"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
قبل استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض في الرابع من تشرين الثاني 2017، عقد "اللّقاء الأخير" مع رئيس حزب القوّات اللبنانيّة الدكتور سمير جعجع، في ظلّ أجواءٍ من التفاؤلِ والتطلّعِ بإيجابيّة الى أوضاعِ البلد العامّة، ومسار العلاقات بين الطرفين، ولكيفيّة انجاح الاستحقاق النيابيّ بعد انجاز القانون الانتخابيّ، واستكمال مشوار العهد القوّي باعتبارهما من أهمّ ركائزه.
يومها، لم يكن يعلم "الصديقين" أنّ اللّقاء المُقبل سيَطول، وقد لا ينعقد في الوقت القريب، وأنّ "الصدمة الإيجابيّة" التي أراد الحريري إحداثها، سترتدّ سلباً على علاقته مع جعجع، وتُشكّل ضربة موجعة لم تندمل جراحها بعد في الجسم "القوّاتي ــ المُستقبليّ".
ومع عودة الحريري الى لبنان، ورجوعه عن الاستقالة، عملت أوساط سياسيّة من داخل "القوّات" و"المُستقبل" على ترميم العلاقة، وتعبيد الطريق جيّداً من بيت الوسط الى معراب، وإزالة كافة المطبّات، بغية تأمين الأجواء المَطلوبة لجمع الحريري وجعجع في الوقت المُناسب. ومنذ ذلك الوقت حتى السّاعة، واللّقاءات تقتصر فقط على القيادييّن والوزراء والنوّاب والمُستشارين، والمُقرّبين، من دون أن تنجح الاتصالات بعد في تحديد موعد بين "الزعيمين".
الثلاثاء، التقى الحريري وزير الإعلام ملحم الرياشي في بيت الوسط بحضور وزير الثقافة غطاس خوري، وجرى البحث في الأوضاع العامّة والمُستجدّات، وذلك بحسب ما جاء في البيان. أما الأوساط السياسيّة، لديها رأي مُوسّع عن مضمون اللقاء وبعض تفاصيله، إذ أكّدت أنّ "الأجواء كانت إيجابيّة جدّاً، كما دائماً ولا سيّما عندما يكون الزائر عرّاب المُصالحات والتفاهمات وزير الاعلام ملحم الرياشي الذي يتميّز ايضاً بعلاقاته الجيّدة مع الجميع، وأسلوبه الهادئ غير الهجومي الذي ينعكس ايجاباً على خطواته ومهمّاته لناحية تقريب المسافات".
الأوساط أشارت الى أنّ "موعد لقاء جعجع والحريري لم يُحدّد بعد، بيد أنّ رئيس القوّات لن يتغيّب عن الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه المقررة في البيال، والاجواء حتّى السّاعة تُشير الى أنّه سيحضر بنفسه، وذلك لضرورات وطنيّة وشخصيّة قبل تلك السياسيّة، وتأكيداً على الثوابت ومسار الثورة والانتفاضة والنضال الذي يحمل الرجلان رايته. وبالتالي، فإنّ اللقاء سيتُمّ في الرابع عشر من شباط، الّا أنّه لن يكون ثنائيّاً بمعنى "الخلية الجانبيّة"، بل سيقتصر على المُصافحة "الحارّة"، التي ستخطف بالطبع عدسات المُصوّرين، وتتصدر العناوين لتتوالى بعدها التوقّعات والتحليلات"، لافتة في الوقت نفسه، الى أنّ "هذا اللقاء القصير سيُمهّد لاجتماع مُطوّل".
وأضافت الأوساط بالإشارة الى أنّ "الملفّ الانتخابيّ أخذ مساحة واسعة من وقت لقاء الحريري والرياشي، اذ جرى الاتفاق على أنّ أيّ تحالف انتخابي يجب أن يُراعي مصالح كلّ فريق أو حزب، على اعتبار أنّ القانون الانتخابي الجديد يفرض سلك هذا المسار، هو الذي ينقل الصراع حتّى الى داخل البيت الواحد فكيف بالأحرى على مستوى علاقات الأحزاب. من هنا ستكون التحالفات ذات ألوان سياسيّة مختلفة، باستثناء تحالف القوّات والقومي السوري او حزب الله الذي يُعدّ مُستحيلاً ومحسوماً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News