"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
ليس عبثاً أن يضع رئيس الجمهورية ميشال عون يده شخصياً على ملف الانتخابات النيابية في التيار الوطني الحرّ، مفنّداً أسماء المرشحين. العماد الذي استراح ميدانياً، يبدو أنّ الثقل العائلي يتعبه، ما يدفعه إلى العودة، ولو سراً، إلى استلام مهام سلّمها إلى أيادٍ على أساس أنها "مدرّبة على هذا الحِمل"، في حين جلس هو على كرسي الرئاسة.
وليس سهلاً أن يحيط المرء نفسه سياسياً بمقربين وأقرباء. الرئيس أدرك مسبقاً أنّ تسليم زعامة التيار الوطني الحرّ، الموقع الأحب إلى قلبه، لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل (صهره)، لن يُعفيه من المشاكل الداخلية والخارجية. قرر الاحتفاظ بصفة الجندي المجهول الذي يديره من خلف الكواليس، باعتبار أنّ هذا الموقع تصارع عليه بعض القادة. أضف إلى أنّ من ناضل في التيار، كرمى للعماد، لم يبتلع تسلُّم باسيل، منهم من أُقيل، وغيرهم استقال، وآخرون انشقوا لتشكيل جبهة عونية تحاكي "العونيين الأصيلين".
ما بين ذلك اليوم والأمس "رقّع" الرئيس شروخ كثيرة داخلية وخارجية بين المقربين والأقرباء، وصولاً إلى الأسبوعين الأخيرين اللذين حفلا بالمطبّات عشية الانتخابات النيابية.
ويبدو أن الصراع العائلي القائم، خصوصاً بعد تسريب صور اللقاء بين باسيل ومرشحي كسروان، بالمقر الرئيسي للتيار، في سنّ الفيل، منذ أيام، الذي أظهر العميد المتقاعد شامل روكز (الصهر الثاني) بدور ثانوي ضمن لائحة الرئيس، أزّم الخلاف، ودفع عون إلى تسلُّم زمام الأمور الانتخابية، الأمر الذي صبّ لصالح رئيس البرلمان نبيه بري.
لم يرض العميد المتقاعد التحجيم، باعتبار أنّها ليست المرة الأولى، خصوصاً أنّ ردود الفعل السلبية تجاه الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان وقعها قاسياً على محبّي "المغوار". وردّ هؤلاء على باسيل، معتبرين أنّ نشر الصور متعمّد، تبعاً للخلافات المزمنة بين الصهرين.
وترجم روكز غضبه عبر تضامنه مع بري، على خلفية فيديو باسيل الذي شتم فيه رئيس مجلس النواب. وجاءت التغريدة كالصاعقة، باعتبار أنّ العبارة كنّت "الاحترام" لبريّ، في الوقت الذي انقسم فيه الشارع وانهالت الشتائم على باسيل.
على الجهة الأخرى، وقف مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق الياس بو صعب في الصفّ الأمامي بموقف المدافع غير المباشر عن بري، بعدما انتقد مقدمة محطة "أو تي في"، التي طاولت الأخير على خلفية مرسوم الأقدمية. واعتبر أنها لا تعبّر عن التيار و"أدبياتنا"، لافتاً الى أنّ لا قرار من "الوطني الحر" أو رئيسه لإجراء تقارير تلفزيونية تهاجم رئيس مجلس النواب.
جواب كان كفيلاً لشنّ هجوم برتقالي على بو صعب لم يرحمه، كاشفة المحطة نوايا إدارييها تجاه الرجل، فأصبح "العميل المزدوج، والطارئين، ومرخص الدكاكين، وسارق أموال النازحين...".
وعلى الرغم من أن المستشار احتمى بالرئيس للردّ على مَن تهجموا عليه، "وهو الكفيل بمعالجة المسألة"، يشير صمته على ملفات عدة تجنّب فضحها، وغيابه عن اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الأخير، إلى انقلاب ناعم على باسيل يحضّره إلى جانب بو صعب كل مَن أُهين عونياً، قبل شتم بري بسنوات، وبعده.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News