بعد تعرّض مصرف للسطو في جبيل... ماذا كشفت التحقيقات الأولية؟

"ليبانون ديبايت"

ظاهرة السطو على المصارف تتكرر على الرغم من كل الحواجز الأمنية والتكنولوجية التي تحول دون ذلك. تارة يدخل مسلحون في وضح النهار وينفذون مشاهد هوليوودية قبل الفرار بمبالغ طائلة، وطوراً يبتكرون أساليب خاصة وغامضة غاضين النظر عن تقنية الكسر والخلع التي أصبحت رجعية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تعرّض البنك اللبناني ــ السويسري، خلال أشهر قليلة، لعملية سطو مسلح داخل فرعه في بئر حسن، وسطو غامض في فرع جبيل.

ما حصل في جبيل مطلع الأسبوع أثار جدلا واسعا، بعدما تفاجأت ادارة البنك اللبناني السويسري صباح الاثنين بسرقة الصراف الآلي التابع لفرعها في جبيل، إذ اقتحم المصرف من دون كسر واجهة البنك أو خلعها. وفي التفاصيل التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" بعد مرور ايام على التحقيقات، انه تم التحقيق مع 4 موظفين في البنك، وهم الذين يملكون الرمز السري الخاص بالصراف الآلي، ولم يدلوا بأي اعتراف وتم اخلاء سبيلهم.

في المقابل، أوقفت قوى الامن الداخلي مشتبه به، وهو أيضا موظف في البنك، وكان آخر المشرفين على خزنة الصراف الآلي بعد وضع مبلغ مالي داخلها بقيمة مئة مليون ليرة لبنانية تقريباً. لم يتضح بعد ما إذا كان الموظف متورّطاً في العملية عمدا، عبر ترك باب الصراف مفتوحاً للسارق، أو انه مجرد طرف خيط محتمل ان يكشف اللصوص الفعليين، خصوصا انه لم يعترف حتى الساعة بأية معلومة تخدم القضية.

السهولة التي تمت فيها هذه العملية دعت الى طرح تساؤلات عدة، خصوصا ان اللصوص دخلوا من طاقة التهوية الخاصة بالتكييف المركزي، مباشرة الى داخل البنك. وفتحوا باب الصراف من دون كسره أو خلعه وسرقوا المبلغ داخل خزنته، كأن الباب كان بالأساس مفتوحاً أو انهم يملكون الرمز السري الخاص به.

أغلق الأمن الداخلي ملف التحقيقات لينقل الى جهاز المباحث الجنائية ــ إدارة التحري والتحقيقات الجنائية الذي سيتابع مجريات التحقيق لكشف الفاعلين. أما أشرطة الفيديو التي تم سحبها من كاميرات المراقبة الموجودة داخل البنك، تسلّمها جهاز شعبة المعلومات.