الشهيد علي الموسوي، الذي أُشرفت مورغان أورتاغوس على اغتياله حين اختار جيش "بنيامين نتنياهو" الاستعراض أمامها وأمام ضباط القيادة الوسطى الأميركية في قاعدة صفد، فانتقى هدفاً في البقاع وضربه وقتله على مرأى منهم وعلى الهواء مباشرة.


في دولة الـ"بلا ركاب"، تصبح الحلزونة شعاراً للسياسات. “فتّت الكراعين” لن تعيد إحياء العظام الرميم، ومن لا يمتلك بيضات، فلن تنفعه مستودعات “هوا تشيكن”.


مورغان أورتاغوس قتلت مواطناً لبنانياً. الجميع في الدولة يعلم، من كبيرهم إلى صغيرهم.

قبلها، هدّدت فريقاً لبنانياً بمحوِه على يد إسرائيل.

قبلها جالت في أراضٍ لبنانيةٍ محتلة برفقة المحتلين.

وقبلها تغزّلت ببنيامين نتنياهو الذي كان يقتل أطفال لبنان.

لاحقاً جلست في حضن قائد القيادة المركزية الأميركية الجديد، ودعت لاحقاً السفير الأميركي المعيَّن حديثاً مايكل عيسى إلى عشاءٍ على شرف دماء أهل الجنوب. وبين هذه وتلك، أغلقت حسابها على “إنستغرام” في وجه اللبنانيين.


كل ذلك لم يستدعِ موقفاً، لا من يوسف رجّي، ولا من أكبر “كوع” في الجمهورية.

رجّ الرجي على وقع تغريدات السفير الإيراني مجتبى أماني والوزير عباس عرقجي، ولم يهتزّ له ضفر، حتى بعد سقوط صاروخٍ قتل مواطناً تحت إشراف السيدة أورتاغوس.


في جمهورية “الصيصان”، يُلاحق القضاة مدخّن سيجارة حشيشة أو سائق دراجةٍ بلا خوذة، أو حتى هنيبعل القذافي أو أيّ شخصٍ ارتكب جريمةً منذ ثلاثين عاماً.


في جمهورية “النعامة”، يثور سمير جعجع لتحرير “عين التينة غراد”، ويعلن مارك ضو نصره على “المحور الإيراني” عبر صورة "تجليطة" في أثناء تكلمه عبر الهاتف. ينشغل وضاح صادق بـ“كتف سحر”، ويضع بلال الحشيمي رجلاً في البور وأخرى في الفلاحة، ويهرطق مروان حمادة انتخابياً، وينشغل أحمد الخير بالاقتصاص من قريبه، ويفتقد البدر نبيل بين الملعب البلدي والدوحة.


في دولة “أم وليد”، "يَقرط" الضيوف المبعوثين الساسة من أكبرهم إلى أصغرهم، ولا يجرؤ أحدٌ على قول “آخ”.


في جمهورية المزرعة، يأكل حوت الطيران كل فرخٍ حتى أصغر سردينة. وفي جمهورية “كركلا”، يرقص الجميع على أنغام "سكربينة" مورغان أورتاغوس، ولا أحد يجرؤ على السؤال.


على أي حال، حملت مورغان معها مزيجاً من الأسئلة والتوصيات والنصائح حول «أفضل سلوك» يمكن إعتماده في مفاوضات باتت شبه محسومة مع العدو، ولو شاء الكارهون أن يخفوا.


طرحت أورتاغوس خلال جولتها القصيرة، مسألة حمّلها إياها الإسرائيليين، تتضمن "معطيات" حول كيفية نجاح حزب الله بنقل الأسلحة وتخزينها في مواقع محددة في لبنان. الأهم فيما نقلته، يتعلق بصيغة “هجينة” مستمدة من "تركة" المبعوث السابق عاموس هوكشتين، تقوم على توسيع الـ“ميكانيزم” وجعلها صالحة للتفاوض، وتطعيمها بشخصيات دبلوماسية من مستوى موظفٍ في وزارة الخارجية وخبيرٍ تقني، لتتولّى التفاوض تحت إشراف دولي - عربي.


الشطر الأخير سيتكفّل بتسويقه رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، الذي يزور بيروت ببركة “مؤتمر شرم الشيخ للسلام”، بوصفه ضامناً للمسار.


وخلال الأيام المقبلة، سيطلّ توم براك، لا بصفته مبعوثاً، بل خاتمة لمشروع مبعوث.


ستكون مهمته الأخيرة التقاط الأجوبة السياسية اللبنانية على الطبخة الأمنية التي وزّعتها أورتاغوس، وسيعلن بعودته أن الملف انتقل رسمياً إلى وزارة الخارجية الأميركية، بشخص المساعد الجديد لملف الشرق الأدنى، السفير جويل ريبرون، ومساعده في بيروت السفير مايكل عيسى.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة