"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
شغل العميل السابق لوكالة الأمن القومي إدوارد سنودن العالم بعدما سرّب لوسائل الإعلام وثائق عن برنامج تجسسي سري لـ"سي أي آي". سنودن اللاجئ في روسيا، حالياً، يُعرف بـ"المطلوب الأول والخائن" بعدما وضعته واشنطن على لائحة "فاضحي أسرار أميركا"، في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
فيديو وزير الخارجية جبران باسيل المسرَّب الذي وصف فيه رئيس مجلس النواب نبيه برّي بـ"البلطجي"، ليس "سرياً للغاية"، لكن مفعوله لبنانياً أخطر من برنامج تجسس. والدليل أن عملية البحث عن هوية "سنودن اللبناني/ة" مستمرة، وشغلت المواطنين بعدما هزّ الفيديو الأمن الحزبي بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل. وعمد مناصرو الأخير إلى اقفال الطرقات بالاطارات المشتعلة، واطلاق نار في الهواء، ورفعوا شعارات دفاعاً عن "نبيههم"، محقِّرة زعيم التيار، طاولت رئاسة الجمهورية.
الفيديو المسرّب لم يفضح ما في النوايا، بل جاء مكمّلاً لسلسة من الشتائم والتهم طاولت الجبهتَين. النوايا مكشوفة منذ ما قبل زعامة باسيل، لكن الأخير فجّرها، وشظاياها لن ترحم "لبنان.. كل لبنان"، سياسياً وشعبياً وانتخابياً، هذا إنْ جرى الاستحقاق النيابي، إذ يتكشف يوماً بعد آخر أنّ اللبنانيين هم أَوْلى بنسفها وليس الخارج.
لكن مَن دخل/ت التاريخ اللبناني، اليوم، في ظلّ تراشق الصفات الطائفية بين الجهتَين، والتي تبدأ بالتقزيم ولا تنتهي بالعمالة، الانتحاري/ة، الذي/ التي يتوجّب على حزبه/ا، أو الجهة المنتمي/ة إليه/ا، حمايته/ا، بصفته/ا "عميل/ة حزبي/ة"، زعزع/ت استقرار "الوطني الحرّ" المترنّح داخلياً، أساساً، وقطع/ت كل السبل التي كانت باستطاعتها جمع عين التينة ــ بعبدا ــ اللقلوق، يوماً ما، مع الأخذ بعين الاعتبار ما سيجرفه التيار من تداعيات مرتقبة.
مطلوب/ة حيّ/ة ... مع تعميم صفاته/ا... والتشديد على تاء التأنيث، بعدما توجّهت الأصابع الالكترونية نحو رئيسة قسم حزب الكتائب اللبنانية في بلدة محمرش ريمي شديد على أنها مسرّبة فيديو باسيل، باعتبارها إحدى الحاضرين، بعد التمعُن في الزاوية التي صُوّر منها الفيديو.
تهمة "العميل/ة الحزبيّ/ة"، اليوم، بالإضافة إلى أنها حرّضت العونيين المناهضين لباسيل على شتمه، علناً، هذه المرّة، فضحت بلطجيين كثر من قبل الفريقين، شعبياً وسياسياً، لم يبخلوا بنعت بعضهم بأقل ما يقال عنها إنها عبارات سوقيّة مقرفة.
قد تتحوّل جريمة "العميل/ة" إلى مخرّبة للأمن والاستقرار اللبنانيين، باعتبار أنّ ما أقدم/ت على فعله قد يعيد البلاد إلى تلك الفتنة التي يتوق اللبنانيون إلى إحيائها. ومن يدري، قد تصبح قضيته/ا وطنيّة، في حال طارت الانتخابات، باعتبار أنه/ا أطلق/ت الشرارة الأولى وحوّل/ت الحرب من الكترونية إلى الشوارع، وترك/ت البلد يسرح بمجرميه عبر تمديد آخر طائفي هذه المرّة. ويمكن في هذه الحالة إلصاق مزيد من التهم بالمسرّب/ة، وتحميله/ا مسؤولية النفايات، والسرقة، والفساد، والمحاصصة، والذل على أبواب المستشفيات، والبطالة، وأنه/ا هو/ هي من اخترع/ت لعنة الطوائف، بذلك يُبكّل ملفه/ا للقضاء عليه/ا. ما قبل المسرّب/ة ليس كما بعده/ا، كان البلد ينعم بالأمان والعيش المشترك، ومشبّعاً بالحقوق، والرقابة، والشفافية، جاء/ت العميل/ة المندسّة، وقضى/ت على كل النِعَم.
كما تمكّن/ت المتهم/ة من إيصال الرسالة إلى أبيدجان، حيث تجمهر رجال "أمل" أمام السفارة اللبنانية هناك، هاتفين "بالروح بالدم نفديك يا نبيه"، مهددين رئيس التيار، ما يعني أنّ مؤتمر باسيل للطاقة الاغترابية المقرّر في المدينة العاجية، تأجل حتى اشعار آخر. وفي ظل الفوضى بين لبنان وأبيدجان، يتوجب على السلطات العمل على التهدئة لبنانياً وأبيدجياً، قبل أن ي/تصبح العميل/ة مطلوب/ة للإنتربول.
جمهور 14 آذار اعتبره/ا بطل/ة مشاكس/ة، باعتبار أنّ باسيل لم يكلّ عن توجيه التهم وعزل أحزابها، فيما اتهمه/ا فريق 8 آذار بالعميل/ة، والجاسوس/ة، والخائن/ة، والمحرض/ة على الفتنة، على الرغم من أن الاجتماع لم يكن خاصاً بالتيار، بل شمل كل الأحزاب والأطياف. وفي هذه الحالة، يجوز تبرئة "العميل/ة" وإدانة بطل الفيلم، باعتباره يدرك تماماً أنّ الكلام "عليه جمرك"، بحضور الجيش الالكتروني المتأهّب لكل رسالة متعمّدة أو عن غير قصد، لأن من يريد "تكسير الراس" عليه تحمُّل "وجع الراس".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News