"ليبانون ديبايت"- كريستل خليل:
تشهد الشبكة اختناقات وبطء بالإنترنت، وشكاوى المواطنين تتوالى منذ دخول الانترنت لبنان أي قبل نحو 20 عاما، جراء الأعطال والبطء وخصوصا انها لا تلائم متطلبات تطبيقات الانترنت المتسارعة والتي تستدعي على نحو مستدام سرعات متزايدة. وكأي مشكلة في هذا البلد يتوجب على الدولة ايجاد حل لها، فتكثر الوعود والمؤتمرات والبيانات والتصريحات، باعثين الأمل بتحسن الوضع، لكن العكس صحيح.
وفي الوقت الذي بدأت بوادر شبكة 5G المعروفة بشبكة الجيل الخامس بالانتشار حول العالم، مواكبة الزيادة الهائلة في الأجهزة الذكية ومواكبة للتطور والتكنولوجيا، لا يزال لبنان يعاني من أبطأ، وأغلى وأدنى مستوى خدمة انترنت، في شبكتي 4G و3G. مشاكل تقنية، وسياسية، وأمنية حالت دون تقديم خدمة انترنت عالية الجودة للمواطن، الذي أصبحت حياته اليومية مرتبطة فعليا بشبكة الانترنت.
علت صرخة المواطن اللبناني أكثر من مرّة، وفي الوقت الذي حاولت وزارة الاتصالات في السابق ايجاد حلول لتخفيض تعرفة الانترنت على الشبكة الخليوية التي تعد من أغلى الأسعار في العالم، ونجحت بذلك، بقي اعتراض المواطنين على سوء وبطء خدمة الانترنت. أما في ما يتعلّق بتعذّر حصول بعض المواطنين على خدمة DSL من أوجيرو فحدّث ولا حرج. المشكلة لا تقع على جهة من دون أخرى، بل تتشاركها وزارة الاتّصالات ومديرية الصيانة، ومديرية التجهيز وهيئة أوجيرو وكل الأطراف المعنية بهذا الملف، والمتضرر المواطن "المعتّر".
حاولت بعض شركات الانترنت الخاصة المرخصة تقديم خدمات أسرع وأكثر جودة من تلك التي تقدمها الدولة، بهدف تأمين متطلبات المواطن. ويشرح أحد اصحاب تلك الشركات لـ"ليبانون ديبايت" الأزمة عند أوجيرو هي في الامدادات وتوصيل الشبكات السلكية، ومعظم الصعوبات التي تواجهها تبدأ من هذا المنطلق. أما نحن، نقدم خدمات انترنت لاسلكية، بالتالي لسنا بحاجة لأية امدادات، ويمكننا التحكم بسرعة الانترنت وجودتها، بحسب ما يرضي المواطن.
ويشير الى ان هناك محاولات دائما لإعاقة عملنا كشركات خاصة، منها في ما يتعلّق بالتضييق علينا لعرقلة خدماتنا المقدمة، وابطائها، وتأخيرها بسبب المنافسة، ومنها يتعلّق بتأثير حالة الطقس على خدمة اللاسلكي. وبالطبع كثرة الضغط على الشبكة يؤدي الى ابطائها وعرقلة الخدمات. واعتبر ان الحل الأنسب يتمثّل في الامدادات السلكية التي تعد الحكومة منذ عقود ايجاد ممر لها، ولا شيء ملموس حتى الآن، حلول تطرح في مؤتمرات تحتاج الى سنوات لتنفذ، وتمر السنون ولا تُطبق".
ويوضح ان "تصريحي هذا يضر بنا كشركات خاصة لتوزيع الانترنت، لأنه اذا تمكنت أوجيرو من تحديث شبكتها فعليا كما هو موعود سنكون أكثر المتضررين، كون خدمة الانترنت تصبح أقل كلفة، وأسرع، ومتوفرة في كافة الأماكن، لكننا نسعى دائما لتحديث خدماتنا وتطويرها بجودة تتناسب مع المواطن حتى لو عبر اللاّسلكي، لأننا على يقين ان وعود الغير ستطول كثيرا حتى تنفذ، وهذا ليس بجديد".
لكن يبدو أنّ الدولة بدأت تدرك أنّ الانترنت بات حاجة يومية في كل المجالات، وأطلقت مسيرة اصلاح هيئة "أوجيرو"، وأتت وعود وزير الاتصالات هذا الأسبوع، لتؤكد ان واقع الاتصالات في لبنان سيشهد نقلة نوعية من حيث النوعية والسرعة لجهة تنفيذ خطة مرحلة الـOptical fiber والتي ستكون الأسرع في لبنان. بالإضافة الى بشارة من الوزارة انه تم العمل على شراء أحدث المعدات لنظام الهاتف الهوائي وتم تركيب 68 من أصل 72 برجا، ومع انتهاء تركيب الأبراج والمعدات الخاصة بنظام الـOptical fiber سيكون لدينا أسرع انترنت في لبنان.
نظرا لأهمية الانترنت في هذا العصر، يبقى السؤال في ما إذا كانت الوزارة ستحقق نجاحا شفافا لصالح المواطن بثمن عادل ووقت قريب، وتنهي معاناة اللبنانيين، في سابقة جديدة من نوعها تجاه المواطن، أم ان الوعود ستبقى حبراً على ورق؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News