"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
برفقة عشرات العناصر الأمنية، قصد رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل، مع الوزيرين رائد خوري وطارق الخطيب، جبل محسن في طرابلس، منذ يومين، لافتتاح مكتب التيار. مشهد مسلّح تلاه عبارات بينها "شفلي مبيّن الفرد ع خصري"؟ صدرت عن أحد مرافقي باسيل استفزا الأهالي الذين رفضوا أساساً مجيئه إلى المنطقة، وفقاً لأحد أبناء الجبل. كما عمد مسؤول منسقية جبل محسن مع بعض المنتسبين في التيار إلى إزالة لافتات مرحّبة به، وصوراً له، منذ يوم السبت.
دخل باسيل جبل محسن متحدّياً أهلها، غامزاً من منطقة الجميزات في طرابلس، أثناء افتتاحه مكتباً للتيار، قبل وصوله إلى "الجبل"، إلى أنه "لن تكون هناك أيّة منطقة محرّمة علينا"، فحوّل المنطقة الشمالية إلى ساحة معركة، جاعلاً من نفسه عدواً وهميّاً، باعتبار أنّ هذا التحدي لا يصب لصالحه، إن بين العلويين، الطرابلسيين بشكل عام، أو مع تيار المردة الذي حاول باسيل إيصال رسالة له، لكنه فشل، ما عمّق الفجوة التي يعمل البعض على سدّها بين التيارين.
يدرك باسيل أنه "مغضوب عليه" من قبل عدد كبير من أبناء الطائفة العلوية، الذين استدرجهم بالوعود التي قدمها، عبر مسؤولين في التيار الوطني الحرّ، مقابل الانتساب إلى التيار، لكنه لم يف بها.
عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي علي فضة يوضح لـ"ليبانون ديبايت"، حقيقة المسألة التي بدأت منذ ستة أشهر، إذ تم التوافق على افتتاح مكتب في المنطقة على أن ينتسب بعض الشباب إلى التيار مقابل توظيفهم.
وهذا ما حصل، انتسب حوالى 550 فرداً إلى التيار، وذلك بعدما تحدّث هؤلاء الشباب مع المسؤولين في "العربي الديمقراطي"، لكن لم يجر أي نقاش حول الأمر بين الأخير والتيار، وفقاً لفضّة، الذي يؤكد على أنّه لا يحق للحزب منع أي شخص من اختيار الأنسب له، خصوصاً أنّ الموضوع يتعلّق بباب رزق، والحزب لن يقف بوجههم طالما أنه لا يمكنه تأمين البديل.
بعدما حصل الشباب على بطاقات الانتساب، وانتخاب علي سليمان رئيساً للمنسقية. بدأ هؤلاء يشعرون بالغبن، ويُعاملون كمنتسبين درجة ثانية، إذ لا يتم دعوتهم إلى مناسبات التيار، كما يقابلهم في كل مرة شخصية مختلفة مسؤولة في التيار، فإرتابهم الشك، أضف إلى أن أحداً من الشباب لم يحصل على وظيفة حتى ذلك التاريخ.
ويؤكد فضّة أنّ العلاقة مع التيار كحليف جيّدة، لكن منذ أسبوعين تقريباً، وخلال اجتماع بأحد كبار المسؤولين في التيار، (بحسب وصف فضّة)، في جونيه، فُرض على الحزب الاختيار بين "الوطني الحرّ" أو تيار المردة، "وهنا ظهرت العقلية التي يعمل بها بعض المسؤولين في التيار".
يوم السبت، قصد الشباب مكتب "العربي الديمقراطي" وقدموا بطاقات انتسابهم لعضو المكتب السياسي علي فضة، محتجين على معاملة كوادر التيار لهم، الأمر الذي دفع الحزب والمجلس الإسلامي العلوي إلى التضامن معهم، واعتذروا عن استقبال باسيل، إلّا أن الأخير قرّر تحدي الجميع، فقام بعض الشباب وفي مقدمتهم سليمان بتمزيق صور باسيل وإزالة اللافتات المرحّبة به، ما أدى الى اعتقال البعض، ثم اطلاق سراحهم.
يوضح عضو المكتب السياسي أن المنتسبين هم أشخاص يحتاجون إلى العمل فقط لا غير، ولا يعلمون بعقيدة التيار أو النظام الداخلي أو البرنامج السياسي، لكن باعتبار أن التيار حليف أساسي، فلا يمكن منع الشباب من خوض تجربة الانتساب مقابل تلك الوعود التي لم تتحقق، في ظلّ تقصير الدولة تجاه أهل المنطقة. ويؤكّد أنّ تيار المردة لم يبخل في تقديم الخدمات حين كان وزراؤه في الحكومة، لافتاً إلى أن "المردة" خدم كل أهل طرابلس.
في السياق ذاته، يوضح أحد أبناء جبل محسن لـ"ليبانون ديبايت" أن كوادر التيار لم يدخلوا يوماً إلى جبل محسن، الا مرة واحدة، عند انتساب هؤلاء الشباب، وبقية الاجتماعات كانت تُعقد في جونيه. ويشير الى أن افتتاح المكتب تمّ بعد تأجيله من الساعة الرابعة حتى السادسة فالسابعة، حتى تمكّنوا من استقطاب بعض الأشخاص من زغرتا والكورة، بحضور بعض مشايخ المجلس لحفظ ماء الوجه، مشيراً إلى أنّ فور خروج باسيل من المنطقة، لم يبق أثر لأية "دعسة خطاها باسيل في المنطقة"، سوى الأعلام المرفوعة على المكتب.
ويؤكد أن رسائل باسيل موجّهة للمردة وللعربي الديمقراطي في آن معاً، بأنه الأقوى والتيار المتمدّد الذي لن يتوقّف إلا بعدما يسحب الجميع ويبيدهم، لكن الواقع يبدّد هذا الحلم المكسور، وما حصل يومي السبت والأحد يؤكد أنّ لا خبز لباسيل في المنطقة. ولفت إلى أن "باسيل أراد الاستيلاء على عباءة الزعيم رفعت عيد ليرتديها، لكنه أدرك أنها ليست على مقاسه".
ويشير إلى أن تيار المردة الذي يقدره ويحترمه الجميع لم يسع يوماً لافتتاح مكتب في المنطقة احتراماً لأهلها ومراعاة للحساسية التي قد تخلقها هذه الخطوة، في الوقت الذي كان بإمكان النائب سليمان فرنجية المبادرة إلى اقناع زعيم المنطقة وأبنائها، باعتبار أنّ التحالف الذي يجمع "العربي الديمقراطي" والمردة متكامل على جميع الأصعدة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News