بعد تظاهرة عوكر...هذا ما فعلته السفارة الأميركيّة!

كتبت "الديار" اللبنانية:
كانت السفارة الأميركية في عوكر خائفة جدا من التظاهرات التي أعلنت الأحزاب انها ستسير بها نحو مقر السفارة في عوكر وتهاجم السفارة الأميركية هناك. وأجرت اتصالات بالمسؤولين اللبنانيين طالبة منهم الحفاظ على مقر السفارة الأميركية وخاصة موظفيها وان السفارة الأميركية تضم 325 موظفا بينهم 280 أميركياً. فكان جواب المسؤولين اللبنانيين ان السفارة ستكون في حماية تامة ولا يوجد أي خوف عليها. لكن التقارير التي رفعها المسؤول الأمني داخل السفارة قالت ان هنالك خطراً حقيقياً من تسرّب عناصر متطرفة الى قرب السفارة الأميركية ورمي قنابل يدوية عليها. انما من خلال خطة امنية فعلية جرى وضع قوى الامن الداخلي في الواجهة واستقر الامر على خطة دفاعية لحماية السفارة الاميركية تصل دائرتها الى 3 كلم بعيدة عن السفارة ولا يستطيع احد ان يجتاز مسافة 3 كلم ليقترب مترا واحدا نحو السفارة الأميركية، سواء من ناحية ضبيه من شاطئ البحر، او من ناحية انطلياس، ام من ناحية طريق بكفيا - انطلياس، حيث ان هنالك طريقاً تتفرع عن طريق بكفيا - انطلياس وتتجه نحو السفارة الأميركية، لكن الخطة الفعلية لحماية السفارة الاميركية قام بها العماد جوزف عون قائد الجيش اللبناني الذي قام باستنفار فوج المغاوير في ثكنة المغاوير في بلدة روميه ووضع خطة عسكرية محكمة بشكل انه اذا حصل طارئ فان فوج المغاوير سيقوم بالتدخل بقوة بالغة تمنع أي اجتياز لخط الكيلومترات الـ 3 البعيدة عن السفارة الأميركية.
وبالفعل قامت قوى الامن الداخلي والفهود بمنع اجتياز المتظاهرين حواجز الفهود من ضبيه باتجاه السفارة، كذلك منعت أي اجتياز من ناحية بكفيا باتجاه السفارة. في الوقت الذي كانت قوات المغاوير في الجيش اللبناني على أهبة الاستعداد للانطلاق بحالة طوارئ صفر، أي ان المغاوير هم في آلياتهم المصفّحة وبكامل أسلحتهم ولا ينتظرون الى الامر لينطلقوا فورا.
واثر منع الفهود وقوى الامن الداخلي المتظاهرين وحصول رشق بالحجارة على قوات الفهود التابعة للامن الداخلي، انسحبت أحزاب كبيرة من التظاهرة وبقيَ شبان تابعون لحزب الجماعة الإسلامية وبدأوا يرشقون قوات الفهود بالحجارة، وتم اعتقال 10 عناصر منهم تحت تهمة اثارة الشغب.
وفي هذا الوقت، بقيت طريق السفارة آمنة كاملا واستطاع الموظفون والجميع الوصول الى السفارة والخروج منها. وقد ارسلت السفارة الأميركية الى واشنطن رسالة تشيد فيها بجهود قوى الامن الداخلي وقوات الفهود فيها وانها لعبت الدور الرئيسي في حماية السفارة الأميركية من الاقتراب منها كليا وبقاء المتظاهرين على مسافة 3 كلم، فيما ذكر تقرير السفارة الأميركية ان العماد جوزف عون قائد الجيش اللبناني كان قد وضع خطة طوارئ لفوج المغاوير وقوى النخبة في الجيش اللبناني للتدخل في حال استطاع المتظاهرون اختراق قوى الان الداخلي، لكن ذلك لم يحصل، انما لو حصل فان فوج المغاوير وقوات النخبة في الجش اللبناني كانت ستؤدّي الى محاصرتهم فورا واعتقال العشرات منهم، إضافة الى ردعهم بالقوة واجبارهم على عدم التحرك كليا باتجاه السفارة الأميركية.
وأشار تقرير السفارة الأميركية الى ان الجيش اللبناني بقيادة العماد جوزف عون هو الضمانة الكبرى سواء لحماية السفارة الأميركية او حماية السفارات الأجنبية او الحفاظ على الامن والاستقرار على الأرض من خلال قيادته العسكرية الكاملة والحاصلة على خبرة قتال ووضع خطط طوارئ وحماية، نظرا الى خبرته الميدانية منذ ان كان ملازماً في الجيش اللبناني حتى وصل الى رتبة عماد قائد الجيش اللبناني.
وقد ارتاحت واشنطن وخاصة البنتاغون الأميركي لحماية السفارة الأميركية في بيروت لانه في الأردن وصل المتظاهرون الى السفارة الأميركية وعلى أبوابها انما قوات الامن الأردنية منعتهم من الدخول الى السفارة، كذلك في مصر كذلك في العراق، وكذلك في دول عربية أخرى، انما في لبنان كانت السفارة الأميركية في ظل حماية كبيرة ومنعت عنها أي خوف او تشويش او ضغوطات، ولم يتغير أي شيء في وضع حركة السفارة الأميركية في يوم التظاهر نحوها، ولم يصل المتظاهرون الا الى مسافة تبعد 3 كلم عن السفارة الأميركية في عوكر.
كما انه حصل انتشار في منطقة مارينا ـ ضبيه من قبل القوات المسلحة اللبنانية، كي لا يحصل اطلاق أي صاروخ من نوع كاتيوشيا او اطلاق قنّاص بندقية حربية كبيرة للقنص، وتم مراقبة كل الموجودين في منطقة مارينا ـ ضبيه التي تطل مقابل السفارة الأميركية من شاطئ ضبيه الى موقع السفارة الأميركية في عوكر.

(الديار)