المحلية

placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 27 آذار 2018 - 01:00 ليبانون ديبايت
placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت

الربيع "الكتائبي القواتي" يحصّن الثورة البيضاء؟

الربيع "الكتائبي القواتي" يحصّن الثورة البيضاء؟

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

يوم اختار حزب الكتائب اللبنانيّة سلك طريق المعارضة، والسير بخط سياسيّ انتفاضي على الواقع والحكم السّائد، واختيار خطاب هجوميّ حاد بوجه احزاب السّلطة، أدرك تماماً أنّ المعركة التي قرّر خوضها لن تكون سهلة، وأن الانتخابات النيابيّة تفرض قواعد وأصول وشروط مُحدّدة يجب الأخذ بها ليكون لاعباً أساسيّاً فيها، ولكسب أكبر عدد من المقاعد النيابيّة او على الأقلّ للحفاظ على وجوده في الندوة البرلمانيّة، حيث يمكنه تأدية دوره التشريعي والرقابي وممارسة حقّ الطعن الذي له فيه تجارب عدّة أبرزها تعلّق بفرملة الضرائب.

هذا الواقع لم ينجح في المراحل الأولى التحضيريّة للاستحقاق النيابيّ من ثني "الكتائب" عن تغيير خارطته الانتخابية التي ارتكزت على مدّ جسور تواصل وتحالف مع المجتمع المدنيّ والشخصيّات المستقلّة التي تشارك معها التحرّكات المطلبيّة. بيد أنّ اصرار الحزب في هذا المجال لم يوقف التوقّعات التي دائماً ما كانت تربط اسمه بـ"القوّات" في دوائر معيّنة ولا سيّما في زحلة التي لها رمزيّة خاصّة بالنسبة الى مناصري الحزبين، ما جعله يترك طاقة مفتوحة على هذا الاحتمال بالذات من دون ان يحسم موقفه منه.

اليوم، وبعدما كشف "الكتائب" أوراقه الانتخابية وشرّع لوائحه وتحالفاته، وهو يتلقّى "السّهام" التي تتهمه بالتخلّي عن المجتمع المدني والمستقلين، والعودة الى صفوف السّلطة من خلال تحالفه مع حزب يعدّ طرفاً اساسيّاً فيها وبالتسوية الرئاسيّة التي وقف الكتائبيّون ضدّها شعبيّاً و"تصويتاً"، فكيف يردّ الحزب على اتّهامه بطعن حلفائه "المدنيّين والمستقلّين"؟

نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق سليم الصايغ أكّد أنّ "الكتائب رسم منذ الأساس مساراً واضحاً لم يزح عنه، وهو من أكثر الأحزاب التي تتمتّع بقوّة التماسك على صعيد البيت الداخليّ، والتناغم الكبير بين خطابها الوطنيّ وموقفها الاعلامي من جهّة وأدائها السياسيّ من ناحية ثانية. بيد أنّ طبيعة المعركة الوطنيّة التي قرّر الحزب ان يخوضها لبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها، وحصريّة السّلاح ومحاربة الفساد، بالفعل لا بالقول والشعارات فقط حتّم علينا التعاون مع قوى سياسيّة تشبهنا في المبادئ والثوابت من دون أن نغيّب المجتمع المدني والمُستقلين في دوائر كثيرة".

ورأى الصايغ أنّ "حزب القوّات بدأ في الفترة الأخيرة بإحداث تموضع كبير جعله أقرب الى المعارضة على الرغم من وجوده داخل الحكومة، والدليل على ذلك يتمثّل في حملته الانتخابية المُستوحاة من شعارات المعارضة للسلاح غير الشرعي، وللصفقات، والفساد ومنطق الدوليّة... والتي لا تتضارب بالتالي مع مواقفنا، بعكس بقيّة القوى المُرشّحة التي اضاعت ميزان التوفيق بين الموقع والموقف".

