"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
في السّادس والعشرين من شهر آذار المُقبل، تُقفل نافذة المهل القانونيّة المُتعلّقة بتقديم تصاريح الترشيح والرجوع عنها، وتسجيل اللوائح للانتخابات النيابيّة، ليُفتح الباب الكبير أمام القوى المُرشّحة لاستخدام جميع أسلحتها الديمقراطيّة حتّى موعد الاستحقاق الأهمّ في الحياة السياسيّة اللبنانيّة.
العدّ العكسي بدأ، والمشهد الانتخابيّ يزداد حماوةً ووضوحاً يوماً بعد آخر، مع إعلان غالبيّة القوى السياسيّة، والمُستقلّة، والحزبيّة، والمدنيّة، أسماء مُرشّحيها دفعة واحدة للانتخابات النيابيّة، بعكس حزب القوات اللبنانيّة والتيّار الوطنيّ الحرّ، اللذان يعتمدان أسلوب الطرح "بالقطّارة". ويعملان على استهلاك كلّ المُهل "الانتخابيّة" المُعطاة لهما قبل الكشف عن "تشكيلة اللاعبين الاساسيّة" واللوائح الانتخابيّة، وصولاً الى تاريخ الرّابع عشر من آذار الذي سيشهد مفاجآت كثيرة في حدثين مُنفصلين من حيث المكان، ومُترابطين لناحية الأهميّة والمضمون.
"الوطنيّ الحرّ" الذي كشف عن أنّه سيعلن أسماء مرشحيه ولوائحه الانتخابيّة في مؤتمر يعقده في 24 آذار المُقبل، يستعدّ في الوقت نفسه لإحياء العشاء السنويّ لذكرى الرابع عشر من آذار 1989. تاريخ يعني الكثير للبنانيّين عامةً وللعونيّين المُناضلين ولشباب التيّار الذين يعملون كخليّة نحل لإنجاح هذا الحدث شكلاً ومضموناً. وأكّدت مصادر عونيّة أنّ الحفل سيضمّ كوادر التيّار ومؤيّديه، والمُرشّحين الى الانتخابات النيابيّة، بالإضافة الى شخصيّات سياسيّة "حزبيّة" و"حليفة"، وأخرى إعلاميّة، وفنيّة، على أن يعود ريعه لدعم الحملة الانتخابيّة تحت شعار "نحنا مكملين ما في شي بيوقفنا".
وأوضحت المصادر أنّ "خطاب رئيس التيّار وزير الخارجيّة جبران باسيل سيكون شاملاً لكلّ جولاته على مختلف المناطق اللبنانيّة التي أكّد في كلّ زاوية منها على دور التيّار، وضرورة استمرار مشوار العهد القوّي والانجازات التي بدأها ويعمل على تنفيذها. وسيتطرّق الى معنى ذكرى الرابع عشر من آذار، على صعيد النضال الوطنيّ والمسيحيّ، والتجارب العونيّة في الحياة السياسيّة وصولاً الى حمل الشعلة الرئاسيّة، رابطاً إيّاها بأهميّة الانتخابات النيابيّة لاستكمال مسيرة الإصلاح".
وسيُقيم باسيل، بحسب المصادر، "قراءة لوضع التيّار الانتخابيّ، من اسماء الى لوائح الى تحالفات وصداقات يعمل التيّار على التمسّك بها والمُحافظة عليها، وسيدخل في تفاصيل النظام النسبيّ، والنقاط التي تتميّز بها انتخابات 2018 عن الاستحقاقات النيابيّة الماضية لا سيّما في ما خصّ دور المُغتربين. وسيوجّه تحيّة الى النوّاب الحاليّين الذين لن يترشّحوا الى الانتخابات مُجدّداً، شاكراً ايّاهم على نضالهم في العمل التشريعي واستمرارهم في الشّأن السياسيّ والحزبيّ للاستفادة من خبراتهم الطويلة". وأشارت الى أنّ "باسيل وكالعادة لن يخلو خطابه من المفاجآت والحماس والجرأة، والكلام المُباشر".
على الجهة الأخرى، تتجّه الأنظار الى طريق معراب ــ جونيه التي تشهد حركة كثيفة وناشطة، تحضيراً لمهرجان كبير ينظمه حزب القوّات في الرّابع عشر من آذار على مسرح بلاتيا. سيتخلّله، بحسب أوساط قوّاتيّة، إعلان أسماء المُرشّحين في كافة الدوائر، وبحضورهم كلّهم، مع رسم مشهديّة التحالفات بعنوانها العريض المبني على الثوابت والبعيد من المصالح الانتخابيّة التي تتناقض مع المبادئ، وسط حضور حزبي وسياسيّ قد تخرقه بعض الشخصيّات البارزة". وكشفت عن أنّ "المهرجان سيُنظّم بطريقة مُحترفة جدّاً، بكافة تفاصيله، ولوحاته السياسيّة والفنيّة، ليُظهر طريقة خوض المعركة الانتخابيّة بأرقى الأساليب الديمقراطيّة المُعتمدة، التي اشتاق اليها لبنان بعد مسلسل التمديد الطويل، وبمستوى عالميّ".
وعن السبب وراء اختيار هذا التّاريخ بالذات والذي يُقابله "حدث شقيق" في الأهميّة نفسها، أكّدت الأوساط أنّ "القوّات أراد من خلال هذا اليوم استرجاع ذكرى 14 آذار وماضي الانتفاضة، والتأكيد على أهميّة الثورة البيضاء في فرض واقع سياسيّ جديد، ومُستقبل يليق بلبنان واللبنانيّين، وعلى الثوابت التي لم تمحها الأيّام والتطوّرات السياسيّة".
وأشارت الى أنّ "الحزب يؤمن بالتغيير ويدرك تماماً أنّ كلّ طامح لهذا النهج عليه أن يبدأ من نفسه أولاً قبل غيره، من هنا سعي القوّات الى التغيير النيابيّ، من خلال اشراك شخصيّات شابّة، وتبنّي ترشيح أسماء جديدة بدلاً من نوّاب حاليّين خذلوا الحزب في اماكن كثيرة، لناحية عملهم التشريعيّ، وهذه بحد ذاتها خطوة جريئة ودليل عن النهج الحزبي الديمقراطيّ الحقيقيّ".
ولفتت إلى أنّ "الأجواء تفاؤليّة جدّاً لدى القوّات في ما خصّ النتائج على صعيد الدوائر ككلّ ولو خسر في أماكن معيّنة، وكلمة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ستؤكّد على الثوابت، والوفاء لرفاق النضال والمقاومة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News