"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
في حزيران 2016، ترك النائب روبير فاضل "العمل التشريعي والسلطة وميزاتها، ليكون جنديّاً في حركة وطنيّة مدنيّة اصلاحيّة وازنة ومُستقلّة، بعيدة كلّ البُعد عن الصراع على السّلطة وتقاسُم مغانمها". بهذه الكلمات لخّص سعادته السّابق مقاله الذي اختصر فيه تجربته السياسيّة واعتبره أوّل خطوة في رحلته الإصلاحية، كاشفا عن سرّ ابتسامته العريضة يوم قدّم استقالته من مجلس النوّاب واستيقظ من نومٍ طويلٍ ليجد الطريق الى تحقيق حلم الإصلاح.
يومها، لم يخرج النائب الشّاب وحده من البرلمان، بل أخذ معه عباءة "آل فاضل" التي ارتداها والده النائب السّابق الرّاحل موريس فاضل ووضعها على المقعد الارثوذكسي في عاصمة الشمال لعشرين عاماً. بعدما قرّر الانتقال من مجال الاعمال الى عالم السياسة، مُسجّلاً لنفسه خطوة جريئة أقدم خلالها على مقاطعة انتخابات 1992 النيابيّة على الرغم من أنّها كانت الأولى التي تُنظّم بعد انقطاع طويل، قبل ان يعود ويستعيد منصبه عام 1996، ويشغله حتّى سنة 2009 حين قرّر عدم الترشّح، وتسليم الراية الى نجله روبير والرحيل تاركاً الأمانة بأيد أمينة.
كان من الضروري سرد هذه التفاصيل لمعرفة مدى رمزيّة وأهميّة المقعد الارثوذكسي في طرابلس، الذي وللمرة الأولى سيشغله نائب من خارج عائلة فاضل، والذي لا يزال حتّى السّاعة شاغراً بعد مرور سنتين تقريباً على الاستقالة، نتيجة فشل القوى السياسيّة في اجراء الانتخابات الفرعيّة. فمن يملأ هذا المقعد في السّادس من أيّار المُقبل؟
أوساط طرابلسيّة أكّدت لـ"ليبانون ديبايت" أن "العين على المقعد الارثوذكسي مفتوحة من قبل كلّ الاحزاب والقوى السياسيّة والمجموعات المدنيّة، الاّ أنّه بحسب الأصوات الموجودة في الدائرة وكيفيّة توزيعها، فإنّ النّاخب السّني هو الذي يُحدّد مصير هذا المقعد. فيما ترتفع حظوظ المُرشّح الذي ينال كذلك أصوات الطائفة الارثوذكسيّة شرط أن يحصل على ألف وخمسمائة الى الفي صوت تفضيليّ، مع الأخذ بعين الاعتبار واقع المعركة ووضع المُرشّح في كلّ لائحة".
ولفتت الأوساط الى أنّ "المُستقبل يعتمد سياسة التمهّل والترويّ قبل الاعلان عن اسماء مُرشّحيه خصوصاً في الشّمال ومن بينهم عن المقعد الارثوذكسي، نظراً للتغيّرات التي حدثت في البيت الداخلي للتيّار وخروج بعض النوّاب منه، ولا يزال يبحث عن البديل المُناسب". في المقابل، تشير الى "تداول اسم أنطوان حبيب الذي يتمتّع بعلاقة جيّدة مع المُستقبل وكذلك مع التيّار الوطنيّ الحرّ الذي يضع عينه على المقعد الماروني عبر مرشّحه مستشار وزير الطاقة والمياه طوني ماروني".
بدورها، كشفت الأوساط عن أنّ "الوزير السّابق اللواء أشرف ريفي الذي يتحضّر جيّداً للانتخابات ويُعدّ العدّة المطلوبة لفوزه، يسعى ايضاً للكسب أرثوذكسيا ويدرس في هذا المجال ترشيح ابنة النائب السّابق سليم حبيب، مايا حبيب حافظ".
وأشارت الى "أنّ المُنافسة ستكون قويّة على المقعد الأرثوذكسي في الدائرة الانتخابية التي تضمّ طرابلس - الضنية - المنية، خصوصاً في ظلّ الهجمة المدنيّة التي بدأها المجتمع المدني في كلّ الدوائر لا سيّما في الشمال التي تعاني من الفقر والحرمان. ويطمح ريفي في تغيير المشهد واخراج المنطقة عن اطارها السياسيّ التقليديّ والزعماتيّ، وهذا ما عبّر عنه النقيب السّابق لمعلمي المدارس الخاصة في لبنان نعمة محفوض الذي دخل اليوم في معركة جديدة انّما هذه المرّة انتخابيّة بعدما خاض تلك النقابيّة".
وأضافت أنه "بالنسبة الى الوزير السّابق نقولا نحّاس الذي أعلن سابقاً أنّه جزء من المشروع السياسيّ لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي لا يزال وضعه غامضاً بين الاعتكاف والترشّح، في حين لا يزال تيّار المردة متأرجحاً في معركة الأرثوذكسي مع مرشّحه المحتمل ابن الميناء رفلي دياب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News