"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
أعلن رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع من معراب، أمس، ترشيح وزير الشؤون الاجتماعيّة بيار بو عاصي عن المقعد الماروني في بعبدا، في خطوة اعتبرها البعض استفزازيّة في الزمان والمكان، وضربة قاسية للحليف - الشقيق في عقر داره.
وفي جولة انتخابيّة سريعة، يبدو أن "القوّات" بدأت حملتها قبل غيرها من الاحزاب السياسيّة، وفي وقت سبقت فيه تاريخ إقرار القانون الانتخابي الجديد، وتحديداً في بداية شهر آذار يوم أعلن جعجع ترشيح الدكتور فادي سعد للمقعد الماروني في منطقة البترون، ناقلاً "الامانة النيابيّة" من النائب انطوان زهرا الذي تمنّى ترك الندوة البرلمانيّة افساحاً في المجال أمام جيل الشباب، الى رفقيه القوّاتي الذي حصل على شبه اجماع آراء الاستشارات الرسميّة التي دعت اليها الامانة العامة.
"القوّات" تابعت تنظيم أوضاعها الانتخابيّة الداخليّة، كاشفةً تدريجيّاً عن أسماء "المُرشّحين الجنود" الذين ستخوض من خلالهم المعركة الانتخابيّة. فانتقلت من الشمال، الى بعلبك الهرمل، لتُعلن ترشيح انطوان حبشي عن المقعد الماروني في الدائرة. توجهت بعدها نحو دائرة كسروان ــ جبيل لتضع يدها بيد رئيس بلدية جبيل السّابق زياد حوّاط، وتؤكّد تمسّكها بمرشّحها شوقي الدكاش، فعماد واكيم عن المقعد الأرثوذكسي في الاشرفيّة، قبل أن تتوجّه جنوباً لتتبنّى ترشيح عجاج حدّاد عن المقعد الكاثوليكي في عاصمة الشلال جزين، لتصل اليوم الى بعبدا مُتسلّحة بوزيرها النشيط.
استعجال "القوّات" في الاعلان عن اسماء مرشّحيها في الدوائر التي ستشهد أشرس المعارك، طرح الكثير من التساؤلات حول نيّة الحزب الحقيقيّة وراء هذه التصرّفات، وفي هذا التوقيت بالذات، إذ تعيش القوّات ظروفاً دقيقة جدّاً، وتوتّراً كبيراً في علاقاتها مع حلفائها، يُحتّم عليها درس خطواتها جيّداً و"التريّث" أكثر حتّى يتوضّح المشهد السياسيّ العامّ.
مصادر قواتيّة أكّدت لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "القوّات ليست على استعجال بل على العكس، حرصت على بدء حملتها الانتخابيّة والكشف عن اوراقها في وقت مُبكر، احتراماً للاستحقاق ولجدّيته. فهي راهنت منذ اليوم الأوّل على انطلاقة العهد أنّ الانتخابات النيابيّة ستجري في موعدها، ووفق قانون انتخابي جديد، فانطلقت بحملتها قبل فترة طويلة، ايماناً منها بأنّ التمديد لن يتكرّر، وأن الاستحقاق مقبل لا محالة، ما يحتّم العمل بسرعة وتنظيم العمليّة أكثر فأكثر، بعكس قوى سياسيّة اخرى كانت تتوقّع تطيير الانتخابات النيابيّة، فـ"تريّثت".
وشدّدت المصادر على أنّ "اختيار المُرشحّين ليس بالأمر السّهل والذي يتّخذ القرار بشأنه سريعاً وفي الدقائق الاخيرة، بل يستوجب استشارات داخل المنطقة والحزب، وتدقيق في تاريخ كلّ شخصيّة، ومدى قربها من الناس وحماسها للعمل التشريعي البرلماني، إذ إنّ هذا المرشّح يمثّل الشّعب بالدرجة الاولى وعليه ان يملئ هذا المقعد ويؤدّي دوره جيّداً وبأمانة، كما أنه يعكس صورة الحزب التي يُمكن ان تتشوّه نتيجة تصرّفاته السيئة. من هنا حرص "القوّات" دائماً على اختيار المُرشح أو البديل الانسب وعلى ان يكون البرنامج الانتخابي مُقنعاً ومنطقيّاً لتحويل الوعود المكتوبة الى تصرفّات ميدانيّة فعليّة".
وعن الكلام الكثير الذي طاول ترشيح بو عاصي بالذات، أكّدت المصادر أنّ "اسم الوزير كان مطروحاً ومتداولاً منذ فترة، وهو من السياسييّن الذين يمكنهم أن يكونوا قيمة مُضافة في ايّ موقع يشغلوه، وتجربته في الشّأن الوزاري كانت مُشجّعة جدّاً وأثبتت لـ"القوّات" أنّه "الشخص المناسب في الموقع المناسب". ونفت "أيّة رسالة يعمل الحزب على ايصالها من خلال ترشيح بو عاصي في بعبدا، بل هو يخوض اللعبة الديمقراطيّة والمنافسة التي يفرضها القانون الانتخابي الجديد".
وأكدت هذه المصادر أنّ "القوّات لا تعاني اليوم من أيّة ظروف سيّئة، بل على العكس لا تزال تحافظ على شعبيتها التي زادت مع تمسّك الحزب بثوابته، كما أنّ التحالفات السياسيّة وعلى الرغم من أهميّتها الكبيرة ليست العامل الوحيد للفوز، على اعتبار ان الصوت التفضيلي في القانون الانتخابي الجديد، فرض التنافس حتّى ضمن الحزب والفريق الواحد، وحجّم المحادل الانتخابيّة". وكشفت عن "توجّه قريب جدّاً للقوّات بغية الاعلان عن اسماء مُرشّحين جُدد وقع الاختيار عليهم وفق الاصول المُتبعة، والرحلة من معراب الى زحلة اقترب موعدها!".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News