ونفى الصايغ أن يكون الكتائب قد تخلّى عن المجتمع المدني، بل على العكس هو يدعم رؤوس حربة من الحراك الشعبي ومستقلّين في أكثر من أربعة دوائر انتخابيّة، لكن الوضع في دائرة الشمال الثالثة، وزحلة، وبيروت الأولى، اختلف لأسباب عدّة أهمّها، عدم تمكّن المجتمع المدني من ترجمة كلامه في اللوائح الانتخابية، خصوصاً أن لا ناطقاً واحداً باسمه بل هناك مجموعات مدنيّة عدّة. أضف إلى غياب هذا التنظيم في زحلة على سبيل المثال، دفعنا الى عقد تحالف واضح مع القوّات ولم نغيّب حتّى المستقلين، في حين ان ترشيح المجتمع المدني مارونيّاً في دائرة بيروت الأولى حال دون التعاون فمن غير المنطقي ان ننافس الشيخ نديم الجميّل والأمر نفسه ينطبق على صعيد الشمال".

وأكد أنّ "دعم الكتائب للمجتمع المدني والمستقلين لن يتوقّف وسيُعلن عنه بالتفصيل، سواء في الشوف ــ عاليه، أو بعبدا وصولاً الى البقاع الغربي وغيرها من الدوائر، والقانون الانتخابيّ فرض قواعد لعبة لنتكيّف معها من دون التخليّ عن مبادئنا، لذا فإنّ كلّ التحالفات ستكون مبنيّة على أساس مشروع 131".

بدوره، طلب النّائب ايلي ماروني من "مشنّي الهجوم، مراجعة تصريحات ومواقف الكتائب التي حرص دائماً فيها على ابقاء احتمالاته واردة ومفتوحة لناحية التحالف والتواصل مع الجميع باستثناء الاطراف الذين يعتبرهم من رموز الفساد، وهذا الاتهام لم يلصقه يوماً بحزب القوات لا بل على العكس، اذ ان الكتائب يثني في كلّ مناسبة على عمل وجهود وزرائه".

وأشار ماروني الى أنّ "رئيس الكتائب النائب سامي الجميل تحدّث مطوّلاً عن مسار الحزب في التحالف مع المستقلين والمدنيين ومن يشبهنا، الامر الذي ينطبق على القوات الذي تجمعنا معه الكثير من القواسم المشتركة". واعتبر أنّ "هناك حاقدين على التحالف لا يتحدثون من منطق سياسيّ بل بالغيظ، ونحن واعون لما نقوم به، وندرك تماماً مصلحة الكتائب وضرورة اختيار التحالفات التي تنطلق من المناطق وتبعاً للواقع الموجود على الارض، مثل زحلة التي تضم حركة امل وحزب الله وشخصيات مستقلة لا صلة لنا بهم، ما يجعلنا نفضل الذهاب الى شبيهنا في المبادئ والثوابت".

ولفت ماروني الى أنّ "الدوائر التي يمكن التحالف مع المجتمع المدني فيها او المستقلين سلكت طريق اللائحة الواحدة المشتركة في دوائر عدّة، وقمنا بالمهمة على صعيد المتن وكسروان حيث المزيج المميز. أما القوّات، هم يلعبون دور المعارض داخل الحكومة في ملفات عدّة سجلنا بدورنا اعتراضاً عليها مثل الكهرباء، الامر الذي يدفعنا الى اختيار الاقرب الينا على الرغم من الاختلاف في الرأي الذي هو امر جدّ طبيعي وصحيّ للحياة السياسيّة الديمقراطيّة".

وأوضح أنّ "التحالف الكتائبي القواتي في زحلة يفيد جدّاً في اراحة الرأي العام المشترك بين الحزبين، وعدم دفع مناصريهما الى الخروج عن الثوابت والانقسام بين لائحتين، ولكنه بطبيعة الحال لن يؤثّر على الصوت التفضيلي".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة