مليون عن كل طالب في "سانت ريتا"... الأهالي والأساتذة يصعّدون

"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

انطلق، أمس الاثنين، الإضراب التحذيري لأساتذة التعليم الخاص لمدة 3 أيام، وهو إضراب يسبق النية الجدية بإعلان الإضراب المفتوح، وفق ما أكّد نقيب المعلمين رودولف عبود. واعتبر أن الأوضاع في ما يخص اعتراف المدارس الخاصة بالقانون 46 والدرجات الست للمعلمين تتجه من سيء لأسوأ في ظل إصرار المدارس الخاصة على تحميل أعباء تطبيق هذا القانون للأهالي، إضافة إلى إصرارها على عدم الاعتراف بالدرجات الست للمعلمين.

على الجهة الأخرى، يستمر الأهالي بخوض معركتهم الشرسة دفاعاً عن الأهالي وحق أولادهم بالتعلم من دون تكاليف زائدة تزيد طين الأقساط النارية بلة، وتحمّل الأهالي ما لا يستطيعون تحمله لا سيما بعد موجة الغلاء التي تجتاح البلد مع البدء بتطبيق الزيادة على القيمة المضافة.

ومع احتدام المعركة بين الأهالي والمدارس الخاصة وأساتذتها، وتحييد المبادرة التي وعد بها رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير التربية مروان حمادة بتبنيها مع تطور الأوضاع السياسية مؤخراً، فوجئ الأهالي بتوقيع رئيس لجنة الأهالي في مدرسة "سانت ريتا - ضبية" فؤاد الزغبي على زيادة الأقساط مليون ليرة لبنانية عن كل طالب.

وهو التوقيع الذي كان دونه أجواء من السخط والاعتراض في أوساط الأهالي الذين أكدوا لـ"ليبانون ديبايت" أنهم يتوجهون لتوقيع عريضة ضد قرار رئيس اللجنة. بينما يعلّق الأخير توقيعه على شماعة "مصلحة الطلاب". ويؤكد للموقع أن "قرار التوقيع مثل أي قرار يُتخذ في لبنان ينقسم الناس حوله بين معارض وموال، واللجنة لها استقلاليتها وأسبابها، ومصلحة الطلاب فوق أي اعتبار". ويكشف الزغبي عن اللقاء الموسع الذي تتوجه اللجنة والمدرسة لعقده مع الأهالي في الأيام المقبلة لشرح وتوضيح كل الأمور لهم.

بدوره، يؤكد الأب بشارة الخوري رئيس مدرسة "سانت ريتا" في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن المدرسة لم تجبر اللجنة على التوقيع، بل قامت اللجنة بذلك بكامل إرادتها واقتناعها "بعد اجتماع مطوّل تم فيه كشف الأوراق، وتوصلنا خلاله لتفاهم واضح".

ولا يستغرب الخوري الاعتراض الحاصل حول إقرار الزيادة، "لأن هناك أهالي كان لديهم مشكلة حتى مع القسط القديم"، ويرى أن "المعترضين هم من الأهالي الذين لم يتواصلوا بشكل مباشر مع لجنة الأهل ولم يستمعوا للمبررات التي تحتم الزيادة، التي كانت مبنية على عرض واضح وشامل لكل الحسابات والمداخيل والمصاريف".

ويفسر الخوري المبلغ الذي تمت إضافته على قسط كل طالب (مليون ليرة)، وهو مبلغ مضاعف عن الزيادات التي أقرتها بعض المدارس الخاصة الأخرى على الأقساط، بعدد التلاميذ القليل نسبةً لأعداد الأساتذة، "إذ أنه عندما يكون عدد التلاميذ كبير تتقلص الزيادة والعكس صحيح". وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيادة شملت القرار 46 من دون الدرجات الست.

وتعليقاً على إمضاء الزغبي الذي يأتي مخالفاً لقرار 24 مدرسة منتسبة لتكتل اتحاد لجان أهالي المدارس الخاصة في المتن، يؤكد المتحدث الرسمي في الاتحاد سعيد فاخوري أن لجنة الاهالي في مدرسة "سانت ريتا" جديدة، انتُخبت في منتصف الشهر الماضي، وهي غير منتسبة للتكتل.

ويشير فاخوري في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أنه تم التواصل مع لجنة الأهل المعنية في الأيام القليلة الماضية، "واللجنة لديها معطياتها الخاصة عبر تفاهمات قامت بينها وبين الإدارة والأساتذة، ونحن نحترم خصوصية كل لجنة". ويؤكد على أن هذا التصرف لن يؤثر على معركة الاتحاد التي يشنها دفاعاً عن الأهالي غير القادرة على دفع زيادة الاقساط.

فـ"المطلوب عدم تحميل الأهالي عبء زيادة الأقساط لأنهم غير قادرين على حملها، ونتفهم المعلمين ونحن مع تحصيل حقوقهم وتطبيق القانون 46 ولكن ليس على حساب الأهل، واستعمال الطلاب كورقة ضغط".

وفي ما يخص الأهالي المتضررين من قرار اللجنة في مدرسة "سانت ريتا"، يؤكد فاخوري أنهم في حال لجأوا للاتحاد سيلجأ الأخير لعقد مفاوضات بينهم وبين اللجنة للتوصل إلى حلول، لأن الاتحاد لا يمكنه تخطي لجنة الأهالي.

وعن الخطوات اللاحقة للاتحاد، يقول فاخوري "منحنا المعنيين مهلة حتى 20 من الشهر الجاري لإيجاد الحلول المناسبة وإلا سنلجأ لخطوات تصعيدية للضغط من أجل الوصول إلى حلول قبل الوصول لمرحلة الامتحانات الرسمية آخر العام الدراسي، فلا نريد لأولادنا ان يكونوا الضحية" وهي الخطوات الذي يرفض فاخوري الإفصاح عنها، على أن يتم الإعلان عنها "في وقتها".