المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الأربعاء 31 كانون الثاني 2018 - 02:00 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

باسيل الى الخطة "ب"?

باسيل الى الخطة "ب"

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

مرّ دخان الدواليب المنبعث من غضب "الحركيين" على خير باستثناء مشهديّة "ميرنا الشالوحي". ولو لم تشرد الاحتجاجات صوبها لكنا قلنا أنها تنفيس احتقان فقط، لكن الوصول إلى "مركزيّة التيار" يستولد مشهداً ليس بالسهل تجاوزه ويعطي صورةً عن المسار الذي يسلكه النزاع بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري.

هذا المسار تبدأ معالمه بالوضوح، ويظهر أنها من النوع "الاسود" خاصة إذا ما بقي التوتر السياسي هذا الاسبوع على حاله، ما قد يؤدي الى تطيير جلسة مجلس الوزراء. لغاية اللحظة، لم يجرِ توزيع جدول اعمال الجلسة وليس هناك من معلومات حول اكتمال انجازه أم لا، ما يعني أن لا جلسة الاربعاء وربما الخميس مبدئياً. وفي انتظار جلاء الرؤية على مستوى الاتصالات، يبقى احتمال سقوط الجلسة هو الاعلى.

ما جمّد في حرب التيّار والحركة هو الجزء المتّصل بردّات الفعل في الشارع، وما جرى الابقاء عليه دون أن تطاله التغييرات هي المتعلّقات التي تحمل مفردات النزاع واسبابه، ما يعني أن صلاحية استخدام الشارع لم تنتهِ طالما أن اسباب النزاع لم تسحب بعد، بل لها مفاعيل رجعيّة دائمة تصلح لاعادة الاستخدام كلما اضطرَّ السياسيون إلى ذلك.

لكن ثمّة طرف سياسي واكب ما حصل، يعتبر أن الوزير باسيل "لم تكن تفرق معه" الاعتراضات، لان ما صدر عن لسانه لم يكن زلّة بقدر ما هو كلام مقصود، إن لم نقل أنه عن سابق اصرار.

وفي الشق الاخيرة اشارة واضحة إلى أن مواقف باسيل في الكنيسة –برأي هؤلاء- لم تكن بريئة، كونه كان على علمٍ مسبق من أن الدعوة عامة وليست خاصة بعكس ما اشار اليه الكلام التبريري الذي ساقه بعد "غارته". والاكيد أن باسيل يعلم أن امكانية تصوير اللقاء وتسريبه مرتفعة.. فهل تقصد ايصال رسائل مفخخة؟

ثمة من يجيب بنعم! وتبريره أن باسيل هو أكثر من يحتاج الى رفع عيار الازمة مع عين التينة قبل الانتخابات، لأن التيار اعتادَ منذ عام 2005 على وجود خصم سياسي يقف على طرفي نَقيض. وبعد ان تنازل التيار الازرق عن اداء هذا الدور، فتش عن تيار ثانٍ ليجد ضالته في حركة امل، التي تحمل –بالنسبة الى التيار- ذات الاسباب التي شكلت أرضيّة الخلاف مع المستقبل سابقاً.

يؤسس الطرف السياسي افتراضه في ان حراك باسيل ليس بريء بل مبني على سلسلة الخسارات التي قال الوزير انه وقع فيها خلال الفترة القصيرة الماضية:
1. خسارة اولى في الموافقة على قانون انتخاب عاكس الاستطلاعات الراي
2. خسارة ثانية في تمرير تعديلات كمرسوم في الحكومة ترسله الى مجلس النواب
3. خسارة ثالثة في الانتقال الى لجنة تطبيق القانون املاً في تحقيق الاصلاحات ثم اجبر على الخروج منها ناعياً الاصلاحات.

وتبعاً لهذه التساؤلات استُليدت شُعَب ومتفرعات عن الاسئلة ليست اقل منهم شأناً:
- هل يخفي باسيل في صدره اموراً سياسية تتخطى مسألة المرسوم؟
- هل كلامه في الكنيسة هو نوع من انوع رد الخسارة التي جاهر بها؟

هناك احداث مترابطة يمكن ان يستخلص منها ايجابات للرد على التساؤلات والشعب اعلاه.

اولها ان الوزير جبران باسيل كان يدفع صوب القوانين المختلطة ومع تيقّنه من صعوبة تمرير احدها، ثم قبل على مضض بقانون نسبي وما آنسه أنّه ذات وجه أكثري.

ثانيها انه قصف القانون وهو ساخن بخطاب اعلن فيه بدء معركة ادخال تعديلات متحاججاً تارةً بالاصلاحات وطوراً بان القانون غير متجانس.

ثم شن الحملات عليه، اولاً عبر الدفع بتمديد مهلة تسجيل المغتربين دون القاطنين، ما اخذ وقتاً واجتماعات غير منتجة، ثانياً اختياره قبل فترة قصيرة من الاقتراب في دخول المهل، الانقلاب على نفسه ليصبح مطالباً بالتسجيل المسبق للقاطنين..!

ومع اقراره بعدم امكانية تمرير اي من الاقتراحات خرج على الاعلام ناعياً الاصلاحات ومقراً بخسارته للمرة الثالثة.

ثمة شعور لدى سياسيين مسنود على وقائع، من ان خطوات باسيل اعلاه وما تضمنته فلتات لسانه، كان القصد من وراءها التأسيس لجو يخدم تأخير الانتخابات الى أمد يسمح بتوفير شروط ادخال تعديلات على قانون الانتخاب عبر التفاوض (والحديث عن تأخير لعدة اشهر)، بحيث يصبح هناك صوتان تفضيليان بدل واحد، ما سيعزز من حظوظ نفسه وتياره السياسي كما تيار حليفه الجديد.

لكنه لم يفلح في مسعاه فأعلن السقوط واقرّ بالخسارة، ليتأكد من حتميّة السير نحو الانتخابات بصفر تعديلات على عكس ما يشتهي، لذا غير تكتيكه بحيث انتقل من سياسة الابتزاز الى الاستفزاز، وأصعب صوره تجلّت في "غارة الكنيسة" ووصفه لرئيس بري بـ"البلطجي" متوعداً بتكسير رأسه.

ربما رسم باسيل امامه أن في افتعال المشكل ذات النوع الكبير مع الرئيس نبيه بري تحديداً يكون قد أسّس لدحرجة كرة ثلج تكبر كلما كبر المشكل ما قد يؤسّس لخلق جو من الاحتقان السياسي الذي يصلح لكي يستعمل مادة لتأجيل الانتخابات تحت ذرائع "الامن الداخلي المبعثر والخضّات السياسيّة السائدة".

هنا مبعث تساؤلات الجهات وخوفها، من ان تكون "حركة الكنيسة" ملعوبة ومقصودة، ثم استغلالها واللعب على وترها قد يكون مقصوداً ايضاً. ومن جملة المقصود، تكبير الحجر عبر ايحاء مصادر باسيل انه ليس بصدد الاعتذار، ما سيبقي وتيرة التصعيد على ما هي عليه لا بل قابل للتمدد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة